العدد 1595 - الأربعاء 17 يناير 2007م الموافق 27 ذي الحجة 1427هـ

الغبار أول الأجنحة

إلى امرأة في غربتها الدائمة*

يُحيلني نصٌ مكتوبٌ

بذهَب السهَر والأعصاب

إلى ادّعاء القدرة

على اقتراح نصٍّ مقدَّس...

تُحيلني مشاهدُ فقيراتٍ

يقِسْنَ أساور من ذهب

إلى بسملة الحاجة...

تُحيلني «الشرْفة» الخالية من تلويح

إلى «زنزانة» انفرادية...

يُحيلني البيت الخالي

من الحليب والتبْغ وأنبوبة الغاز

إلى شحّاذٍ في الجادّة الثامنة بنيويورك...

تُحيلني الحريَّة المشروطة

بتوقيعِ صكِّ الرهْن

إلى عقارٍ آيلٍ للسقوط...

يُحيلني السلَّم الحجريُّ

في عقديَ السادس

إلى طفلٍ بالكاد يلوّح برمشيه...

يُحيلني شبَحي

إلى أكثر من قبر

لأكثر من أمّة مجهولة...

يُحيلني الندم

إلى كلام لا طاقة لي على هجائه...

تحيلني الشاحناتُ

إلى درس الشهامة...

يُحيلني الشتاء

إلى حطَب مشتعل

يبدأ بغرفة النوم...

تحيلني المناديل

إلى كرنفال التلويح

في الموانئ المهجورة...

يحيلني الانتظار

الى انكسارٍ يشبه دمعة متجمّدة

في شتاء وقح...

تحيلني اللغة

إلى كائن متمرّد

على انتمائه الجيني...

يحيلني السَجَّان

إلى متهكم من الدرجة الأولى على عزلته...

يحيلني السلَّم

إلى اكتشاف قدرتي

على الارتفاع قليلا عن الأرض...

تحيلني الخزائن

إلى أسرارٍ تتجاوز الدمَ والقلب..

يحيلني العبث

إلى صرامة بالغة...

تحيلني امرأة تتفنّن

في تحطيم أعصابي

إلى رصيف باردٍ

لا يبعث على الشفقة...

يحيلني أصدقاءُ «ماكرون»

إلى تبنّي الجهة الأخرى من «الركام»...

يحيلني كتابٌ داعرٌ

إلى تبنّي عزلة

لا تؤمن بالانترنت وفضيلة التواصل...

تحيلني عُجْمَةُ المواقف

إلى تعلّم صمت وفير

في غضون صدمة...

تحيلني كهرباء بلاديَ الضريرة

إلى استجْداءِ «ألف باء»» العمى...

تحيلني بَلاَدَةُ الآخرين

إلى رميم...

تحيلني بَلاَدَتي إلى قبر مجهول

من دون فاتحات أو باقات ورد

في ليلة جمعة مشغولة

بكرنفالات من الأدعية

ومناجاة عرضها السموات والأرض...

تحيلني الفَرَاشَة

إلى حديد اللون وهيبته...

يحيلني البياض

إلى البسيط من اللغة...

تحيلني الفوضى

إلى نظامٍ يُحْرج الدساتير...

يحيلني الراعي

إلى بكارة المكان...

يحيلني الهباء

الى هندسةٍ ماثلة...

يحيلني الماضي

إلى مستقبلٍ لقيط...

يحيلني الناي

إلى مجزرة في مكان ما...

يحيلني الغبار

إلى أول الأجنحة...

يحيلني الرماد

إلى سرْد الأخضر والنار...

تحيلني الهاوية

إلى درْس الأفق...

يحيلني النشيد

إلى رعبه الكامن...

تحيلني الأنقاض

إلى درس الهندسة...

تحيلني الساعة الثالثة

إلى ضجر لم يُتفق عليه...

يحيلني المطر

إلى رئة في التراب...

يحيلني السفر

إلى نظرٍ من ترانيم...

تحيلني الذئاب

إلى إخوةٍ يستثمرون في الجُبّ...

يحيلني الغريب

إلى المتاح من المأوى...

يحيلني الورد

إلى رِشا تمهد لخيانات بالجملة...

يحيلني البحر

إلى ذمّة الموج...

يحيلني الوتر

إلى جرح غابر...

يحيلني البرْج

إلى تعلّم درس التراب...

تحيلني العتْمة

إلى الاحتفاء بشمعة

في مهبٍّ عاصف...

يحيلني المقهى

إلى الإصغاء لأغنيات العذاب...

تحيلني الباحة

إلى تلمّس أزمة الكهوف...

تحيلني السماء

إلى الاعتذار إلى فارسٍ مُقْعَد...

يحيلني الشهداء

إلى الغياب الماثل

تحيلني الهيبة

إلى شرعية النزف...

يحيلني الجنوب

إلى شمالٍ مرفّه...

يحيلني الدرب

إلى كرسيٍّ متحرك...

يحيلني الماء

إلى مدى من فيافٍ...

يحيلني الرخام

إلى عراء لا ملامح له...

تحيلني الأشجار

إلى انحناءات بالجملة...

تحيلني النجمة إلى انهيار...

تحيلني الشِبَاك

إلى حدائق قصر فرساي...

تحيلني امرأة

في ذروة إغرائها

إلى تمثال في ميدان مغلق...

يحيلني الحَمَام

إلى نعْي ممعن في البهاء...

يحيلني الحجر ذات ماء

إلى مرْجٍ غامر...

تحيلني المفاتيح

إلى مدى يحرج الحَرَس...

تحيلني الأساطيل

إلى أسطورة الذود عن المُهمل...

يحيلني الغموض

إلى درس الشائع...

تحيلني الخرافة

إلى صحْو جارح...

يحيلني الرحيل

إلى إقامة مستفزة...

تحيلني «المسافة»

إلى « نَفَسيَ» الأخير...

يحيلني الهواء

إلى حديد شاهر صلافته...

يحيلني السياج

إلى مدى بسعة القلب...

تحيلني الكتابة

إلى قيامة اللوح...

يحيلني الجرح

إلى نصل مُثاب...

تحيلني الطرائد

إلى قنّاص لم تُرفع توبته...

تحيلني الخرافة

إلى السفر في المستقبل...

يحيلني المطر

إلى استجواب الأواصر...

تحيلني الأغنية

إلى تمثّل الوحْدة...

يحيلني النهْد

إلى عراقة الوسائد...

تحيلني الضرورة

إلى التهكّم من الطارئ...

يحيلني الغَجَرُ

إلى سطوة العراء...

تحيلني الريح

إلى نص القلق...

يحيلني إسماعيل

إلى فقه النحْر...

العدد 1595 - الأربعاء 17 يناير 2007م الموافق 27 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً