العدد 213 - الأحد 06 أبريل 2003م الموافق 03 صفر 1424هـ

القوات البريطانية تسيطر على مدينة البصرة

مقتل أربعة أميركيين و18 كرديا بنيران «صديقة» في أربيل

بدأت وتيرة تضارب الأنباء تأخذ حيزها في وقت تغلغل فيه القوات الأنجلو أميركية باتجاه بغداد المعقل الإستراتيجي والقلب المسيطر على معنويات المقاومة العراقية ذلك إن سقوطها يعني سقوط العراق. ونفى وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف مزاعم قوات الغزو سيطرتها على منطقة مطار صدام وأكد سيطرة قوات الحرس الجمهوري على قوات التحالف وإلحاق خسائر تقدر بمقتل 50 من صفوف قوات الغزو. من جهة أخرى أعلن مصدر أميركي أن سبعة آلاف جندي أميركي موجودون في مطار «صدام الدولي».

أرغم الجنود البريطانيون أهالي مدينه الفاو العراقية بعد الاستيلاء عليها على جمع صور صدام حسين من بيوتهم وأماكن عملهم وإلقائها في مياه اروندرود.

وشوهدت أعداد كبيرة من صور صدام حسين الملقاة في مياه نهر اروندرود والتي جرفتها المياه إلى الخليج العربي، كما قام الجنود البريطانيون بإنزال تمثال صدام حسين من إحدى ساحات مدينه الفاو وإلقائه في مياه الخليج.

مزاعم مقتل «الكيماوي» في البصرة

نفى وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، صحة الأنباء التي ترددت عن مقتل على حسن المجيد قائد القوات العراقية في الجنوب العراقي.

وقد أوردت النفي قناة «العربية» الفضائية التي نسبت إلى الصحاف قوله بهذا الشأن ان ذلك «مجرد أوهام»، كما نفى صحة توغل الغزو في وسط البصرة.

في الوقت ذاته، قال ضابط بريطاني ان دبابات بريطانية دخلت إلى وسط البصرة ثاني اكبر المدن العراقية والتي تطوقها القوات البريطانية والأميركية منذ نحو أسبوعين. كما قال مدنيون عراقيون ان أفراد ميليشيا موالية للرئيس العراقي صدام حسين فتحوا النيران على شاحنة بها أربعة مدنيين عراقيين مما أسفر عن إصابة واحد منهم أثناء مغادرتهم للبصرة. ويقول العراقيون من البصرة إن أفراد ميليشيا تابعة لحزب البعث يشنون «حملة ترويع» لإجبارهم على القتال ضد القوات الأميركية والبريطانية.

وتقدمت القوات البريطانية التي تطوق البصرة عدة كيلومترات بالدبابات وحاملات الجند لتصل إلى ما قالت انه أبواب المدينة وسط قتال شرس.

وقال الكابتن اليكس كوسبي من القوات البريطانية «وصلنا إلى ملتقى الطرق الذي يمثل بوابات البصرة»، و«واجهنا مقاومة لكن دمرنا الكثير. دمرنا بعض المدرعات ونتعامل الآن مع مواقع خنادق». وأفاد كوسبي ان القوات البريطانية تقدمت بنحو 14 دبابة والعدد نفسه من ناقلات الجند المدرعة وهي اكبر كمية من المدرعات يرسلونها حتى الآن تجاه المدينة.

من جهة أخرى، تواصل القوات الأميركية البريطانية عملية البحث عن قائد المنطقة الجنوبية في العراق علي حسن المجيد - والذي ذكرت أنباء سابقة انه قتل خلال عملية اقتحام القوات البريطانية، وأشار المسئولون في تصريح إذاعته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية ان القوات تعرفت على جثة الحارس الشخصي لعلي المجيد في المنزل الذي تم تدميره.

وقد أعلنت القيادة الأميركية الوسطى في قاعدة السيلية في قطر ان احد مرافقي علي حسن المجيد قتل في غارة جوية قامت بها طائرات التحالف على مدينة البصرة، موضحا ان طائرتين من التحالف قامتا بقصف الفيلا «بقذائف موجهة بالليزر» في البصرة التي تطوقها القوات البريطانية منذ قرابة أسبوعين. كما أكد المتحدث باسم قيادة التحالف المقدم جيمول كانسان انه تم التعرف على جثة اللواء علي حسن المجيد الذي أصيب في هجوم نفذته القوات البريطانية الأميركية على منزله في البصرة.

النجف

أكد المعارض العراقي جمال الدين الموجود في النجف ان الوضع في المدينة هادئ جدا والمدينة محررة بالكامل ممن وصفهم بـ «زمرة حزب البعث العراقي»، وقال إن كل العتبات المقدسة سليمة والشيء الوحيد الذي هدم هو مركز البعث العراقي. وقال المعارض العراقي في تصريحات لصحيفة «الرأي العام» الكويتية انه تجول في المدينة وسار في العتبات المقدسة مشيرا إلى ان الأسواق مفتوحة وما ينقص المدينة حاليا الكهرباء والماء والهاتف التي وعدت القوات الأميركية بإعادتها.

كربلاء

تقدمت القوات الأميركية إلى وسط مدينة كربلاء بعد معارك شرسة مع مقاتلين عراقيين يهددون خطوط الإمداد الأميركية للقوات التي اتجهت شمالا إلى بغداد.

وقتل عشرات العراقيين وجندي أميركي واحد في القتال العنيف لكن المقاومة أصبحت أضعف وبدا ان القوات الأميركية انتزعت السيطرة من وحدات فدائيي صدام. وقال الكابتن جيمس مجاهي من الفرقة 101 التي قادت الاندفاع الأميركي إلى وسط المدينة «أعتقد أنهم رأوا ما حدث وقرروا التراجع».

12 قذيفة هاون في شارع السعدون

تمكنت وحدات عسكرية أميركية من التوغل داخل بغداد للمرة الثانية في غضون يومين اثنين. وكان متحدث عسكري أميركي صرح بأن القوات قامت بعملية توغل سريعة بوسط العاصمة لكن الحكومة العراقية نفت ذلك.

وتعرضت بغداد للقصف مجددا، وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» ان ما لا يقل عن 12 قذيفة هاون سقطت في شارع السعدون في قلب العاصمة العراقية.

وأفادت تقارير أن أعدادا كبيرة من العراقيين يحاولون الفرار من المدينة التي يقطنها خمسة ملايين نسمة، مما حدا بالسلطات العراقية لأن تأمر بإغلاق منافذ الدخول والخروج من بغداد اعتبارا من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا. كما عرض العراق على الصحافيين دبابة أميركية من طراز ابرامز دمرت في معارك في المدخل الجنوبي لبغداد. كما شوهدت إلى الشمال هياكل دبابات وناقلات جند وشاحنات عراقية مدمرة ما يؤشر إلى شدة المعارك التي احتدمت لدى توغل رتل من الدبابات الأميركية في بغداد. كما قال المتحدث باسم الجنرال الأميركي تومي فرانكس جيم ويلكينسون ان قوات أميركية تسيطر بشكل كبير على مطار بغداد وستنتشر من هناك في كل الاتجاهات. من جانبه أكد الصحاف انه «تم توجيه ضربات صاروخية على تجمعات العدو الأميركى في منطقة مطار صدام الدولي وفي منطقة (الجويفة) ومازالت قوات الحرس الجمهوري تضيق الخناق على العدو الأميركى في المنطقة المحيطة بالمطار».

وأوضح الصحاف «تم تدمير ست دبابات وتعطيل عشر دبابات أخرى وقتل خمسين جنديا من جنود العدو، مشيرا إلى أنه تم إسقاط طائرتين من نوع (اباتشى) في قرية التأمين التي تقع جنوب بغداد بين مفرق (سلمان باك) ومنطقة (باسمايا)». وقال إنه «تم أيضا تدمير ثلاث ناقلات أشخاص مدرعة وخمس دبابات للعدو الأميركي على أطراف بغداد في الطرق السريعة إذ كان العدو يقوم بإدخال آلياته من جنوب بغداد من قبل الفدائيين».

وأضاف انه «تم تدمير دبابتين وثلاث ناقلات أشخاص مدرعة في قاطع «جفر الصخر» من قبل جيش القدس». كما قال مسئول عسكري أميركي ان الولايات المتحدة نشرت 7000 جندي بمطار بغداد وإنها تتحرك سريعا لإنشاء نقطة عسكرية هناك. وقال قائد لواء المهندسين من الفرقة الثالثة مشاة الكولونيل جون بيبودي ان الجنود الأميركيين منتشرون في المطار الذي يقع على بعد 20 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من وسط بغداد.

مقتل 22 بنيران «صديقة»

أفادت مصادر طبية في اربيل ان أربعة جنود أميركيين قتلوا «بنيران صديقة» ضد قافلة أميركية - كردية في كردستان العراقية.

وأضافت المصادر ان الكثير من المقاتلين الأكراد قتلوا أو أصيبوا في الهجوم الذي وقع في منطقة ديباكا على بعد 20 كيلومترا جنوب اربيل.

وكان مسئول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري صرح ان 18 مقاتلا كرديا قتلوا وجرح أكثر من 45 آخرون بجروح في هذا الهجوم بينهم وجيه بارزاني شقيق مسعود بارزاني زعيم الحزب الذي «أصيب بجروح خطرة لكنه لم يقتل».

في وقت أفاد مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط شمال العراق بأن الأكراد قاموا بعد فرض سيطرتهم على بلدة «دوميس» شمال غرب الموصل برفع العلم الكردستاني على هذه البلدة، كما رفع البشمركة الأكراد صورة للملا مصطفى البرزاني ومسعود البرزاني. وأوضح المراسل أن قوات البشمركة التابعة لمسعود البرزاني التي دخلت هذه البلدة بدأت عمليات كشف عن الألغام التي قامت القوات العراقية بزرعها في المنطقة بعد تركها للبلدة. كما قال مصدر عسكري ان القوات الأميركية سيطرت على طرق سريعة إلى الشمال الغربي والى الغرب من بغداد في إطار محاولاتها لتطويق العاصمة العراقية. في وقت أعلنت القيادة الأميركية الوسطى في قطر ان ثلاثة عسكريين أميركيين قتلوا وأصيب خمسة آخرون خلال حادث وقع بين مقاتلة من طراز أف-15أي أيغل وقوات التحالف الأميركية البريطانية. كما لقي جندي أميركي مصرعه في كمين نصبه عراقيون في الشمال الغربي من العاصمة بغداد. وأصيب آخر.


الإستيلاء على سفينة عراقية تزرع ألغاما في الخليج

المنامة - وكالات

زعمت مصادر بحرية أميركية أن سفنها الحربية استولت على سفينة عراقية كانت تنشر ألغاما بحرية في مياه الخليج قبل يومين، مشيرة إلى أن أعمال الدورية البحرية مستمرة بحثا عن سفينة أخرى تحمل اسم «الفتح المبين». ونقل راديو لندن عن ناطق باسم الاسطول الأميركي الخامس قوله أمس: «السفينة التي تحمل اسم «الشروق» قد رصدت وتمت السيطرة عليها منذ يومين في شمال الخليج»، مضيفا «أن السفينة لم تعد تشكل خطرا لأن الاستيلاء عليها يبدد المخاوف بشأن سلامة الملاحة البحرية في الخليج والتي تشكل 40 في المئة من إجمالي حركة نقل النفط حول العالم»

العدد 213 - الأحد 06 أبريل 2003م الموافق 03 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً