العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ

الفيلكاوي: الكويت أكثر الدول العربية تقدما في حرية الصحافة

لمستشار وزير الإعلام الكويتي يوسف الفيلكاوي باع طويل وخبرة متراكمة، في مجال عمله، كما أنه محاضر بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام - جامعة الكويت، وله الكثير من الدراسات المهمة في مجال التكنولوجيا والمعلوماتية والاتصالية، كان من أهمها دراسة بعنوان «الأطفال والإنترنت... التأثيرات النفسية والسلوكية والمعرفية»، وفي حديثه أكد ضرورة فتح مجال الحرية في التعبير عن الرأي لجميع الدول العربية، وأيضا تحرير وسائل الإعلام العربية من القوى المسيطرة عليها:

تزايد في الفترة الأخيرة الاهتمام باستخدام الأطفال لشبكة الإنترنت. ترى، لماذا كل ذلك الاهتمام؟

- الملاحظ أن هناك تطورا هائلا لوسائل الإعلام وخصوصا في مجال التكنولوجيا مثل «الإنترنت» وأكثر الفئات استخداما لهذه التكنولوجيا هم الأطفال والشباب، وهذه التكنولوجيا تتطور بشكل سريع يجعل من الصعب اللحاق بهذا التطور، وخصوصا من قبل أولياء الأمور لانشغالهم بأمور أخرى، ولكن الطفل يجلس أمام الانترنت ويبحث ويطور نفسه، ومن هنا حدثت فجوة بينهما من حيث استخدامه، لأن الأطفال والشباب أصبحت لديهم معرفة أكبر من أولياء أمورهم، ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة إلى معرفة مدى إلمام ولي الأمر بمعرفة كيفية استخدام أبنائه للإنترنت، وكيفية سيطرته على ذلك الاستخدام، وكذلك معرفة تأثير هذه الفجوة بين الطفل وولي أمره على المجتمع عموما.

وقت الفراغ

من وجهة نظرك، ما الأسباب التي أدت إلى تزايد هذه الظاهرة؟

- الأطفال يدعون أن أسباب استخدامهم للإنترنت تتمثل في قتل وقت الفراغ الذي لديهم، وتحقيق أشياء أخرى مثل الترفيه واكتساب المعلومات، بينما يعتقد أولياء الأمور أن أولادهم يستخدمون الإنترنت لأداء الواجبات المدرسية وزيادة معارفهم ومعلوماتهم وليس لما سبق، وهذا يدل عليى أن هناك اختلافا بينهما، بمعنى أن ولي الأمر لا يعرف ما الأسباب الحقيقية لاستخدام أولاده للنت.

أصبح الإنترنت يستخدم من قبل كل الفئات العمرية، ولكن ما هي الفئة التي تراها أكثر استخداما له؟ وما هي الأماكن التي يستخدمونه فيها؟

- البنات أكثر استخداما له من الذكور لأن وقت فراغهن أكثر من الشباب. كما ظهر من خلال نتائج الدراسات أن طلاب المدارس الخاصة أكثر استخداما من طلاب المدارس الحكومية، بل يوجد اختلاف في الاستخدام بينهما. فطلاب المدارس الخاصة يزداد استخدامهم له أيام نهاية الأسبوع، أما الحكومية فيتنوع الاستخدام على مدار أيام الأسبوع، والملاحظ أن الغالبية منهم يستخدمونه في غرف نومهم وبشكل فردي بعيدا عن الأهل والرقابة، كما أنه أثناء استخدامهم النت يكونون منشغلين بأشياء أخرى كالأكل والشرب.

من الطبيعي أن تكون هناك آثار نفسية وسلوكية تعود على الأطفال نتيجة استخدامهم النت. ترى، ما هي؟

- إذا بدأنا بالآثار النفسية فسنجد أهمها مركزا في الهدوء والعزلة والوحدة، وكذلك ظهور نوع من الاعتقاد لديهم بأن استخدامهم الإنترنت وفر عليهم الذهاب للمدرسة وشراء الكتب، وأن لديهم معلومات أكثر ممن لا يملكون النت أو يستخدمونه، وأن لديهم إلماما كافيا بكل ما يحدث حولهم من أمور.ووفقا لما تبين من الدراسات العلمية التي أجريت في تلك القضية، من كون أولياء الأمور يتركون المزيد من الحرية لأبنائهم في استخدامه... اتضح أن الآباء لا يعرفون ما هي المواقع التي يتجول فيها أبناؤهم على النت، فمثلا هناك صفحات تقف ضد العادات والتقاليد وتثير بعض المشكلات كالصفحات الجنسية، ولكن لا يدرك الآباء أن أبناءهم يتصفحون هذه المواقع، ما قد يحدث تأثيرا سلبيا في أخلاقيات الأطفال والشباب، وعموما فإنه كلما كانت الأسرة مفككة زادت الفرصة للرجوع إلى النت.

هل ترى أنه توجد لدينا كشعوب عربية رؤية واضحة في تحديث وسائل الإعلام؟

- بداية لابد أن تكون الرسالة التي تقدمها الوسيلة الإعلامية واضحة كل الوضوح، وينبغي تحديدها ومعرفة من هم مستقبلوها قبل تحديد الرسالة وتحديد الوسيلة ذاتها، وضرورة الاهتمام بالبحوث والدراسات الإعلامية النظرية، التي يقوم فيها الباحثون باستخراج نتائجها من الواقع الفعلي الموجود في المجتمعات العربية، ووجود إدارة جيدة للمؤسسة الإعلامية، وللأسف الشديد نحن بعيدون كل البعد عن كل هذه الأمور، فالعملية الحوارية تحتاج إلى عملية متطورة ومساعدات تكنولوجية حديثة كي تكون مدعمة بالصور والخلفيات التي تغيب في الكثير من برامجنا، ونلجأ للدردشة مع الضيف. ومن هنا يجب تأكيد أهمية تحديث وسائل الإعلام، لأن الإعلام هو الرائد لقيادة المجتمعات للتقدم والتغيير أو العكس، فمن خلال الفرصة التي تتاح للمفكرين والمثقفين لعرض آرائهم والتعبير عنها في وسائل الإعلام يمكن إحداث التغيير، وإذا لم تتح لهم هذه الفرصة فإنه سيكون إعلاما معبرا عن وجهة نظر واحدة، فإذا كان الإعلام هو مرآة المجتمع فلابد أن يقدم مفكرو هذا المجتمع حتى يسهموا في التغيير.

العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً