العدد 241 - الأحد 04 مايو 2003م الموافق 02 ربيع الاول 1424هـ

في اليوم العالمي لحرية الصحافة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

في ذكرى ناجي العلي وكل يومٍ هو ذكرى له... لابد أن نقف قليلا مع كلماته التي كانت دائما مع الفقراء، متمسكا صاحبها بترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية ومبادئ حقوق الإنسان... ونحن نقترب من اليوم العالمي لحرية الصحافة نرى لزاما أن نكحل عيوننا بكلمات الكبار، وبرسوم المناضلين الذين دافعوا عن قلاع الحرية، كل ذلك حتى لا يأتي يوم فنصاب بالحول السياسي الذي أصبح يعتري الكثير من نخب العالم العربي عندما تحدثهم ترى الكذب على وجوههم واضعين فوق ضمائرهم بوصلة ضد الفقر وضد الهائمين على وجوههم من الجوع والعوز!!! فما وجدت أفضل من كلمات هذا الرسام إذ كلماته ضوء يجمّل ويضيئ كل من نشد كرامة الحرف وصدق الموقف دفاعا قبل كل شيء عن الوطن.

إن الفنان الملتزم ينمو وسط الحجارة، وتحت الشمس التي تحرق رؤوس امهاتنا المنتظرات على أبواب المخيم وفي القلوب المهمومة للبسطاء أينما وجدوا... في مصر مثلا هناك من تشدقوا وهناك أيضا من رفضوا أن يعي روا ريشتهم فلجأوا إلى رسوم الأطفال... رسموا للأطفال لأنهم رفضوا القبول بلقمة عيش مغموسة بالكذب...

إذا الكلمة الحرة والصحافة الحرة هي المطلوبة في عالم اليوم هذا إذا كنا عازمين حقا على تحقيق الديمقراطية...

لذلك يجب ألا نخرس الصحافة ونقمع الانتقاد... والسجن وضع للمجرمين أما أصحاب الحرف الصادق فيجب أن يكرموا من وزارات الإعلام والثقافة لا أن يفرض عليهم قانون مرعب ومخيف فيسدّ آخر متنفس لبخار احتقان المجتمع... يروي لنا كتاب «السخرية السياسية العربية» عن صحافي جُرجر إلى احد السجون العربية... وفي مكتب السجن فتح السجان ملفّه بمعية وزير الإعلام قائلا له: «انظر... نحن نعلم كل ما تقول وكل ما تفعل!» أجابهما باكيا: «تعلمون كل هذا عني، ولا تعلمون أني وأولادي ليس عندنا ما نأكل...».

هذه هي خطيئة كل العالم العربي... التركيز على القضايا الهامشية وإلغاء الجوهر الحضاري للمجتمع لتغيب عن الأذهان القضايا المهمة من فقر المجتمع، وجوع الناس...

دعونا من كل ذلك ولندخل إلى مملكتنا الغالية «البحرين»... لنهمس في أذن الرقيب الاعلامي فنقول له: دعك من كل ذلك ومن جرجرة الصحافيين... ولنذهب بكاميراتنا وصحافيينا ووسائل إعلامنا إلى القرى فهي تغص بالفقر والجوع والبيوت المتصدعة...

الآلاف بلا عمل... وفيهم علماء «فايف ستار»، وبيوت يتكدس الأبناء فيها على بعضهم بعضا في غرفة واحدة... وهناك أبناء وأطفال لم يروا في يومهم أرجوحة لعبٍ، ولا يعلمون شيئا عن الـ «بلاي ستيشن» أو سيارات «سابق ولاحق»!!!...

أليس الأجدر أن يؤخذ بهؤلاء إلى حيث كرامة العيش وأن يؤخذ كل سارق لمالٍ عام إلى حيث النيابة؟ أليس المطلوب تكريم الصحافة في يومها العالمي بدلا من اعطائها «راشدي» على الوجه والقفا

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 241 - الأحد 04 مايو 2003م الموافق 02 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً