العدد 236 - الثلثاء 29 أبريل 2003م الموافق 26 صفر 1424هـ

مستعمرة لتربية الوطواط مصاص الدم لإنقاذه من الانقراض

نيومكسيكو - جولي آن ستيفنس 

تحديث: 12 مايو 2017

مصاص الدم الصغير هذا قابع في الظل تحت جناح أمه لكي يرضع. هذا الضيف الجديد هو أول وطواط نادر من فصيلة مصاص الدم مأسور في الولايات المتحدة، ويمثل واحدة من فصيلتي وطاويط تقتات على دم الطيور الأخرى فقط.

لقد جيء بفرخ مصاص الدم ذي الجناح الأبيض ـ وهو أنثى ـ مع أمه وتسعة وطاويط أخرى إلى هذه البلدة الصغيرة في جبال سانديا الشرقية من جزيرة ترينيداد حيث كانت تواجه موتا محتوما. وقد عمل باحثون من ثلاث ولايات بشكل حثيث لنقل الوطاويط المصاصة الصغيرة إلى موطنها الجديد.

ويقول مؤسس معهد أبحاث الوطاويط في نيومكسيكو دانيا ابرام إنه كان يجري إبادة الوطاويط هناك، ولذلك «فكرنا أن هذا هو الوقت المناسب للتدخل وإنقاذ مادتها الوراثية وتأسيس مستعمرة تربية وتكثير صالحة لها وتوعية الناس بشأنها».

ويشير ابرام إلى أن ثمة ما يزيد على ألف فصيلة من الوطاويط ولكن ثلاثا منها تعيش على الدم. وغالبية الأبحاث تتركز على الوطواط المصاص العادي وهو طائر لبون كبير. إلا أن المعلومات قليلة عن النوعين الآخرين: الوطواط ذو الساقين المكسوتين بالشعر والوطواط ذو الجناح الأبيض.

ويأمل ابرام في تغيير هذه الحال عن طريق تأمين العناية للمستعمرة لكي يتمكن هو وباحثون آخرون من دراسة الوطاويط.

وقد يفيد أحد مجالات الأبحاث القطاع الطبي لأن ريق الوطواط مصاص الدم يحتوي على مادة تمنع دم الطيور من التجلط. ويقول ابرام إن هذه المادة هي أقوى من أي مضاد للتخثر طوّره الطب العصري.

وسيدرس الباحثون أيضا سلوك الوطواط الاجتماعي والتناسلي التغذوي لأن المجتمع العلمي لا يعرف إلا القليل عن الوطواط مصاص الدم ذي الجناح الأبيض.

وقد عثر ابرام على شخص سبق له أن أجرى أبحاثا واسعة عن هذا الطير اللبون الضئيل الحجم. إنه أستاذ البيولوجيا في كلية ساوثمبتون بجامعة لونغ ايلند في نيويورك بيل شوت الذي يستعد للعودة إلى ترينيداد التي أقام فيها ردحا من الزمن لدراسة الوطاويط في إطار أطروحته للدكتوراه. والهدف من عودته هو القبض على المزيد من الوطاويط لضمها إلى المستعمرة الناشئة التي أسسها ابرام.

ويقول شوت إن الأوضاع بالنسبة إلى هذا الطائر اللبون هناك مزرية للغاية، وحجمه تراجع باستمرار وسينقرض في غضون عشر سنوات. ومرد ذلك إلى أن الناس في ترينيداد يعتبرون الوطواط المذكور آفة زراعية ولأن مراتعه معرضة للتدمير.

إن الغابات المطرية في الجزيرة تقطع لفتح الأراضي وإقامة المراعي وبالتالي يزداد اتكال الفلاحين على الحكومة لمعالجة مسألة «الآفات»، ولذلك يجري صيد الوطاويط بالشباك لإتلافها.

يشمل نطاق عيش الوطواط ذي الجناح الأبيض الأميركيتين الجنوبية والوسطى. ولكن في جزر الهند الغربية سيطرة الوطواط المصاص العادي تشكل حكما بالإعدام على أبناء عمومته الذين يقتاتون بالدم.

ويشير شوت إلى أن الوطاويط المصاصة العادية تكاثرت جدا بسبب سهولة الاقتيات على الأبقار، ولذلك فهي تتلف وبالتالي تذهب الوطاويط ذات الجناح الأبيض في جديرتها.

وقد جيء بالوطاويط الصغيرة إلى الولايات المتحدة في شهر أغسطس/ آب الماضي، ووصلت إحدى الإناث وهي حبلى وأطلق عليها اسم «ماري». وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ولدت «ماري» فرخها بهدوء وسرعة.

واستطاعت الوطاويط أن تتكيف مع العيش على شجرة غريب فروت. والهدف من عودة شوت إلى ترينيداد هو استيراد المزيد من الوطاويط بقصد زيادة التنوع الوراثي للمستعمرة وبالتالي تأمين الفرصة لها للعيش مدة أطول.

في الوقت الراهن تكاد غرفة نوم ابرام تصبح مكتظة بقفص كبير للطيران وقفص أصغر حجما لإقامة الوطواط حديث الولادة وأمه وأنثى صغيرة أخرى. جو الغرفة رطب بسبب جهازين خاصين للترطيب لكي تشعر الوطاويط وكأنها تعيش في أجواء استوائية. وفي الخارج هناك قن للدجاج الذي يتغذى الوطواط المصاص على دمه.

إن وزن الوطواط البالغ لا يزيد على 40 غراما، وبالتالي لا تأبه الدجاجة التي تزن كيلوغراما لكونها مصدر «الطبق الرئيسي» له، بل المصدر الوحيد لأن الوطواط الصغير بعد أن تفطمه أمه لا يأكل شيئا غير الدم.

ويقول ابرام إن الوطواط يمتص دم الدجاجة من ساقها. ويزحف الوطواط ـ الذي يستطيع أن يقفز ويطير ويركض ـ زحفا نحو الدجاجة ويعض ساقها ليحدث فيه جرحا. وخلافا للاعتقاد السائد أنه يمتص الدم، فهو يلعق غذاءه لعقا بلسانه من الدم النازف.

وأحيانا يصدر الوطواط أصواتا أشبه بصوت الكتاكيت لتهدئة الدجاجة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً