العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ

استقرار أسعار النفط قرب 56 دولارا بعد هبوط حاد

ارتفع سعر النفط مقتربا من 56 دولارا للبرميل أمس (الجمعة) في سنغافورة بعد هبوطه بنحو 9 في المئة خلال اليومين الأخيرين ليسجل أدنى مستوياته منذ 18 شهرا وسط قلق بين المتعاملين من تنامي المخزونات الأميركية واعتدال الجو في الشتاء.

وربما يكون هبوط النفط وسلع أولية أخرى ناتجا عن إقدام صناديق استثمارية على تحويل استثماراتها إلى أصول أخرى.

وفي الساعة 04:46 (بتوقيت غرينتش) زاد سعر الخام الأميركي الخفيف 30 سنتا الى 89.55 دولارا للبرميل بعد هبوطه 73.2 دولارا يومي الأربعاء والخميس الماضيين، مسجلا أكبر خسارة بالنسبة المئوية خلال يومين منذ ديسمبر/ كانون الأول من العام 2004. وبذلك هبط السعر الى أدنى مستوى إغلاق منذ 15 يونيو/ حزيران من العام 2005.

وارتفع سعر مزيج برنت 32 سنتا إلى 43.55 دولارا بعد هبوطه 85.2 دولارا يوم الخميس الماضي. وقال تقرير من «باركليز كابيتال» إن «من المؤكد أن الجو من العوامل الرئيسية المحركة للتوقعات، لكن ما بدأ يؤثر فعلا هو تشاؤم عام بشأن الطلب خلال السنة».

استقرار أسعار النفط بعد انخفاضه في لندن

وفي لندن استقرت أسعار مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف في المعاملات الآجلة أمس (الجمعة) بعد الهبوط الحاد الذي شهدته هذا الأسبوع وانخفض فيه برنت الى أدنى مستوى منذ ديسمبر من العام 2005. وبلغ أدنى سعر لمزيج برنت خلال جلسة التداول 85.54 دولارا للبرميل وأعلى سعر 58.55 دولارا. وانخفض مزيج برنت الى 76.54 دولارا للبرميل أمس الأول (الخميس) ليسجل أدنى مستوى منذ أول ديسمبر من العام 2005.

وأدى اعتدال الجو على غير المعتاد في شمال شرق الولايات المتحدة أكبر سوق لوقود التدفئة في العالم وكذلك في أوروبا، إلى تقليل الطلب على الوقود ما دفع الأسعار إلى التراجع منذ نهاية ديسمبر الماضي.

وأظهرت بيانات حكومية أميركية يوم الخميس الماضي ارتفاع مخزون المشتقات الوسيطة التي تشمل زيت التدفئة بمقدار مليوني برميل الأسبوع الماضي. وزاد مخزون البنزين 6.5 ملايين برميل، على رغم أن المحللين توقعوا زيادة قدرها 5.1 ملايين برميل ليطغى بذلك على انخفاض بقيمة 3.1 ملايين برميل في مخزون النفط الخام. وفي الساعة 10:09 (بتوقيت غرينتش) ارتفع مزيج برنت 26.0 دولارا الى 37.55 دولارا للبرميل بينما ارتفع الخام الاميركي 14.0 دولارا الى 73.55 دولارا للبرميل. وانخفض سعر السولار (زيت الغاز) 3 دولارات الى 50.491 دولارا للطن.

سلة أوبك تبلغ 23.53 دولارا

قالت منظمة أوبك أمس (الجمعة) إن سعر سلة خامات نفط المنظمة انخفض إلى 23.53 دولارا للبرميل أمس الأول (الخميس) من 39.55 دولارا يوم الأربعاء الماضي. وتضم سلة أوبك 11 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي: خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي. سي. إف 17 من فنزويلا.

ليبيا تدعو لاجتماع أوبك من جديد

قال رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية شكري غانم أمس الجمعة إن تخفيضات الانتاج التي اتفقت عليها أوبك الشهر الماضي لم تقض على اختلال السوق وإن المنظمة قد تحتاج للاجتماع مرة أخرى في فبراير/ شباط أو مارس/ اذار. وكان أعضاء أوبك اتفقوا في نيجيريا الشهر الماضي على خفض الإمدادات بواقع 500 ألف برميل يوميا بدءا من أول فبراير لكن أسعار النفط الخام انخفضت مع تنامي المخزونات الأميركية واعتدال الطقس على غير المعتاد في أكبر أسواق العالم استهلاكا للنفط. وقال غانم لـ «رويترز» في طرابلس «مازالت هناك بعض الزيادات في المخزونات... سنرى ما إذا كان التوازن سيستمر فعلا وفي هذه الحال فلا بأس. وإن لم يكن الامر كذلك فسنطلب عقد اجتماع في فبراير أو مارس».

وأضاف «حتى الآن لم يتحقق التوازن بالكامل. ونحن نراقب حركة السوق عن كثب». وانخفضت أسعار النفط نحو 9 في المئة في اليومين الماضيين لتسجل أكبر هبوط بالنسبة المئوية في يومين منذ ديسمبر/ كانون الأول العام 2004 وتصل إلى أدنى مستوى منذ 18 شهرا.

وقال متحدث باسم أوبك يوم الخميس إن المنظمة قد تحتاج لإتخاذ تدابير إذا استمر الاتجاه الحالي.

انخفاض إنتاج النرويج

أظهرت بيانات رسمية أمس (الجمعة) أن إنتاج النرويج من النفط انخفض في العام الماضي مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 7.136 ملايين متر مكعب. وأوضحت البيانات أن من المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط في العام 2007 إلى نحو 129 مليون متر مكعب. يذكر أن النرويج هي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية وروسيا.

وارتفعت مبيعات النرويج من الغاز إلى مستوى قياسي بلغ 87 مليار متر مكعب في العام الماضي أي بنسبة 5.2 في المئة عن العام 2005. ومن المتوقع أن تتجاوز المبيعات 90 مليارا في العام الجاري. والنرويج هي أكبر مصدر للغاز في غرب أوروبا.

العراق يطرح عطاء لبيع خام كركوك قريبا

ذكر مصدر بوزارة النفط العراقية أمس (الجمعة) أن من المرجح أن يطرح العراق في وقت لاحق اليوم عطاء لبيع نفط كركوك سيكون الاول منذ شهر سبتمبر/ ايلول بعدما تجاوزت المخزونات في تركيا أربعة ملايين برميل.

وقال المصدر «نحن بصدد طرح عطاء اليوم. وسيتعلق بتحميل النفط قبل نهاية الشهر».

وقال مصدر ملاحي بميناء جيهان التركي إن خط الانابيب الذي يمتد من حقول كركوك العراقية لم يشهد ضخ أي كميات من النفط الليلة الماضية.

وأضاف «لم يتغير شيء. توقف الضخ في الثالث من يناير/كانون الثاني ولم يستأنف».

وقال مصدر بصناعة الشحن يوم الخميس إن مخزونات خام كركوك في ميناء جيهان التركي ارتفعت إلى 4.4 ملايين برميل بعد استئناف الضخ عبر خط الانابيب من العراق في أول يناير قبل توقفه في الثالث من يناير. وبلوغ المخزونات أربعة ملايين برميل يوميا كاف لكي تطرح شركة تسويق النفط العراقية (سومو) عطاء لبيع الكمية.

وصادرات خام كركوك متقطعة حيث عطلت هجمات تخريبية ومشكلات فنية الخط معظم الوقت منذ غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في مارس/ آذار 2003.

وعندما يتعطل خط الانابيب إلى جيهان يصبح منفذ التصدير الوحيد للنفط العراقي عبر مرفأ البصرة الرئيسي في الجنوب.

وطرح العراق خمسة عطاءات من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر باع خلالها 6.9 ملايين برميل من نفط كركوك.

صادرات إيران إلى تركيا لم تكتمل

قال مسئول كبير في قطاع الطاقة التركي يوم أمس (الجمعة) إن «إيران لم تستأنف بالكامل صادرات الغاز الطبيعي إلى تركيا على رغم وعودها بأن تفعل ذلك».

وفي مطلع الأسبوع أوقفت إيران إمدادات الغاز إلى تركيا؛ بسبب زيادة الاستهلاك المحلي؛ نظرا إلى برودة الجو. وبدأت كميات قليلة من الغاز تتدفق عبر الحدود مساء يوم الأربعاء الماضي.

وقال مسئولون أتراك إن «طهران وعدت بإعادة الصادرات إلى مستواها العادي أمس الأول (الخميس)». وقال مسئول كبير بشركة بوتاش لخطوط الأنابيب لـ «رويترز»: «لم يحدث تطور في تدفق الغاز الطبيعي (من إيران) ونحن مستمرون في المحادثات مع إيران». وأضاف» قالوا: سيتم تأمين تدفق الغاز بحلول اليوم (السبت) على أقصى تقدير ونحن ننتظر».

وقال وزير الطاقة التركي حلمي جولر أمس: «لا قطاع الصناعة ولا القطاع المنزلي في البلاد سيتأثران باضطراب الإمدادات لأنه تم تعويض الإمدادات من مصادر أخرى أهمها روسيا».

وتمثل الامدادات الايرانية البالغة 27 مليون متر مكعب يوميا من الغاز نحو ثلث الواردات الإجمالية لتركيا. وفي الشهر الماضي انخفضت صادرات الغاز الايرانية إلى تركيا بنحو 75 في المئة بسبب مشكلات فنية.

يذكر أن إيران تملك ثاني أكبر احتياط في العالم من الغاز الطبيعي بعد روسيا وتقدر احتياطاتها بنحو 21 تريليون متر مكعب.

هبوط النفط في العام الجديد قد لا يعني انتهاء الموجة الصعودية

انخفضت أسعار النفط بنحو 9 في المئة في العام الجديد لتهبط دون 56 دولارا للبرميل وتسجل أدنى مستوى منذ 18 شهرا لكن المستثمرين يقولون إن من السابق لاوانه اعلان انتهاء الموجة الصعودية التي بدأت العام 2002. يقول محلل النفط والموارد الطبيعية بشركة الايانس تراست انجوس ماكفيل لإدارة الصناديق الاستثمارية «ما نشاهده في الوقت الراهن هو تقلبات قصيرة الآجل». ويضيف «هناك بعض الدلائل على ضعف الطلب... لكن الانخفاض عن 60 دولارا فيه شيء من المبالغة». وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف 30 سنتا الى 89.55 دولارا للبرميل في المعاملات الآسيوية اليوم بعد هبوطه 73.2 دولارا يومي الأربعاء والخميس مسجلا أكبر خسارة بالنسبة المئوية خلال يومين منذ ديسمبر/ كانون الأول العام 2004. وتراجعت الأسعار بفعل اعتدال الطقس في شمال شرق الولايات المتحدة أكبر سوق لزيت التدفئة في العالم مما قلص الطلب عليه في فصل الشتاء وقلل أثر التخفيضات التي أقرتها منظمة أوبك في الإمدادات. ويقول المتعاملون إنهم لم يروا حتى الآن تدفقات مالية جديدة من صناديق الاستثمار على المستوى الذي رفع الأسعار في مطلع يناير/ كانون الثاني لكن مديري الصناديق يقولون إن بعضها قد يكون في الطريق ولكن بوتيرة أبطأ. وتنبأ الرئيس التنفيذي لشركة دوني داي كوانتم البريطانية مارك ماتياس بأن المزيد من الاستثمارات الجديدة ستوجه الى أسواق النفط والسلع الأولية. وقال «ستوجه مبالغ ضخمة من المال الى القطاع. مازلنا في مرحلة مبكرة من الموجة الصعودية للسلع الأولية.»

لكن بعض المتعاملين يقولون إن المجال مازال مفتوحا أمام النفط لمزيد من الهبوط ما لم تتخذ منظمة أوبك التي تورد للعالم أكثر من ثلث احتياجاته من النفط خطوات أخرى لدعم الأسعار. ويقول نعمان بركات نائب رئيس ماكواري فيوتشرز يو.اس.ايه للمعاملات الآجلة في الطاقة «هذه السوق تتجه الى سعر 55 دولارا ما لم تتخذ أوبك تدابير جذرية لاستعادة السيطرة على السوق». وفي نوفمبر/ تشرين الثاني قالت أوبك إن السوق دخلت «فترة انتقالية» ربما تؤذن ببدء نهاية الموجة التي رفعت أسعار النفط لنحو ثلاثة أمثالها منذ بداية العام 2002. وفي تحرك يهدف لدعم السوق قررت أوبك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي خفض إمدادات النفط بمقدار نصف مليون برميل يوميا بدءا من أول فبراير/ شباط المقبل بالإضافة الى الخفض السابق الذي قررت بدء العمل به في نوفمبر تشرين الثاني ويبلغ 2.1 مليون برميل يوميا. وتعقد أوبك اجتماعها التالي في 15 مارس/ اذار ويقول مسئولون بالمنظمة إن التخفيضات الحالية كفيلة بتحقيق التوازن في السوق لكنهم لم يستبعدوا أخذ خطوات أخرى.

العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً