العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ

مقتل 54 وإصابة 307 معظمهم من النساء والأطفال

للمرة الأولى قصف جوي للمدن العراقية في وضح النهار

تواصل الطائرات الأميركية عمليات قصف المدن العراقية وذلك للمرة الأولى في وضح النهار منذ إعلان حربها على العراق وسقطت المئات من الصواريخ والقنابل على بغداد وخلّف القصف أربعة قتلى و 207 جرحى معظمهم من النساء والأطفال. كما ان قصف مقاتلات أميركية من طراز «اف 16» كثفت تحليقها داخل أجواء البصرة أسفر عن مقتل 50 شخصا بينهم روسي ونحو 100 جريح.

من جانبه صرح متحدث عسكري بريطاني ان القوات الأميركية والبريطانية تسيطر على الجزء الأكبر من مرفأ «أم قصر» الاستراتيجي لكن عسكريين عراقيين يقاومون في بعض المواقع. وأفاد مسئول في البنتاغون أن عدة آلاف من الفرقة العراقية رقم 51 استسلمت إلى القوات الأميركية والبريطانية في جنوب العراق لكن العراق نفى هذه الأنباء على لسان وزير إعلامها محمد سعيد الصحاف.

وقد تعرضت مواقع عسكرية في ثلاث ضواح من بغداد بعد ظهر أمس لغارات جوية، وهز أربعة عشر انفجارا الضواحي الجنوبية والغربية والشمالية من العاصمة العراقية، ومن بين الأهداف التي تعرضت للغارات مجمع الرشيد العسكري الصناعي. كما أعلن متحدث عسكري أميركي ان القوات الأميركية - البريطانية سيطرت على مدينة الناصرية في جنوب العراق. وقال المتحدث الاميركي في قاعدة السيلية، القومندان راندي ستيفي، «أؤكد سقوط مدينة الناصرية» والناصرية تقع على بعد 180 كلم شمال شرق الحدود الكويتية غربي نهر الفرات. وأكدت القوات الأميركية أنها سيطرت على مدينة البصرة في جنوب العراق كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

وكانت شبكة «سي. إن. إن» الأميركية ذكرت أن القوات الأميركية تحاول الآن تأمين المناطق التي سيطرت عليها في مدينة أم قصر بجنوب العراق، وقال مصدر في الجيش الاميركي إن الهجمات الجوية الموسعة ضد المدن العراقية ستكون مدمرة، مشيرة إلى أن الكثير من المدن العراقية تعرضت ولأول مرة منذ بداية الحرب للهجوم في وضح النهار.

قصف بغداد في وضح النهار

وقالت المصادر ان المئات من الصواريخ والقنابل سقطت على بغداد التي يقطنها حوالي 5 ملايين نسمة، وإن طائرات مروحية تابعة لقوات التحالف حلقت فوق مدينة أم قصر بجنوب العراق فيما قالت مصادر عسكرية أميركية ان قوات التحالف قصفت مواقع للجيش العراقي ولاسيما بالقرب من المطار، وأكدت القوات الأميركية أنها تسيطر بالفعل على المدينة، مشيرة إلى انه لا توجد الآن جيوب للمقاومة وهو ما نفاه وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي أكد أن «أم قصر» لا تزال تحت سيطرة القوات العراقية.

كما قال كابتن بمشاة البحرية الأميركية اندرو بيرجن ان الدبابات الأميركية تخوض معركة كبيرة مع القوات العراقية على المشارف الغربية للبصرة، و«نهاجم القوات العراقية وكلها غربي البصرة. بوسعي القول إنها معركة كبيرة». وشوهدت طائرات مروحية طراز كوبرا التابعة لمشاة البحرية والتي تشارك في المعركة تحلق فوق الرؤوس. وصرح بأن القوات الأميركية لا تحاول السيطرة على البصرة لأنها تتفادى الدخول في حرب المدن، كما قال متحدث عسكري بريطاني ان القوات المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة تحاول التفاوض على استسلام مدينة البصرة بجنوب العراق.

وقال المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية والبريطانية في قطر الكابتن ال لوكوود «نفضل التفاوض على اللجوء للقوة العسكرية لتحقيق أي نجاح».

على صعيد متصل صرح مسئولون عسكريون أميركيون في مقر القيادة المركزية الأميركية البريطانية المشتركة في الخليج العربي بأن الطائرات الحربية الانجلو أميركية تقلع من 30 قاعدة جوية موجودة في نحو 12 دولة، وأن هناك طائرات تقلع أيضا من على متن خمس حاملات طائرات أميركية.

وقال الكابتن ال لوكوود في مركز القيادة الذي أقامه الجيش الاميركي في قطر «نعتقد ان أهدافنا تحققت» في «أم قصر»، وما زالت هناك مقاومة في بعض المناطق لكن الجزء الأكبر «من المدينة» تجوب فيه دوريات للقوات البريطانية.

وكان وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف نفى سقوط «أم قصر»، مؤكدا ان «قواتنا ثابتة في مواقعها»، وان «قتالا شديدا جرى طوال الليل و«مستمر» حتى الآن وأوقعنا خسائر فادحة».

وتأتي أهمية «أم قصر» الاستراتيجية لأنها المرفأ العراقي الوحيد على الخليج ومنه تمر السلع المستوردة في إطار برنامج «النفط مقابل الغذاء». وقد أعلنت القوات الأميركية والبريطانية عزمها على جعل المدينة رأس جسر «لمعبر إنساني».

وقال الكابتن لوكوود ان القوات البريطانية تعتزم نزع الألغام من القناة فورا لإعادة فتحها للملاحة، كما قال المتحدث ان القوات تستعد لمكافحة الحرائق في حقل الرميلة الذي يزيد إنتاجه على مليون برميل يوميا، وأضاف «على رغم التقارير التي تحدثت عن ان هناك ما يصل إلى 35 بئرا فإنني في الوقت الراهن اعتقد ان هناك سبعة آبار فقط «مشتعلة». ونحن نجلب على وجه السرعة معدات للسيطرة على حرائق النفط».

استسلام الفرقة 51

من جهة أخرى أفاد مسئول في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ان فرقة من الجيش النظامي العراقي استسلمت إلى القوات الأميركية والبريطانية في جنوب العراق. وأوضح المسئول ان الفرقة المعنية هي الفرقة الحادية والخمسون وقد استسلم عناصرها بأعداد كبيرة من دون ان يحدد عدد العراقيين الذين اسروا، ويتراوح عدد فرقة من الجيش العراقي بين ثمانية وعشرة آلاف عنصر.

وتنتشر الفرقة الحادية والخمسون المؤللة قرب البصرة. وتحاول القوات الأميركية والبريطانية - التي باشرت هجومها البري من الكويت الخميس الماضي - السيطرة على هذه المدينة الكبيرة، موضحا ان قائد الفرقة ومساعده استسلما أولا وتبعهما بعد ذلك الجنود في الفرقة.

وأعلن ضابط في فرقة المشاة الثالثة التابعة للجيش الاميركي ان «آلاف» الجنود العراقيين أسروا بعد معركة جرت في جنوب العراق.

وقال الكابتن اندرو فالز المتحدث باسم اللواء الأول من فرقة المشاة الثالثة: ان الجنود العراقيين الذين ينتمون إلى الفرقة الحادية عشرة استسلموا بعد مواجهات قرب نهر الفرات. وكان المسئولون العسكريون الاميركيون أعلنوا حتى قبل بدء الحرب انهم يتوقعون عمليات استسلام مكثفة في صفوف العراقيين لاسيما بين المجندين في الجيش النظامي.

كما أكد وزير الدفاع البريطاني جيف هون في مؤتمر صحافي ان وحدات من الجيش العراقي «انسحبت من البصرة على ما يبدو»، مضيفا ان القوات الحليفة باتت «قريبة» من هذه المدينة في جنوب العراق.

العراق ينفي الاستسلام ويقاوم

وفي السياق ذاته نفى وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ان استسلام الفرقة العراقية 51 في جنوب العراق لقوات التحالف الاميركي البريطاني، كما أعلن الوزير «أن مقاتلي العشائر العراقية وحزب البعث دمروا في معارك في منطقة البطحاء بين مدينتي الناصرية والسماوة خمس دبابات أميركية وعددا من السيارات العسكرية، وان «القوات الأميركية الموجودة في جنوب الناصرية اضطرت إلى التقهقر بفعل نيران المقاتلين العراقيين وان القتال بين الجانبين مستمر بعنف حتى الآن».

وتابع قائلا: إن «القوات العراقية ثابتة في مواقعها هناك»، نافيا نفيا قاطعا أن يكون أي جندي عراقي قد وقع في أسر القوات الأميركية أو البريطانية، متهما هذه القوات «باختطاف مدنيين عراقيين وتصويرهم تلفزيونيا على أنهم أسرى بعد أن قامت هذه القوات بإقامة موطئ قدم لها في مدينة الفاو»، مضيفا أن المدفعية العراقية «تقوم الآن بدك القوات الأميركية والبريطانية في الموقع المذكور».


فرانكس: الأيام المقبلة ستواجه مهمات صعبة

الدوحة - قناة الجزيرة

تكهن قائد عملية «حرية العراق» التي تشنها دول «تحالف الراغبين» الجنرال تومي فرانكس، أن تكون الأيام المقبلة قاسية وصعبة.

وقال فرانكس في أول مؤتمر صحافي له في قاعدة السيلية في قطر منذ بداية المعركة الخميس الماضي أن مفاوضات ماراثونية تجري مع بعض قادة الحرب الميدانيين بهدف اقناعهم بالإستسلام.

في الوقت نفسه حاول فرانكس الذي ووجه بعاصفة من الأسئلة الساخنة ألا يعطي إجابات قطعية بشأن الوجود التركي في شمال العراق وما تردد عن رفع العلم الأميركي على بعض الأراضي العراقية واكتفى بالقول: «إن القوات التركية الموجودة في شمال العراق وحدات خفيفة والحوار السياسي بشأنها مستمر» . ونفى بشكل قاطع أن تكون لديهم معلومات محددة بشأن الرئيس العراقي مشددا على أن قواته تحقق تقدما على الأرض على رغم اعترافه بالمقاومة الشرسة التي تواجهها

العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً