العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ

وزيرة ألمانية: هذه الحرب شنيعة ولا توجد قنابل ذكية

لم تكف وزيرة التعاون الاقتصادي والإنماء الألمانية هايدي ماري فيتشوريك تسويل عن التحذير من وقوع الحرب، وتنبأت بأنها ستقود إلى دمار كبير وحال فوضى في منطقة الشرق الأوسط، وستنشأ عنها كارثة إنسانية. ودعت الوزيرة في حديث خاص لـ «الوسط» إلى تحميل الولايات المتحدة وبريطانيا الجزء الأكبر من تكاليف إعادة تعمير العراق... وهذا نص الحديث:

حسبما صرح المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر فإن الرئيس بوش لا يتابع صور الحرب عن طريق التلفزيون، فهل تتابعينها عن طريق التلفزيون؟

- طبعا أفعل ذلك، وهذا يساعدني على تحليل الأمور وبناء وجهة نظر، ثم هناك التقارير الصحافية التي تزودني بآراء ومعلومات عن تطورات الحرب.

ما هو الرأي الذي يمكن لنا سماعه من عضو بارز في الحكومة الألمانية؟

- لقد حاولنا منع وقوع الحرب لأننا نريد تفادي وقوع كارثة إنسانية. هذه حرب شنيعة. ليس هناك شيء اسمه قنابل ذكية بل هناك فقط قنابل تنشر القتل والدمار، وكل يوم تستمر فيه الحرب، يزيد عدد ضحاياها في أوساط المدنيين وفي أوساط العسكريين من الجانبين أيضا.

قال الأميركيون إنهم عثروا على مصنع لإنتاج أسلحة الدمار الشامل ثم تم تكذيب الخبر. لكن المؤكد أن المفتشين الدوليين قاموا قبل وقت قصير على الحرب بتدمير مجموعة معتبرة من صواريخ الصمود 2، هل الحرب قامت فعلا من أجل نزع السلاح؟

- من دون شك كانت هناك فرصة كبيرة لنزع الأسلحة بالطرق السلمية، وكما أشرتم مثلا صواريخ الصمود 2 التي تم تدمير مجموعة منها بفعل جهود المفتشين الدوليين وتعاون العراق معهم، وكان يمكن التوصل إلى حل سلمي للأزمة.

بدأت تظهر علامات الكارثة الإنسانية التي أشرت إليها، ما هي المساهمة التي ستقدمها ألمانيا لتخفيف معاناة الشعب العراقي؟

- لقد جهزنا مبلغ 50 مليون يورو بصورة مساعدات فورية للشعب العراقي.

ماذا بشأن برنامج (النفط مقابل الغذاء) الذي أقرته الأمم المتحدة في العام 1995 وتم وقف العمل به بسبب اندلاع الحرب؟

- تعمل ألمانيا جاهدة في مجلس الأمن الدولي من أجل مواصلة تفعيل هذا البرنامج وبدء عمليات إغاثة المدنيين وتزويدهم بالأدوية والمؤن الغذائية تحت إشراف الأمم المتحدة.

يقول الأميركيون إنهم وضعوا خططا لمرحلة ما بعد الحرب، تتحدث عن احتلال وتشكيل إدارة عسكرية ثم مدنية انتقالية واعتماد الدولار الأميركي عملة في العراق، ويبدو أنهم استبقوا الحوادث، ما تعليقك على هذه التصورات؟

- في ضوء الصور المرعبة التي نراها كل يوم، أجد صعوبة في التفكير بشأن مجرى الحرب. المؤكد أن خطط إعادة تعمير ما تدمره الحرب يجب أن تخضع لإشراف هيئة الأمم المتحدة وليس تحت حماية أميركية. وقد اتفق قادة ورؤساء دول الاتحاد الأوروبي على هذا في اجتماعهم الأخير في بروكسل.

الولايات المتحدة عازمة على تحميل الأمم المتحدة تكاليف إعادة تعمير ما تدمره مع قوات التحالف؟

- من دون شك هناك ضرورة بأن تتسلم الأمم المتحدة إدارة الأمور بمجرد أن تتوقف العمليات العسكرية. الثابت بالنسبة لنا أن الدول التي تعمل على نشر الدمار في العراق، يجب أن تتحمل بنفسها الجزء الأكبر من تكاليف إعادة تعمير العراق. بالتأكيد سيشارك المجتمع الدولي في هذه العملية وألمانيا مستعدة للتعاون في هذا الإطار.

ما هو النظام الذي تفكرين به لمرحلة ما بعد الحرب؟

- الوقت مبكر للإجابة على هذا السؤال. الأهم هو أن نرفع أصواتنا ونطالب بوقف هذه الحرب الشنيعة وإغاثة المدنيين المنكوبين.

حذرت الحكومة الألمانية قبل الحرب كما حذرتِ شخصيا من عواقب وخيمة في حال اندلاعها وأشرتِ إلى أخطار تهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها، هل كبر حجم هذه الأخطار باندلاع الحرب؟

- إننا نرى أن هذه الحرب تعمل على تقوية نفوذ الفئات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، والخطر الذي أراه ماثلا أمام عيني، أن الأطراف التي تدعو إلى الديمقراطية وتعمل جاهدة على تحقيق إصلاحات في العالم الإسلامي، أصيبت بضعف وخيبة أمل، ومضطرة إلى الدفاع عن نفسها

العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً