العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ

«خيانة مشروعة»... مفتعل وغير مخلص فنيا!

يعرض الفيلم المصري «خيانة مشروعة» لخالد يوسف قضية تتعلق بالتوريث وصراع الأشقاء في ظل وضع بائس على شكل قصة مكتملة أفقدت الفيلم جماليته وصدقيته الفنية بالمعنى الدرامي، فالفيلم الذي كتبه أيضا المخرج يدور حول رجل ثري بدأ حياته كأحد الدعاة في الاتحاد الاشتراكي الذي أسسه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولكنه انتقل إلى مصاف رجال الأعمال في فترة سياسة الانفتاح الاقتصادي التي نظر إليها الرئيس الراحل أنور السادات.

واستطاع أن يصبح من كبار أثرياء البلاد وأنجب ولدين كبيرهما كان ساعده الأيمن في حين اتجه الأصغر إلى حياة مستهترة شاعرا بأنه غير ذي قيمة وعندما تحضره الوفاة يورث ابنه ثروته كلها ويحرم الصغير منها بسبب حياته غير المسئولة ولكنه يعقد اتفاقا مع ابنه الأكبر بأن يعيد ميراث شقيقه إليه في حال عودته إلى الطريق القويم واتجاهه إلى عالم الأعمال، ولكن الشقيق الأصغر (هاني سلامة) يقوم بقتل شقيقه وزوجته بإيحاء وتخطيط من إحدى عشيقاته (سمية الخشاب) التي تسعى إلى السيطرة عليه وعلى أمواله المتوقع أن يرثها وتدفعه إلى التورط في كثير من الحوادث المتلاحقة من قتل وملاحقة.

وعلى رغم ذلك، فإن حوادث الفيلم لم تستطع أن تحقق الإثارة المنشودة بما في ذلك المشاهد التي شاركت فيها مي عزالدين زوجة للشقيق القتيل ودورها في كشف الفساد في أوساط رجال الأعمال وتآمرها مع ضابط البوليس (هشام سليم) والمحامي (سامح الصريطي) للإيقاع بالشقيق الأصغر الذي ينتهي الفيلم وهو معلق على خشبة المشنقة بعد أن بدأت أرملة شقيقه تشعر بالحب تجاهه وهذا ما دفع صحافيين إلى اعتباره «خيانة سينمائية» بحسب تعبير الصحافي أحمد فايق. ولم يبتعد نقاد السينما عن هذه الصورة، إذ رأى الناقد طارق الشناوي أن «فيلم (خيانة مشروعة) يمثل الحال السينمائية المصرية المتردية فهو عمل فني متواضع وشخصياته مصنوعة وغير مصدقة ولو بمقدار ذرة واحدة». وتابع «أما الحكاية، التي تدور فيها الحوادث فحال مفتعلة وخصوصا في الدور الذي أداه المخرج نفسه في الفيلم وافتعاله باستضافة أحد رموز المعارضة رئيس تحرير (صوت الأمة) إبراهيم عيسى وطريقة تناوله موضوع التوريث ومخاطره واكتشفنا أننا أمام فيلم معارض للنظام ولكن حتى هذا الخط المعارض لم يستطع أن يقدمه المخرج وهو نفسه المؤلف بالأسلوب الفني؛ لأن العمل الفني لا يتجزأ».

وهذه الحال كما يقول الروائي عزت القمحاوي: «خيانة غير مشروعة على المستوى الفني...إنه عمل تجاري حقق بعض الإيرادات لكنه في دنيا الإبداع يقف في ذيل القائمة».

وأشار إلى أن «غالبية أعمال المخرج - وخصوصا تلك التي تقدم خطا سياسيا - تتجه دوما إلى الفجاجة مثلما حصل في أول أفلامه (العاصفة) الذي دار حول صراع العرب بشأن الموقف من الغزو العراقي للكويت فقدم أخا يضرب أخاه وكأننا في محاضرة مباشرة ترفض الانقسام العربي ولكن غابت عنها الرؤية السينمائية وهذا بالضبط ما حصل في الفيلم الأخير».

لكن الناقدة علا الشافعي ترى أن «الفيلم على رغم أنه يتطرق إلى قيام الأب بتوريث ابنه الأكبر مع حرمان الابن الأصغر من الميراث لا يعني بالضرورة أن يتم إسقاطه سياسيا على الوضع القائم في مصر واتجاه توريث جمال مبارك الحكم». وتابعت «لم أرَ في قصة الفيلم ما يدفع إلى التفكير في هذا الاتجاه، بل رأيت فكرة صراع الخير مع الشر بشكل فظ ومرسوم بالورقة والقلم في محاولة مفتعلة لاختلاق حدث إلى جانب الإساءة إلى النماذج النسائية التي يستخدمها دائما في أفلامه فليس ضروريا أن يدفع الفقر الفتاة إلى الانحراف والتفكير بشكل سيئ فهذا ينطبق على غالبية الطبقات إلى جانب الجنسين وليس محصورا فقط في الأنثى».

وعلى رغم أن الفيلم بدأ عرضه قبل أسبوع على الأقل من موسم عيد الأضحى الذي يراهن عليه الموزعون، فإنه يأتي خامس الأفلام السبعة التي عرضت خلال العيد كما يشير غالبية الموزعين الذين يرفضون الآن تقديم الإيرادات الخاصة بالأفلام نتيجة الصراعات القائمة بين أكبر احتكاريي توزيع للأفلام السينما المصرية. فهناك فيلمان يتصارعان على أعلى إيرادات الشباك وهما «في محطة مصر» لكريم عبدالعزيز و «مطب صناعي» لأحمد حلمي، ويأتي ثالثا فيلم «الرهينة» لأحمد عز وياسمين عبدالعزيز و «أيظن» لمي عزالدين، ويقف في ذيل القائمة فيلم «حكاية الحي الشعبي» لطلعت زكريا ونيكول سابا وفيلم «دنيا» لمحمد منير وحنان ترك وسوسن بدر.

العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً