ركزت مجلة «آراء حول الخليج» - الصادرة عن مركز الخليج للأبحاث في عددها الثامن والعشرين في 28 يناير/ كانون الثاني 2006 - على عدة موضوعات ذات علاقة مباشرة بالملف النووي الإيراني والتوجه الاستراتيجي الجديد للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة. وأفردت المجلة الإماراتية ملفها الخاص لتتناول فيه «قضايا الدفاع في منطقة الخليج». واعتبر رئيس تحرير المجلة عبدالعزيز عثمان صقر توقيع دولة الكويت وحلف الناتو اتفاقا أمنيا يتعلق بتبادل المعلومات بادرة نحو تفعيل مبادرة اسطنبول التي وصفها بأنها «تهدف إلى الاستقرار الدائم واستتباب الأمن في منطقة الخليج».
واعتبر رئيس تحرير المجلة توقيع المملكة العربية السعودية مبادرة اسطنبول ذا أهمية سياسة خاصة. وأرجع ذلك إلى كثير من الأسباب. منها: المكانة الإقليمية للسعودية ومحورية الدور السعودي، وكذلك الدور المتنامي لمنظمة حلف الناتو في المنطقة ككل. وتناول ملف العدد «قضايا الدفاع في منطقة الخليج» أبعادا مركزية، منها: السياسات الدفاعية لدول مجلس التعاون «القوى البشرية ونظم التسليح» للعميد موسى حمد القلاب.
واستعرض محمد عباس ناجي في موضوعه محور «أمن الخليج... ولوج في خيارات صعبة». وحاول ناجي تناول سؤال مركزي عن مستقبل الدور الأمني لمجلس التعاون الخليجي وفرص التصادم والبقاء والتهديدات الإقليمية وارتباط ذلك بالمصالح الأميركية.
وقدم نوزاد عبدالرحمن الهيتي قراءة تحليلية للإنفاق العسكري في دول مجلس التعاون الخليجي. ودَعم الباحث محاورَ بحثه بإحصاءات وبيانات رسمية وتقديرات اقتصادية مهمة. فيما تناول صابر محمد السويدان «الإعلام العسكري والحرب النفسية وزمن السلم والحرب». مسلطا الضوء على دور الإعلام العسكري في صناعة الرأي العام ومتطلبات العمل الإعلامي في المجال العسكري والجرعات التي يتلافاها الخليجيون جراء تعرضهم لهذا الإعلام تحديدا. واستعرض عبدالكريم خالد الغربللي في مقاله «التقانة العسكرية... سيف يقطع باتجاهين» قضايا التنمية العسكرية في صعيدها التقني وربطها بمختلف مجالات التنمية.
وفي مقال بعنوان «أمريكا وإيران رسائل متبادلة بلغة المناورات العسكرية» يستعرض محمد إبراهيم النقبي المناورات العسكرية الأخيرة في المنطقة الأميركية منها والإيرانية مسلطا الضوء على الأبعاد السياسية التي تفرزها هذه المناورات وبما يتصل بمجمل الرسائل السياسية التي تنتج عنها. ويفرد أحمد السيد تركي قراءة خاصة لتسليط الضوء على إجابة سؤال مركزي وهو عنوان مقاله «حلف الناتو ودول مجلس التعاون... الحوار والشراكة على أين؟». فيما تغرد نيكول ستراك خارج السرب في موضوع لافت لتستعرض في مقالها بعنوان «عودة الجيش العراقي» مراهنة على هذه العودة وما سينعكس عليها الوضع داخليا وإقليميا. ويشارك الكاتب اللبناني فكتور شلهوب في «ملف آراء حول الخليج» بمقال «إيران اللاعب الرابح في المنطقة... إلى أين؟». كما يفرد الملف مساحة لتقارير إخبارية موسعة عن «حوار المنامة».
وتتفرد المجلة بمقابلات خاصة أجرتها على متن حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور.
وفي زاوية المقالات، يتحدث عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب عن التوجه الاستراتيجي الجديد للولايات المتحدة في المنطقة. فيما يستعرض مغازي البدراوي في مقاله «النووي الإيراني وصدى طبول الحرب» التطورات الأخيرة في الساحة الدولية مسلطا الضوء على سيناريوهات الأزمة المتوقعة. كما احتوت المجلة على الكثير من الموضوعات والزوايا المهمة والمقالات المتخصصة لكل من: أسامة محمد سلام «قطاع المياه في منطقة الخليج العربي». ومهنا الحبيل «فوز الحزب الديمقراطي... ماذا يعني للخليج؟». صدقة يحيى فاضل «الواقع العربي الراهن». وأحمد القرشي «أطفال اليمن... الفرار من الفقر إلى التهريب». فؤاد الصالحي «المشهد الانتخابي اليمني». وجاسم يونس الحريري «دور علماء السياسة العرب في عملية صنع القرار السياسي العربي» وموضوعات أخرى.
واختتم مدير التحرير ميثم الأنباري في نقطة نظام هذا الإصدار بتسليطه الضوء على مجمل الحوادث التي شهدها العام الماضي. مشيرا إلى تسارع حركة الإصلاح السياسي في المنطقة وفق النموذج الإماراتي خصوصا. وصولا إلى الفوضى التي تعصف بالعراق. واعتبر الأنباري مفرزات الوضع حافزا للدول العربية في هذا الإقليم على الإقدام على حلحلة أزماتها سريعا عوض الدخول في عام جديد سيكون أكثر قسوة، وتمثيلا مباشرا لمرحلة صعبة، وحاسمة.
العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ
