العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ

بلير يقر بأن القوات تواجه مهمة شاقة وقاسية

قصف كثيف على بغداد يخلف 15 قتيلا وأكثر من 100 جريح

تواصل قوات التحالف زحفها داخل المدن العراقية مواجهة مقاومة عراقية شديدة. وعلى رغم المواجهات في شبه جزيرة الفاو ومدينة أم قصر، وصلت سفينة بريطانية حربية إلى أم قصر تحمل مساعدات إنسانية. وتعرضت مدينة البصرة إلى أعنف قصف بالطائرات والصواريخ والمدفعية خلّف 116 قتيلا و695 جريحا.

إلى ذلك شهدت الناصرية نحو 10 انفجارات أسفرت عن تدمير مركز قيادة عراقي، أما النجف فتعرض إلى غارات جوية أدت إلى قتل نحو 26 وإصابة 60 جريحا من العراقيين. ولكن أبدى فدائيون هناك مقاومة للغزاة. وقصفت قوات التحالف قلب العراق «بغداد» جوا و كذلك بإطلاق صواريخ من طراز «توما هوك» من سفن مرابطة في البحر الأبيض المتوسط خلف دمارا في القصر الجمهوري وفي أجهزة القيادة والتحكم والاتصالات العراقية. وعلى صعيد آخر، أقر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وجود مقاومة عنيفة وان الحرب ستكون شاقة وقاسية.

وقال وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في مؤتمر صحافي ان القوات العراقية لاتزال تسيطر على «أم قصر». وبدأت القوات البريطانية المنتشرة في مينائي الفاو وأم قصر عملية تفتيش واسعة للمنازل بحثا عن عناصر هاجموا مواقعها فجر أمس، إذ شهد ميناء الفاو ولمدة ساعة اشتباكا قيل انه بين عشائر المنطقة من جهة والقوات البريطانية من جهة أخرى. وانفجر لغمان بحريان في المنطقة التي كان يعمل فيها رجال الضفادع البشرية الاستراليون من اجل إعداد ميناء أم قصر لاستقبال الإمدادات الإنسانية غير انهما لم يسفرا عن أية خسائر في الأرواح. ورست أمس في ميناء أم قصر سفينة مساعدات إنسانية بريطانية.

مقاومة في البصرة

تعرضت مستودعات للأغذية إلى قصف الدبابات البريطانية أمس ما أدى إلى تدميرها وجرح عدد من الأشخاص إضافة إلى تدمير عدد من السيارات منها سيارة قناة «الجزيرة» والذي أدى إلى فقدان الاتصال بأحد مراسليها.

من ناحية أخرى أشارت شبكة «إن بي سي» إلى ان المقاومة في الجنوب استمرت أقوى مما كان متوقعا ففي الزبير على بعد 13 ميلا جنوبي البصرة يقوم الجنود باصطياد القوات الأميركية والبريطانية ويقع المدنيون وسط الاشتباكات ما أدى إلى مقتل 15 من المدنيين، وقد تعرضت البصرة إلى أعنف قصف بالطائرات والصواريخ والمدفعية من قبل القوات الأميركية والبريطانية.

وقال وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في مؤتمر صحافي في بغداد إنه قتل 116 شخصا وأصيب 695 في مدينة البصرة الجنوبية منذ بدء الحرب. من جانبه قال متحدث عسكري بريطاني ان القوات العراقية فتحت النار على مدنيين كانوا يحاولون الهروب من مدينة البصرة، وقال اللفتنانت بيتر دارلينغ ان القوات البريطانية «بصدد التعامل مع إطلاق النار هذا وتعمل ما بوسعها لحماية المدنيين». كما أعلنت القوات البريطانية المتمركزة بالقرب من مدينة البصرة في جنوب العراق ان ما يقرب من ألف إلى ألفي مدني عراقي يحاولون مغادرة المدينة.

وقال المتحدث روني مكورت في مقر قيادة الحرب في قطر «يتعرض ألفا مدني عراقي يحاولون مغادرة البصرة في اتجاه الشمال والغرب إلى إطلاق النار من قوات الأمن «العراقية» التي تستخدم قذائف الهاون والبنادق الآلية». وقال: إن القوات البريطانية تحاول تقديم العلاج إلى الجرحى، وتتمركز دبابات بريطانية بالقرب من الجسر، كما صرحت مصادر عسكرية أميركية لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية بأن الضربات الجوية التي شنتها طائرات القوات البريطانية والأميركية دمرت منصة إطلاق صواريخ أرض/أرض عراقية بالقرب من البصرة ويعتقد أنها المسئولة مبدئيا عن الصواريخ التي تطلق على الكويت. هذا وبثت قناة «الجزيرة» القطرية صباح أمس صورا لطائرة تجسس أميركية وهي تسقط بمظلة مؤكدة ان الأمر يتعلق بالطائرة الاميركية من دون طيار التي أسقطتها المضادات الجوية العراقية في البصرة. على صعيد آخر كشفت شبكة «سي إن إن» النقاب عن ان الدبابات العراقية الأربع عشرة التي جرى تدميرها عن آخرها جنوبي البصرة واجهت أربع عشرة دبابة بريطانية وليس دبابة بريطانية واحدة كما أشارت تقارير سابقة.

عشرة انفجارات في الناصرية

في الوقت نفسه يخوض مشاة البحرية الأميركية قتالا من بيت إلى بيت لطرد القوات غير النظامية العراقية من الناصرية، كما شنت قوات التحالف غارات جوية جديدة على المدينة ودمرت موقعا للقيادة فيها، وسمع دوي عشرة انفجارات على الأقل.

وأوضح الصحاف ان 230 شخصا قتلوا في محافظة ذي قار «الناصرية» و800 من المقاومين العراقيين جرحوا، كما أوضح الصحاف ان العراقيين قتلوا أربعة من جنود القوات الاميركية البريطانية وأسروا آخرين خلال معارك عنيفة جرت في المثنى، جنوبا، واسقطوا طائرة.

ونقل راديو «العالم الآن» الأميركي عن ضباط في قوات التحالف قولهم ان الطائرات الحربية أسقطت نحو ألفي طن من القنابل على وسط المدينة وشمالها، غير انه لم يشر إلى حجم الخسائر الناجمة عن ذلك.

في هذا الوقت تعرفت وزارة الدفاع الأميركية على ثمانية من أفراد مشاة البحرية فقدوا خلال اشتباكات على مشارف مدينة الناصرية في جنوب العراق في وقت سابق من الأسبوع.

من جهته قال صحافي يرافق القوات الاميركية في العراق، إن مشاة البحرية الاميركية «المارينز» تكبدوا إصابات في اشتباكات وقعت شمال الناصرية، وطلبت الدعم بقصف مواقع عراقية جوا وبالمدفعية في القتال ليلا.

النجف وكربلاء

كما أعلن الصحاف ان القصف الأميركي البريطاني على مدينة النجف «وسط» أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة ستين آخرين، وان «فدائيي صدام» ومقاتلي حزب البعث العراقي تصدوا لهجوم قوات التحالف على هذه المحافظة. ووقعت معارك عنيفة في محافظة النجف بين جنود التحالف وعناصر الحرس الجمهوري العراقي في أول مواجهة بين الطرفين. وأوضح الصحاف أن عدد القتلى من المدنيين في محافظة بابل بلغ 26 شخصا و 82 جريحا، وقال: إن القوات العراقية دمرت 33 دبابة وعربة مدرعة وقتلت أربعة جنود أميركيين وبريطانيين أمس الأول في القتال الذي دار في جنوب العراق. كما قالت مصادر عسكرية ان قوات أميركية تدعمها الدبابات والمدفعية خاضت معركة مع قوة عراقية قوامها نحو 1500 فرد الليلة قبل الماضية قرب مدينة النجف.

وقال قادة عسكريون أميركيون إن لواء عراقيا كاملا يتألف من نحو ستة آلاف جندي تدعمهم الدبابات اتخذ مواقع حول كربلاء، وإن بعض هؤلاء الجنود من فرقة المدينة التابعة للحرس الجمهوري وان الباقين من الجيش النظامي.

وقالت شبكة «سي إن إن» ان فرقة المدينة التابعة لقوات الحرس الجمهوري تواصل المقاومة وقطع الطريق على القوات الغازية والحيلولة بينها وبين العبور إلى الطرق المؤدية إلى بغداد.

مقتل خمسة عشر في بغداد

قتل مساء أمس ثمانية عراقيين في القصف الأميركي البريطاني للعاصمة العراقية بغداد لمقر حزب البعث في حي المنصور السكني. وكانت ثمانية انفجارات هزت وسط بغداد وقصفت طائرات حربية أميركية وبريطانية وصواريخ كروز بغداد فيما وصفه السكان بأنه أعنف حملة قصف منذ بدء الحرب منذ تسعة أيام. وأعلن الصحاف ان القصف الأميركي البريطاني على العاصمة بغداد خلف منذ مساء أمس الأول سبعة قتلى في صفوف المدنيين و92 جريحا، مشيرا إلى وقوع نحو 400 قتيل مدني عراقي خلال الفترة منذ بدء الحرب الاميركية ـ البريطانية على بلاده في العشرين من الشهر الجاري، كما شدد على ان بلاده ستنتصر في نهاية الحرب.

من جهة أخرى، أعلنت المتحدثة باسم حاملة الطائرات الأميركية نيكول كراتزر «كيتي هوك» بمنطقة الخليج أن البحرية الأميركية أطلقت 30 صاروخ كروز من طراز «توماهوك» على العراق في الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقالت كراتزر إن 20 من بين هذه الصواريخ أطلقت من البحر المتوسط و10 من الخليج، كما ان الصواريخ استهدفت مباني القيادة العراقية ومراكز التحكم القيادي، وانطلقت المضادات الأرضية في الوقت الذي استهدفت فيه الصواريخ الأميركية منطقة متاخمة لمبان حكومية رئيسية من بينها مباني وزارات الإعلام والتخطيط والشئون الخارجية.

الموصل

وفي ناحية «دومينز» قضاء «فايده» في أقصى شمال محافظة الموصل أدى القصف إلى مقتل وإصابة أكثر من خمسين مواطنا عراقيا عندما سقطت الصواريخ الأميركية على مجمع سكني سوت خلالها سبع منازل بمن فيها من السكان على الأرض وألحقت دمارا واسعا في الكثير من المنازل المجاورة حسبما ذكر مراسل لقناة «الجزيرة». وأفاد المراسل بأن القوات الاميركية تقوم بهذه الهجمات لإقامة موطىء قدم قريب من الموصل استعدادا لعمليات إنزال أخرى وشن هجوم بري خلال الأيام المقبلة للتقدم نحو الموصل وكركوك.

الحرب ستكون قاسية وصعبة

هذا وأعرب رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في حديث لإذاعة «بي. بي. سي» عن تأييده لإقامة «حكومة تتمتع بأكبر صفة تمثيلية» للعراقيين يتم تشكيلها «مع الأمم المتحدة». وقال بلير «إن ما نحتاج إليه الآن هو العمل من أجل إقامة نظام حكومة يتمتع بأكبر صفة تمثيلية وهذا نحتاج للقيام به مع الأمم المتحدة». كما أعرب بلير عن قناعته بامكان ان تصادق الأمم المتحدة على قرار يجيز استئناف العمل باتفاق النفط مقابل الغذاء، مضيفا ان كل الفرصة متوافرة ليحدث ذلك خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة. وحذر بلير وهو يعد مواطنيه لصراع طويل من ان الحرب على العراق للإطاحة بالرئيس صدام حسين ستستغرق وقتا وانها تمر الآن بأصعب وأدق لحظاتها.

120 ألف جندي أميركي

وأعلن مسئولون في وزارة الدفاع الأميركية أن نحو تسعين ألف جندي أميركي ونحو ثلاثين ألف جندي بريطاني موجودون على الأراضي العراقية.

وأضاف المسئولون ان المخططين العسكريين يعتزمون إرسال أكثر من مئة وعشرين ألف جندي أميركي آخرين إلى الأراضي العراقية حتى نهاية الشهر المقبل. وأشاروا إلى أن هذه الخطط ليست جديدة ولكنها جزء من خطط الحرب وذلك ردا على تقارير أميركية انتقدت البنتاغون وقالت انه يدفع بالمزيد من القوات لتعويض نقص في قوات المشاة والآليات أدى إلى الخسائر التي منيت بها

العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً