خرج الحكم الدولي علي سلمان عن صمته بعد يومين من تعرضه للاعتداء، مناشدا صاحب السمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة التدخل لإنهاء هذا الموضوع الذي سبب له «آلاما نفسية كبيرة».
وقال سلمان في تصريح لـ «الوسط» إنه تعرض لإهانة كبيرة من قبل أحد كبار المسئولين في نادي الرفاع، موضحا أن تلك الإهانة دفعته إلى الانهيار والبكاء فيما كان عدد من مسئولي نادي الرفاع وجماهيره وبعض رجال الأمن يحيطون به.
وأضاف: «بكيت لأن الإهانة كانت أكبر من قدرتي على التحمل، لقد تعرضت لضرب مبرح وتحملت، لكن عندما بدأ سيل الكلمات الجارحة في الانهمار عليّ... انهرت وبكيت».
وأكد علي سلمان صحة كل ما نشرته «الوسط» على مدى اليومين الماضيين، موضحا أن موقف الصحيفة خفف كثيرا من وطأة الآلام النفسية التي تعرض لها.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم أحمد جاسم أن اللجنة رفعت تقريرا مفصلا إلى مجلس إدارة اتحاد الكرة يتضمن الجوانب المحيطة بالموضوع، ممتنعا عن إبداء رأيه في الحادث لاعتبارات قال إنها مرتبطة بعضويته في اتحاد الكرة ولجنة الحكام.
من جهته أكد عضو لجنة الحكام يوسف محمد أن اللجنة ستقف إلى جانب الحكم، رافضا الأسلوب الذي تم التعامل به مع الحكم، مشيرا إلى أن اتحاد الكرة سيصدر قراره بهذا الخصوص قبل استئناف الدوري الممتاز الأسبوع المقبل.
الوسط - هادي الموسوي
تصاعدت الحوادث المرتبطة بحادث الإعتداء الذي تعرض له الحكم الدولي علي سلمان في نهاية المبارة التي أدارها بين الأهلي والرفاع ضمن الدور قبل النهائي لمسابقة كأس جلالة الملك.
وجاء حديث الحكم علي سلمان في وقت تلقى فيه القسم الرياضي في «الوسط» الكثير من المكالمات الهاتفية المتضامنة معه، سواء من المدربين أو الجمهور الرياضي أو حتى من القراء العاديين البعيدين عن الرياضة الذين استنكروا تعرض مواطن للإهانة والتجريح.
وتحدث علي سلمان إلى «الوسط» يوم أمس بعد أن قضى اليومين الماضيين صامتا ومكتفيا بالرد على مكالمات الأشخاص المقربين منه، وناشد صاحب السمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالتدخل لحل هذا الموضوع وإنهاء الآمه النفسية وخصوصا بعد الإهانة التي تعرض لها وجرح فيها كبرياؤه، وأهينت كرامته.
وأكد سلمان صحة كل ما نشرته «الوسط» على صدر صفحتها الأولى خلال اليومين الماضيين معربا عن خالص شكره للصحيفة على موقفها وقال انه خفف الكثير من آلامه النفسية، كما توجه بالشكر لجميع من اتصل به واطمأن على صحته.
وأضاف: «الصورة التي نشرت في الصفحة الأولى كانت مؤثرة وخصوصا لعائلتي التي بكت عندما شاهدتني وأنا أبكي».
وقال ان بكاءه لم يكن نتيجة للضرب المبرح الذي تعرض له خلال الإعتداء، ولكن بسبب الكلام الجارح الذي خرج من لسان أحد المسئولين في نادي الرفاع، متمنيا أن يسهم القرار الذي سيصدره اتحاد الكرة في دعم مكانة الحكام ويسهم في حمايتهم وحفظ كرامتهم.
ومن جانب آخر أكد رئيس لجنة الحكام أحمد جاسم ان اللجنة رفعت الى مجلس الإدارة التقرير المفصل الذي يتضمن الحادثة من جميع جوانبها بعد ان اجتمعت اللجنة بالحكم ومساعديه بالاضافة الى تقرير مشرف المباراة عضو اللجنة يوسف القطان، وسألته «الوسط» عن رأيه فيما حدث باعتباره رئيس لجنة الحكام، فامتنع عن التصريح لكونه عضوا في مجلس إدارة الاتحاد ورئيس لجنة الحكام ولكن وعد بعد ان يصدر الاتحاد قراره في هذه الحادثة سيدلي بتصريح مفصل عنها.
ومن جانبه أكد عضو اللجنة يوسف محمد أن اللجنة ستقف مع الحكم بقوة وقال: الاخطاء التحكيمية واردة وكل حكم معرض للخطأ واعتقد هناك قنوات رسمية يستطيع ان يدخل منها كل من يثبت ان الحكم قد أخطأ...
وأضاف: نحن كلجنة حكام نرفض هذا السلوك (الهمجي) على الحكم بهذه الطريقة (الوحشية).
وقال: انا لا أقول ولا أزعم ان الحكم لا يخطئ ولكن مثلما اللاعب يريد ان يبرز نجوميته فالحكم ايضا يريد ابراز نجوميته، واذا اللاعب مهتم بابراز موهبته فالحكم ايضا له الشيء نفسه. وتوقع يوسف محمد ان يصدر الاتحاد قراره في هذه الحادثة قبل استئناف مباريات الدوري.
وذكر عضو لجنة الحكام يوسف محمد أن الحكم في تقريره قد ذكر أسماء الذين اعتدوا عليه والذين شتموه وايضا اسماءهم في المحضر الذي تقدم به الحكم الدولي في مركز الشرطة. وكل التقارير رفعت الى مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم والحُكم الأخير لدى الاتحاد.
أصدر نادي الرفاع بيانا مفصلا حول موقفه من الحوادث التي شهدتها مباراته مع النادي الأهلي في مسابقة كأس جلالة الملك لكرة القدم. وجاء في البيان:
«تابع مجلس إدارة نادي الرفاع الرياضي الحوادث والظروف كافة التي صاحبت مباراة فريق الرفاع وشقيقه الأهلي يوم الجمعة 11 ابريل/نيسان الجاري ضمن الدور نصف النهائي لكأس جلالة الملك المفدى لكرة القدم وكذلك ردود الفعل التي أعقبت المباراة من مختلف الجهات والاطراف.
وإدراكا منا بأهمية ايضاح الحقائق ووضع النقاط على الحروف وتصديا لكل الآراء المنفصلة التي حجبت حقيقة ما حدث، فإن مجلس الإدارة يعرض البيان التالي المتضمن ايضاحا لموقفه مما حدث:
أولا: يسر مجلس إدارة نادي الرفاع ان يتقدم بخالص التهنئة الى النادي الأهلي على فوزه في المباراة وتأهله الى المباراة النهائية ومتمنيا له التوفيق والنجاح.
ثانيا: يؤكد مجلس إدارة نادي الرفاع انه مؤسسة شبابية ورياضية واجتماعية في مملكتنا العزيزة وأهدافه وطموحاته تتعدى حدود نتائج المباريات وهو يضم رجالات وشخصيات تطمح الى خدمة الرياضة البحرينية في مختلف المواقع، وتترفع بمكانتها وأخلاقياتها عن صغائر الأمور مهما حاولت بعض الجهات الزج بها في الحوادث التي وقعت في المباراة.
ثالثا: نود ان نعرب كمجلس إدارة أسفنا وشجبنا لكل الحوادث التي شهدتها المباراة وهي أمور مرفوضة شكلا ومضمونا مؤكدين عدم وجود أي علاقة لأعضاء مجلس إدارة نادي الرفاع بالمحاولات التي مست حكم المباراة الدولي علي سلمان، وما حدث كان تصرفا فرديا من أحد الجماهير ولا يمثل النادي رسميا وهو ما أكدته تقارير الحكم نفسه ومراقب المباراة ومحضر الشكوى التي قدمها الحكم الى مركز الشرطة بعد المباراة اذ لم تتضمن أية ادانة لأعضاء مجلس الإدارة أو أفراد الجهازين الاداري والفني لفريق الرفاع.
رابعا: نود التأكيد على ضرورة النظر بعين الدقة والأمانة الى الاخطاء الواضحة التي ارتكبها حكم المباراة وكانت معظمها للأسف ضد فريق الرفاع ما ساهم في تعكير صفو أجواء المباراة واضفاء طابع التوتر على اللقاء فخرجت ردود الفعل الغاضبة على الحكم ليس من جانب الرفاع فقط بل حتى من جانب النادي الأهلي وكلنا شاهدنا دخول أحد جماهيره الى أرض الملعب والاعتداء على الحكم خلال سير المباراة.
وقد حرص مجلس إدارة نادي الرفاع على ايضاح الاخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكم في مذكرة الاحتجاج التي قدمها الى اتحاد كرة القدم وأثرت بصورة مباشرة على نتيجة المباراة علما بأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها فريق الرفاع الى ظلم تحكيمي خلال الموسم الجاري لكن إدارة النادي ارتأت رفع الأمر هذه المرة الى اتحاد كرة القدم لوضع حد لتلك المهازل التحكيمية التي تهدر الجهود والعطاءات التي تبذلها الإدارة ورجالات النادي في اعداد الفريق.
خامسا: استغرب مجلس إدارة نادي الرفاع محاولات بعض الأندية في زج واقحام نفسها في موضوع الحوادث التي شهدتها المباراة من دون ان تكون لها أية علاقة بما جرى لتكشف بذلك نوايا غير الطيبة - للأسف - وذلك باستغلال هذا الحدث (الطبيعي في مباريات كرة القدم) للتصيد في الماء العكر وتضخيم الأمور واذكاء روح الفتنة بين الأندية الوطنية التي تربطنا معها في نادي الرفاع علاقات أخوية طيبة قائمة على روح الود والاحترام وعدم التدخل في شئونها والحرص على تعزيز هذه العلاقات.
كما نستغرب اقحام بعض مسئولي الأندية الأخرى انفسهم فيما حدث وذلك في (ضجة مفتعلة) تهدف الى تحقيق مآرب شخصية للنيل من سمعة ومكانة ورجال نادي الرفاع.
سادسا: لقد تابعنا باستغراب ما نشرته الصحافة المحلية عن حوادث مباراة الرفاع والأهلي - وللأسف - كانت معظم المعلومات المنشورة خاطئة وبعيدة عن الحقيقة، وقامت بتضخيم الأمور في الوقت التي تغاضت فيه الصحافة عن حوادث أكثر شغبا وعنفا في الكثير من المباريات وفي مختلف الألعاب وقعت في ملاعبنا هذا الموسم ولم يتطرق إليها أحد بالصورة نفسها التي تعاملت بها الصحافة مع حوادث مباراة الرفاع والأهلي.
ولعل الأغرب بأن بعض الصحافيين الذين تناولوا حوادث المباراة لم يحضروا المباراة أصلا واعتمدوا في معلوماتهم على الاستماع لما يتردد من أقاويل متناقضة ومغلوطة تدور في الشارع الرياضي بل وقاموا بافتعال أخبار وآراء ومقالات مغلوطة الى الاساءة وبعيدة جدا عن الأمانة الصحافية.
وأخيرا يجدد مجلس إدارة نادي الرفاع الرياضي حرصه على الالتزام بالاخلاق والمثل الرياضي وإقامة المباريات وسط أجواء تنافسية شريفة بما يضمن حقوق الجميع».
في الوقت الذي حرصت فيه «الوسط» على نشر بيان نادي الرفاع إيمانا منها بحرية الرأي فإنها تؤكد تقديرها واحترامها لمكانة هذا النادي العتيد ورجالاته، وحرص الصحيفة على التواصل مع نادي الرفاع أسوة ببقية الأندية الأندية الأخرى دون تمييز. كما أن ما تنشر الصحيفة من حوادث وقضايا في مختلف ملاعبنا وأنديتنا يأتي انطلاقا من مبدئها في نشر وإيضاح الحقائق والآراء المختلفة والبعيدة عن الإساءة والتجريح لكل الأطراف
العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ
