العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ

«مراسلون بلا حدود» تدين قمع الصحافة في 2006

قالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إن العام 2006 شهد مقتل 81 صحافيا، ومقتل 32 معاونا إعلاميا، واستجواب 871 صحافيا على الأقل، وتهديد أو الاعتداء على 1472 صحافيا على الأقل، وفرض الرقابة على 912 وسيلة إعلامية على الأقل، واختطاف 56 صحافيا على الأقل.

وكشف تقرير العام 2006 أن الدول العربية مازالت تعاني من وضع متأخر في الترتيب الدولي، وإن كانت دول الخليج شهدت تقدما إلى حد كبير. والكويت مازالت الدولة العربية الأكثر حرية في العالم العربي، إذ تحتل المركز الـ 73 تليها الإمارات وقطر، بينما أدت الحرب في لبنان إلى تراجع كبير جدا على مدى السنوات الخمس الماضية وصل بها من المركز 56 إلى المركز 107.

وقالت المنظمة: للسنة الرابعة على التوالي، يعتبر العراق أكثر الدول خطورة في العالم على حياة العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي: فقد لقي 64 منهم (صحافيون ومعاونون إعلاميون) مصرعهم في العام 2006 علما بأنه منذ بداية الحرب، تعرّض 139 صحافيا للقتل في العراق؛ أي أكثر من ضعف عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال 20 سنة من الحرب في فيتنام (التي سجّلت مقتل 63 صحافيا بين العامين 1955 و1975). وتبيّن أن نحو 90 في المئة من الضحايا هم صحافيون عراقيون. أما التحقيقات فنادرة وغالبا ما لا يتم إنجازها.

وتحتل المكسيك المرتبة الثانية من «لائحة» الدول الأكثر خطورة على حياة الصحافيين وتعدّ الدولة الأكثر دموية في القارة الأميركية متقدّمة بذلك على كولومبيا. ففي العام 2006، لقي تسعة صحافيين حتفهم لأنهم كانوا يعدّون تحقيقات عن تجّار المخدّرات أو يغطون حركات اجتماعية تقترن بأعمال عنف. وفي منطقة أواكساكا الخاضعة لصراعات اجتماعية أحيانا ما آلت إلى مواجهات مسلّحة، لقي المصوّر الأمريكي براد ويل مصرعه في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول في حين أن عدة صحافيين آخرين قد أصيبوا في الحوادث نفسها. وفي 9 أغسطس/ آب، وجدت جثة مدير الصحيفة الشهرية «دوس كاراس»، أونا فرداد Dos Caras, una verdad (وجهان لحقيقة واحدة) المتخصصة في الاغتيالات غير المكشوفة وتجارة المخدّرات إنريكيه بيرا كوينتانيلا على قارعة الطريق في تشيهواوا شمالي البلاد.

إلا أن الوضع ليس بأفضل في الفلبين. فقد اغتيل ستة صحافيين في العام 2006 (مقارنة بسبعة في العام 2005). وفي أواخر مايو/ أيار، تعرّض المعلّق في إذاعة dyPR فرناندو باتول لطلقات نارية أردته قتيلا فيما كان يتوجّه إلى مقر عمله في جزيرة بالاوان (جنوبي غربي مانيلا). وترى السلطات أن هذه الجريمة ترتبط بتعليق الصحافي على التصرّف العنيف لأحد الشرطيين. ولكن العدالة أخذت مجراها في هذه القضية فقد استجوب الشرطي ويتوقع أن يخضع قريبا للمحاكمة في حين أنه حكم على قاتلي كاتبة الافتتاحيات والناشطة في مجال مكافحة الفساد مارلين إسبيرات التي اغتيلت في مارس/ آذار 2005 بالسجن المؤبد. ومع أن هذا القرار القضائي يشكل مثالا يحتذى في بلد يسوده الإفلات من العقاب، غير أن هؤلاء المجرمين ليسوا إلا عملاء يدفعون الثمن الذي كان يفترض بالمسئولين الفعليين الأحرار دفعه.

في روسيا، لقي ثلاثة صحافيين حتفهم في خلال العام (ليبلغ المجموع 21 قتيلا منذ وصول فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة في آذار/ مارس 2000). وقد ذكّر اغتيال مراسلة المجلة الأسبوعية «نوفايا غازيتا» Novaia Gazeta أنا بوليتكوفسكايا المختصة بقضية الشيشان بأن الصحافيين المشهورين والمدعومين من المجتمع الدولي ليسوا بمنأى عن أعمال العنف. وما كان من الدول الديمقراطية إلا أن طالبت الكرملين ببذل قصارى الجهود لتحديد الفاعلين ومعاقبتهم. وتلبية لهذا النداء، تم تشكيل فريق عمل يتألف من 150 فردا يتولون التحقيق في هذه القضية.

أما في تركمانستان، فقد ازداد وضع حرية الصحافة سوءا في العام 2006. وبلغ القمع ضد الصحافة المستقلة ذروته في سبتمبر/ أيلول عندما ماتت مراسلة راديو فري يوروب Radio Free Europe أوغولسابار مورادوفا في السجن إثر تعرّضها لضرب مبرح. وعلى رغم مطالبات الاتحاد الأوروبي الملحّة، لم تجرِ السلطات التركمانية أي تحقيق لإجلاء ظروف موت الصحافية المعتقلة منذ ثلاثة أشهر.

في لبنان، لقيت مصوّرة وتقني يعمل في إحدى محطات التلفزة حتفهما إثر تعرّضهما للقصف الإسرائيلي. وفي الحصيلة النهائية، أصيب نحو عشرة صحافيين خلال المواجهات التي شهدتها هذه الدولة مع «إسرائيل» في الصيف.

حملات انتخابية عنيفة

خلال العام 2006، أحصت «مراسلون بلا حدود» أكثر من 1400 حال اعتداء وتهديد شكّلت رقما قياسيا سجّل خصوصا في مختلف الحملات الانتخابية عبر العالم.

في بنغلاديش، باتت الاعتداءات على الصحافيين - المألوفة في الأيام العادية - يومية في أواخر السنة قبل الانتخابات التشريعية بأسابيع مع العلم بأن قوات النظام ومناصري عدة أحزاب سياسية مسئولون عن أعمال العنف هذه.

أما في القارة الأميركية، فقد شهدت عشر دول انتخابات وطنية في العام 2006. وفي هذا الإطار، أحصت «مراسلون بلا حدود» أكثر من عشر حالات اعتداء ضد الصحافيين في البيرو في مطلع مارس/ آذار أي قبل الانتخابات الرئاسية بشهر في حين أنها سجلّت نهب مقر إحدى الصحف في البرازيل على يد مناصري أحد المنتخبين المحليين يوم الدور الأول من الانتخابات العامة.

في جمهورية كونغو الديمقراطية، اعتدى مناصرو المرشحين الأساسيين - جوزف كابيلا الرئيس المنتهية ولايته وخصمه جان بيار بمبا - على صحافيي «الفريق العدو» بالنسبة إليهم. وفي أوغندا كما في اثيوبيا، عمدت السلطات إلى ترحيل أحد المراسلين الموفدين الأجانب في خلال الفترة الانتخابية.

في روسيا البيضاء، انهالت موجة من القمع على المعارضين والصحافيين إثر إعادة انتخاب ألكسندر لوكاتشنكو في مارس 2006. فتم الاعتداء على نحو عشرة مراسلين وموفدين صحافيين أجانب من بينهم مراسل صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» Komsomolskaia Pravda الروسي أوليغ أوليفيتش الذي كسر الشرطيون بلباسهم المدني أنفه.

الرقابة والاعتقالات... ممارسات رائجة

تدنّى عدد حالات الرقابة المفروضة على الصحف حتى بلغ 912 حالة مقابل 1006 في العام الماضي. ومع أن النيبال هي الدولة التي عرفت أكبر قدر من الرقابة في العام 2005، إلا أن إعلان وقف إطلاق النار الموقّع في صيف العام 2006 سمح للصحافة بتنفّس الصعداء قليلا. فأطلق سراح الصحافيين المعتقلين وتمكّنت الإذاعات المحلية من معاودة عملها بحرية.

هذا العام، شهدت تايلند العدد الأكبر من حالات الرقابة. فغداة الانقلاب العسكري في 19 سبتمبر 2006، أقفلت أكثر من 300 إذاعة محلية وعدة مواقع إلكترونية. ولم يعد الوضع إلى حاله الطبيعية إلا بعد بضعة أسابيع.

أما في الصين وكوريا الشمالية وبورما، فيستحيل تحديد قدر الرقابة المفروضة ولاسيما أنه قد اتخذت تدابير شاملة ضد المهنة طالت مئات المؤسسات الصحافية في هذه الدول. بما أن الرقابة على الإنترنت رائجة في عدة بلدان، نشرت «مراسلون بلا حدود» في نوفمبر/ تشرين الثاني لائحة تتضمن 13 عدوا لحرية التعبير على الإنترنت: المملكة العربية السعودية، روسيا البيضاء، بورما، الصين، كوريا الشمالية، كوبا، مصر، إيران، أوزبكستان، سورية، تونس، تركمانستان، فيتنام.

العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً