العدد 1613 - الأحد 04 فبراير 2007م الموافق 16 محرم 1428هـ

كيمياء الغي

(أ‌) لا يمكن لأي منا أن يتعامل مع نصوص الشاعر الكبير فهد عافت باعتبارها ابنة وقتها. هي نصوص ذاهبة في المستقبل من الكتابة، في البعيد من الكلام الذي لا يشبه الكلام. منذ اجتراحاته الأولى وهذا الشاعر يطلع على الناس بالمختلف من الشعر والمختلف من الكلام.

ساور الشاعر يقينه

في النجوم

البرتقال اللي يقشر عاشقينه

طفل... طفل

في القوافي مجدنا الحافي

يبللني جفافي

في السفينه ناقة البحر الحزينه

يرتحل يرتحل يرتحل

ارخته شفاة عذرا

قبلته بشهوة ثيب وجغرفها الكحل

في المواني

ما سوى الغاير في روحي

من جروحي

يعرف الليله مكاني

كل درب وعر شعر

وكل ما هبت غصونك

مالت الريح

وتشظت في دم الشيح

المعاني في الجسد

يا منافينا نما فينا بلد

من سلالات التباريح اجتباني

كل ماهو نافرٍ

هذا نقيضي يابسٍ ما راود الأعشاب عن نفسه

ولكن

كيف ابكتب

كيف أبخدع كل هذا اللّب

وأغويه يتخلى عن قشوره

قلت أبرمي رغبة القارئ

في عرض الحيط

وأرمي عرض هذا الحيط للبحر

الذي برميه للأسماك

واستغني من النقد الكريم عن المشوره

خربيني

غربيني في الصدى

جربيني في المدى

احطبيني للضلالات الطرية غصن

يابس من هدى

أعربيني فاعلٍ للمبدأ

خربيني... خبريني... بخريني

كيمياء الغي

أمنحيني بهجة الجهل

واعطيني فتنة الأشيء

عقرب الساعة نحاس

يسرد الكبريت وحدي

كنت في الغرفة

ووحدي شفت

كيف اغتصبت الظلما كتاب الضي

غصّت الغرف ظلام

ناشفٍ صلد يتناثر رغبةٍ ملسا خرجت

الباب

كان بعشرة أقفالٍ وصايا

وانكسر من ركلة مرتبكةٍ

ما كانت الشمس اسبلت

لحظة خرجت عيونها

كان النهار بآخر انفاسه

وكان الانهيار بأكثر اجناسه شبه

بالفلفل

أما الناس

بين اللي بقى في غرفته يلغيه ورثٍ

باذخٍ في الصمت يستشري

وبين الخارجين بركلةٍ مرتبكةٍ

للشارع المبحوح شمسٍ

تلفظ آخر ما تبقى من شعاع

بعضنا قال أرجعي يا شمس

لكن بعضنا قال انطري حتى نشر هدومنا

يا شمس

قالت طفلةٍ يتلعثم التفاح في ترتيلها

غيبي

حبيبي قال أنا الشمس

و

سألني صاحبٍ كنا تعرفنا على بعض

فقصيدة

بعد خمس سنين

ليه الشمس تسهر وحدها

قلت

أذكر اني قلت شيٍ مبهمٍ حتى عليّ

الشمس صابونٍ تنامى رغوته

والليل ذقن الأرض

قالت مومسٍ يكتظ فيها التبغ

والدهن الرخيص

الليل شمسي

غابت الشمس

وتشّكك بعضنا

مادام حتى الشارع الواسع ظلام ليه

ما نرجع

صرختي

كنت شفتك قبل هالمره

ثلاث مرات في كبد الزحام

وما تنبهت لوجودك في

دمي

لا ترجعون

الشمس ترجع والظلام

أهون من الظلم

ألتفتك

كنت الأشبه بعشبه ويوم

طاح احجابك الأبيض وشلته

كانت الريح أثمرت في قذلتك

مهرٍ خصيب

**

ما على الناقد

سوى انه ياخذ آخر كلمتين

وكل ما في السطر الأول

والسفينه

ناقة البحر الحزينه

بعدها يسفك ثلاث أربع عبارات ويثرثر في جريدة

مو قصيدة

**

ليّنٍ فوّاح هذا الليل

شفاف امطري

يستوطن الكرّاث باطرافه

ومع هذا نخافه؟

أبرقت أوهي طعوني

أرعدت أوهو أنين

والسهر يحطب عيوني

رمث وأوراق وحنين

الفواصل

كانت أقرب للمراجيح الصغيرة

ليه ترسمها مقاصل

... يالقصيدة

لا تواصل

... آه لو تدرين شلي

لا تواصل

... فيك حاصل

لا تفاصل ردها مثل المراجيح الصغيرة

مثل حبات الذرة

شيّطنت لاعب كرة

ظل شعره طيّرتها الريح

من قذلة مره

كل ليلة

يخرج من الما

ويدخل في القصيدة

طفل

يبادل ضيا القنديل

باسرار الفراشات

ويضج بدفتري

الشتا تلويحة المنفي إلى الأرض

البعيدة

والمسا نادل وانا في حزنك العشرينيا

واستبدل اسمك بالفراغ البربري

من حصاتين... لحصاتين

استدار اليانع المجبول بالأوتار في العاشق

بلادي

مثل ما تغرق سما في نجمها

أعلنت نعناني على صدرك

ومرغتك في وجه بنيّتِ ما شاغبت نسمه

طرف فستانها إلا

ونورست احتمالاتي

حليبٍ عاريٍ حتى من العري و

**

بطاقه

أكثر الأشيا قرف قارئ يقلب في كسل... حزنك

تماما مثل ما سيل المجلات القديمة

في صوالين الحلاقة

...

انطلاقة

ما توّحش في دم الباذر سوى الأخضر

بلادي من حصاتين لحصاتين

ارتبكتك

ارتكبتك

وابتكرتك

كيميا وغيّ

تك تك

مرحبا

تك تك

ومرٍ بي حبا

تك تك

قصيدة

تك

فوجهٍ طاعنٍ في اليتم

تك

(ب) فهد عافت قنبلة موقوتة بامتياز. موقوتة بما يحمله شعره من شحنات أحيانا لا طاقة للقارئ بها.

العدد 1613 - الأحد 04 فبراير 2007م الموافق 16 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً