العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ

كيف تعامل القوات البريطانية المدنيين؟

ستواجه القوات البريطانية، القليلة الاستعداد وغير المتحمسة للعب دور إنساني، أزمة جوع وانعدام مأوى«مأسوية» وسط المدنيين، في حرب العراق. وهنا يتساءل ضباط بريطانيون كبار عن كيفية مساعدة آلاف المدنيين العراقيين اليائسين بينما يحاولون بسط الاستقرار في إقليم ذي تاريخ طويل من العنف. بالتأكيد ستكون المنطقة مسرحا للقتال الدموي الداخلي والثأر ضد البوليس السري العراقي. وليس كبقية أجزاء العراق الأخرى، لا توجد وكالات إغاثة دولية أو منظمات غير حكومية تعمل في الجنوب. إذ تعيش غالبية السكان هناك معتمدة على حصص الغذاء التي يوفرها برنامج النفط مقابل الغذاء لدى الأمم المتحدة. ويعتقد المراقبون أن يتأثر نظام هذا البرنامج كثيرا بما سيحدث من عمل عسكري.

وهناك اعتقاد بأن القوات البريطانية، التي يوجد منها 26 ألفا في الكويت من قبل و20 ألفا أخرى إما في السفن في الخليج أو في قواعد جوية في المنطقة، أعطيت هذا الدور الإنساني جزئيا لأنها ستقوم أيضا بالسيطرة على حقول النفط في الجنوب، وهي قضية مثيرة للجدل تحاول واشنطن إبعاد نفسها قليلا عنها.

ويتوقع كثير من المراقبين ان تشهد البصرة، ثاني مدينة عراقية، هجمات قذائف ثقيلة.

وهناك فرصة لأنه مجرد بدء الهجمات فإن سكان المنطقة، سيثورون ضد الجيش العراقي وقوات الأمن التابعة لصدام. إذ دعا الرئيس بوش سكان المنطقة إلى إشعال ثورة ضد النظام العراقي. وقد قام أبوه، جورج بوش الكبير بالشيء نفسه أثناء حرب الخليج العام 1991 ولكنه فشل فقط في دعم تلك الانتفاضة - التي انتشرت من البصرة الى المدن المقدسة النجف وكربلاء - إذ قام الجيش الموالي لصدام بسحقها من دون رحمة وذبح الآلاف.

وبناء على هذه الخلفية، تواجه القوات البريطانية احتمال محاولة مساعدة مدنيين عراقيين تتدهور إمدادات غذائهم ومياههم والكهرباء بواسطة قذائف الحلفاء.

ويتوقع أن ينزح نحو 60,000 عراقي جنوبا نحو الكويت. وقال ضباط بريطانيون ـ التزاما منهم بمعاهدة جنيف الرابعة ـ

إنهم سيقومون بقدر وسعهم بتوفير مساعدة إنسانية على رغم ان مواردهم لأداء هذا الدور تبدو محدودة. ويعتقدون أيضا انه يجب ألا يكون هذا هو دور قوات مقاتلة. وقال متحدث باسم القوات: «يجب ألا يكون هذا من صميم عملنا العسكري المفترض أن نقوم به».

وقالت متحدثة باسم وكالات الإغاثة إن معارضة المانحين للحرب هي التي أدت إلى انعدام الدعم الإنساني.

وتقول مصادر إن هناك مؤشرا إلى أن تفوق الحاجة إلى المساعدة الإنسانية العاجلة هي التمويل المتاح حتى الآن.

خدمة الإندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً