العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ

الحرب الدبلوماسية على مستقبل العراق

باريس، برلين - وديع فيعاني، سمير عواد 

22 مارس 2003

بدأت المعركة الدبلوماسية بشأن مستقبل العراق، عراق ما بعد إسقاط النظام الحالي وانتهاء الحرب. هذه المعركة هي مواصلة لما كان قد حصل في مجلس الأمن الدولي. فقد جاءت كلمة وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس الرافضة إعطاء الشرعية للحرب من خلال مشروع القرار الذي تروّج له حاليا بريطانيا والقاضي بمنح القوات الأميركية والبريطانية شرعية حكم العراق، جاءت بعد الموقف الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الأول ليؤكد استمرارية المعركة بشأن شرعية العملية العسكرية.

وذكر مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في العاصمة الفرنسية لـ «الوسط» ان التحالف في الأمم المتحدة الذي ظهر في وجه مشروع القرار الأميركي - البريطاني - الإسباني لن يتبخّر، وان أكثرية الدول الأعضاء في مجلس الأمن تعتبر ان الحرب ضد العراق غير شرعية، وان هذه الدول مصممة على التأكيد والمحافظة على دور الأمم المتحدة في إدارة شئون العراق بعد انتهاء الحرب.

وأكدت المصادر ذاتها لـ «الوسط» ان جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت قبيل ساعات من بدء الحرب كانت أكدت تماسك معسكر السلام في مواجهة الحرب الأحادية الأميركية على العراق وأيضا رفض سياسة الأمر الواقع التي تسعى الإدارة الأميركية إلى فرضها على هذا البلد بعد انتهاء العملية الحربية.

والرفض الفرنسي والروسي جاء سريعا وردا على محاولة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير تسويق مشروع قرار جديد يجيز لواشنطن ولندن «وضع اليد» على العراق.

وتأكيد شيراك رفض أية شرعية غير شرعية الأمم المتحدة مؤشر إلى أن المعركة الدبلوماسية بشأن عراق ما بعد صدام حسين قد بدأت وستكون قاسية جدا.

ويرى المراقبون ان ما أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش بأن القوات الأميركية بحاجة إلى البقاء في العراق لوقت طويل بعد الضربة هو خير دليل على ذلك.

وعلى الصعيد ذاته، ذكر المستشار الألماني في تصريحات متلفزة أن بلاده مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وللتعاون في برامج الإغاثة مع هيئة الأمم المتحدة وكذلك المساهمة في وضع نظام سياسي جديد. وقالت مصادر حكومية انه يجري حاليا جمع أموال مساعدة من موازنتي وزارة الخارجية (80 مليون يورو) ووزارة التعاون الاقتصادي والإنماء (10 ملايين يورو)، لكن المصادر قالت إن الحجم النهائي سيتم تحديده بعد نهاية الحرب. ويلاحظ المراقبون أن غضب الألمان تجاه الحرب سيتعرض لاختبار جدي بعد الحرب وحين تطلب الولايات المتحدة الأميركية من الأمم المتحدة مساعدتها في حملة إعادة التعمير. وقال مسئول في مقر المستشارية: «إننا لا نسبح حاليا في المال، وان إمكاناتنا محدودة على ضوء مشاركتنا في عدد من مهمات حفظ السلام الدولية». ونوه هذا المسئول إلى وجود عشرة آلاف جندي ألماني في مهمات بالخارج، وذكرت مجلة (دير شبيجل) أخيرا أن ألمانيا تفكر في إشراك ألف جندي إذا طلب منها العمل في مهمة حفظ السلام في العراق. ويستفاد أن ألمانيا بدأت توجه أصابعها إلى دول أوروبية تؤيد الحرب ولا تقدم أي دعم مثل إيطاليا التي قال المسئول الألماني انه «يتوجب عليها التعبير عن تأييدها للحرب من خلال التعهد بإصلاح ما تدمره الطائرات الأميركية والبريطانية هذه الأيام»

العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً