العدد 2529 - السبت 08 أغسطس 2009م الموافق 16 شعبان 1430هـ

الصحة... هل أكياس البلاستيك (النايلون) تسبب أمراضا سرطانية؟

توقفت طويلا قبل أن أكتب في هذا الموضوع الذي رأيت السكوت عنه لا يخدم صحة الناس، منذ زمن ليس بقصير ونحن نسمع ونقرأ عن المخاطر الصحية الفتاكة لأكياس البلاستيك (النايلون)، وفي كل يوم يعتصرنا الألم وقت ذهابنا إلى الخباز لشراء الخبز، ونحن ننظر للخبازين يخرجون الخبز من (التنور) وهو يلتهب من حرارة الفرن ويضعونه مباشرة في كيس البلاستيك (النايلون)، أو نراهم يغترفون الفول وباللهجة الدارجة يسمى (الباقلة أو الباجلة ) والحمص (النخج أو النخي) من القدر الذي تشتعل من تحته النار ويضعونه في كيس البلاستيك، نقول في أنفسنا، ألم تعلم وزارة الصحة الأثر الصحي الخطير لهذه الأكياس البلاستيكية؟ ألم يصل إليهم أن استخدامها في تلك الأماكن قد يؤدي إلى أمراض سرطانية خطيرة لا يحمد عقباها؟ في تصريح صحافي نشر في إحدى الصحف الخليجية في صفحة حماية المستهلك حمل عنوانا مزعجا يقول (أكياس البلاستيك تحول الفول والحمص والخبز إلى مواد غذائية مسرطنة) تتسرب إلى بطوننا من دون علمنا!

والتصريح الصحافي المزعج جاء على لسان أخصائية تغذية التي أطلقت تحذيرا من استخدام أكياس البلاستيك، أو النايلون في نقل أو حفظ الطعام كالخبز، والفول والحمص والكبسة، والهريسة نظرا لما يشكله ذلك من مخاطر كثيرة على الصحة إذا كانت هذه المواد الغذائية ساخنة، وهي كما نعلم، ونعرف ساخنة جدا، من الفرن أو التنور، ومن جرة الفول، ومن قلب القدور.

ومن جملة ما قالته أخصائية التغذية، إن المادة البلاستيكية التي تحتوي على فينالات تذوب في الغذاء، وتنتج عناصر وراثية، وتسبب سرطانات في الكبد، والرئة، واستخدام هذه الأكياس يؤدي إلى وجود متبقيات من مادة البلاستيك في دم الإنسان، وتعد مسبِّبا أساسيا في وجود أخطر الأمراض. وتفيد التقارير الصحية أن استخدام الأكياس البلاستيكية في نقل الخبز، أو الطعام الساخن، وحفظه، أدى إلى زيادة المصابين في الدول النامية بالأورام الخبيثة، ألا تكفي هذه المخاطر الصحية التي عرضتها أخصائية التغذية لتتخذ وزارة الصحة إجراءات وقائية لحماية الناس من شبح الأكياس البلاستكية القاتلة إن صح التعبير؟ في بعض الدول منعت المخابز والمطاعم استخدام الأكياس والصحون البلاستيكية كإجراءات احترازية، نحن لسنا أعلم من وزارة الصحة بخطورة الأكياس والصحون البلاستيكية التي تستخدم في المخابز والمطاعم بصورة واسعة، لأنها عالمة بمخاطرها من ألفها إلى يائها، ولكن ما أردنا قوله في هذه العجالة، إن العلم بالشيء ما لم يكن له أثر على الواقع الخارجي يصبح لا قيمة له، وأضافت أخصائية التغذية قائلة: إن هذه الأكياس الضارة، والمضرة، وما أكثر الأشياء الضارة، والمضرة التي تعبر بطوننا، وتستقر فيها، ولانعلم خطورتها العاجلة، أو الآجلة، ومعظم بيوتنا تستقبل على موائدها العامرة أصنافا وأنواعا من المأكولات، والحلويات لاتخلو من أمثال هذه الأضرار والأخطار، نظرا لعوامل (الكسل) التي غزت بيوتنا، وأصبحنا نواجه صعوبة في التخلص منها، وظهر لدينا جيل جديد يتناول معظم وجباته من محلات السوبر ماركت، ومن أطراف الشوارع الرئيسية والفرعية.

أتذكر قبل عامين تقريبا، إحدى الجمعيات النسائية تقدمت على وزارة التنمية الاجتماعية بمشروع بديل عن الأكياس البلاستيكية التي تستخدم للخبز من منظور صحي، ولكن لم نرَ هذا المشروع منتشرا في واقعنا حتى الآن، لا ندري ما هي الأسباب التي أدت إلى عدم تعميمه في أوساطنا الاجتماعية حتى وقتنا الحاضر؟ لا بد أن تعمل الجهات المعنية بصحة الإنسان في البحرين بحزم تجاه هذه الظاهرة الخطيرة التي تفتك بصحة الناس من دون أن يشعروا، لا يكفي أن نعالج هذه الظاهرة الخطيرة بالإرشادات أو النصائح، لا بد أن يتم إلزام المخابز والمطاعم وجميع المحلات التي تصنع الأغذية المطبوخة على استخدام الأكياس والصحون المصنوعة من الورق، وعدم التقيد بالإلزام الصحي والقانوني يكون عرضة للمساءلة القانونية. لم يكن مرض السرطان منتشرا بهذه الصورة المخيفة قبل استخدامنا لهذه الأكياس القاتلة، المسألة بحاجة إلى دراسة جدية من وزارة الصحة، حتى لا يُسمح لكيس مصنوعة من البلاستيك أن يكون سببا في تعرض إنسان في هذا الوطن إلى مرض خطير وقاتل، لا يقصد من وراء هذا الموضوع الإثارة أو الحديث عن وهم أو أمر غير واقعي، نحن نتحدث عن قضية بُحثت في الدوائر الصحية طويلا، وأخذت أوقات كثيرة، وتوصلوا إلى أن ما يسمى البلاستيك مادة تسبب مرض السرطان والعياذ بالله، مادام الأمر كذلك، فلماذا لم يتخذ ضد هذا المارد إجراءات صارمة تمنع شره أن يصيب أحدا من الناس؟ أقول إلى وزارة الصحة والمعنية بالحفاظ على صحة الناس، هل ما قيل في أوساط أخصائيات التغذية عن خطورة هذا النوع من الأكياس أو الأطباق (الصحون) حقيقة أم بعيد عن الحقيقة؟ نترك هذا الأمر الحساس أمام الجهات المعنية بصحة أبناء هذا الوطن ليتخذوا ما يرونه مناسبا في مثل هذه القضايا المتعلقة بصحة الإنسان مباشرة.

سلمان سالم

العدد 2529 - السبت 08 أغسطس 2009م الموافق 16 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً