بعد مسيرة حافلة بالبحث والتشاكل مع التراث مثقفا تنويريا، رحل الكاتب السوري تركي علي الربيعو، حيث شيع في مسقط رأسه بمدينة القامشلي بحضور عدد من المثقفين السوريين.

وجاءت وفاة الربيعو الذي لم يتجاوز الرابعة والخمسين بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.

وعاين الربيعو قضايا بلاده السياسة باحثاُ في بنية العشائر السورية تنظيميا وسياسيا، كما تعرض لواقع بلاده محللا اتجاهاته وخاصة بعد سقوط بغداد، وله الكثير من الآراء الجريئة في التراث العربي والحركات الإسلامية والخطاب العربي، إضافة إلى أبحاثه في الأساطير والأديان.

ومن أهم مؤلفات الربيعو: “المحاكمة والإرهاب”، “الاسلام والغرب الحاضر والمستقبل”، “من الطين الى الحجر”، “العنف والمقدس والجنس”، “الإسلام وملحمة الخلق والاسطورة”، “أزمة الخطاب التقدمي العربي في منعطف الألف الثالث” و”الصوفي يهزم الفيلسوف”.

ويشير كتابه الأخير “المحاكمة والارهاب” الى الثقافة التي تقوم العلاقة بين معظم المفكرين العرب الذين “يعقلون” الحاجة الى مشروع نهضوي يصحح وضع الامة ويستعيد دورها الحضاري، وهذه العلاقة التي عنها تغيب الموضوعية، وفيها تحضر “العقلية التآمرية” تحاكم، فتكفر حينا باسم معجم ديني، وتخون حينا” آخر بتهمة العمالة للغرب “الآخر” او “العدو”.

يتألف الكتاب بعد المقدمة من تسعة فصول من عناوينها: عقلية تآمرية واتهامات من محاكمة الذات المجتمعية الى محاكمة المثقف - الاقلوي المنفي: بحثا عن الاقلوي في خطاب الهيمنة الذكورية - هزيمة المثقف: هل حدثت الهذيمة في مكان آخر؟ ويناقش الربيعو مقولة العنف في الذهنية العربية وتاليا ثقافة المحاكمة والارهاب الفكري وتهم التآمر وذلك في سياق تحليل سوية الخطاب العربي المعاصر، بهدف تجاوز نواقصه وأمراضه وعيوبه