العدد 216 - الأربعاء 09 أبريل 2003م الموافق 06 صفر 1424هـ

يوم أسود... يوم تاريخي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يمكن ان ينسى المرء الصور والتقارير التي ينقلها الصحافيون ومراسلو وكالات الانباء وشبكات التلفزيون العربية والعالمية إلى الجمهور اينما كانوا في موقع الحدث خلال هذه الحرب المفروضة على العراق.

هؤلاء ممن ينقلون وقائع الحدث ميدانيا من دون شطب أو حذف... ببساطة هؤلاء ضحايا الحقيقة التي تريد الادارة الاميركية حجبها عن الرأي العام بعدما استفز مثلا مراسلو الفضائيات العربية وحتى الاسبانية بنقل الحقيقة لما يدور على ارض المعركة، من دون الالتفات إلى الحرب النفسية التي رفعت درجة حرارتها هذه الادارة المخادعة لتشتيت الرأي العام.

كيف لا وتصريحات المسئولين الاميركين لا تزال تردد كلاما تستخف فيه بعقل الانسان العربي في محاولة واضحة لتضليل المعلومة وايضا بضرب المواقع التي يوجد فيها الصحافيون وتحديدا العرب منهم... وهنا لابد من الاشارة الى فئة الصحافي الميداني ممن يجد متعة في توصيل الحدث بحذافيره الى الناس من دون كلل او ملل وليس الفئة التي تجني الاموال من جهات معينة ترسل لها صكوكا نقدية لاخفاء حقيقة ما، وسرد ما يملي عليهم.

لذلك فان ما يتعرض له الصحافي المخلص في عمله هو كثير ولسنا الآن بصدد ذكرها... غير ان ما اقترفته قوات الغزاة ضد زملاء المهنة هو عدوان صارخ لهتك حرمة البيت الصحافي وعدم احترام دور الصحافي في ميدان الحرب... واليوم نتساءل هل سقط صدام فعلا مع عناصر النظام؟ وبعد ان قصفت بغداد يوم امس الاول بصورة متواصلة ومكثفة لدرجة ان الصحافيين لم يسلموا من نيران الصواريخ ومن وابل الرصاص الا أنهم سقطو ضحية المهنة وكان من بينهم مراسل الجزيرة طارق ايوب.

اما بالامس فمنظر العاصمة العراقية قد اختلف تماما وبدات كاميرات المصورين وميكروفونات المراسلين تتنقل بحرية تامة في شوارع بغداد بالقرب من الجنود الاميركيين والبريطانيين وكأن شيئا لم يحدث.

هل كان ضروريا قتل الابرياء وضرب مدن العراق بتلك الصورة التي نقلتها الفضائيات لاسقاط صدام؟... هل فعلا انتهت مهمة واشنطن عند هذا الحد بتقديمها حلاوة النصر لشعب العراق كالذي روّجته بعض المحطات الاميركية؟

وهل اليوم الحادي والعشرون لهذه الحرب المفروضة التي مات فيها البريء - الكبير والصغير - بمختلف الاعمار ان يسجل يوما تاريخا على ارض الرافدين؟ في وقت رفعت بعض اللافتات لمواطنين عراقيين تقول لقوات الغزاة «انتهت مهمتكم ارحلو عن اراضينا الآن» هذا بعض ما رصدته كاميرا الجزيرة بتعليق مباشر من مراسلها ماهر عبدالله بالامس.

كل تلك الحوادث توالت بسرعة فائقة حتى لحظة كتابة هذا العمود. ولم يتوقع احد ان يدخل الاميركان والبريطانيون بغداد بهذه السهولة فمن بعد سقوط ضحايا الصحافة في يوم وصفه الاعلام العربي بالاسود إلى يوم لا ندري أي مصير حل بعناصر النظام الدموي الذي وصفه العراقيون بيوم تاريخي لتاريخ العراق الحديث بعد صراع مرير مع نظام طاغي... لكن الرؤية لم تكتمل حتى الآن... لكن يمكننا القول ان صورة حزب البعث الطاغي انتهت لكنها للاسف انتهت على ايدي الغزاة الجدد الذين تم الاستعانة بهم حتى لاسقاط تمثال صدام في ساحة الفردوس في العاصمة بدباباتهم بعدما اخفق العراقيون في اسقاطه... ما حققه الغزاة الجدد ما هو الا اسلوب جديد قد يحدث لانظمة عربية اخرى... وما علينا سوى ان نرى ونشاهد

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 216 - الأربعاء 09 أبريل 2003م الموافق 06 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً