برعاية وزير الإعلام جهاد حسن بوكمال احتفل بيت القرآن بمعرض الفنان جمال عبد الرحيم الذي طرح فيه هذا الرحالة مجموعة قيمة من الأعمال الفنية تتلخص في مضمون الكتاب أو الكتب اليدوية ومجموعة من الأعمال الفنية، وهذه الأعمال عبارة عن نتاج السنوات السبع الأخيرة للفنان.

وقام الفنان بعرضها في البحرين وفي كثير من دول العالم ويقوم الآن بجمعها في معرض واحد يلم شملها ليعطي الفنان انطباعا عاما للمتذوق والمطلع على تجربته في الحفر والطباعة التي يركز عليها في هذا المعرض في كتبه الفنية التي أخذت أحجاما متفاوتة ومواضيع مختلفة بمشاركته في هذه الكتب أدباء وشعراء عالميين كعلي سعيد (أدونيس) الذي شاركه في شعره في معرض الكتاب الذي عرض في عام 2001 ويشاركهما عبد الإله العرب بخطوطه، وكتاب آخر مع الكاتب فريد رمضان بمسمى «نوران» وآخرون من عصر الجاهلية من شعراء المعلقات لم يمنعهم من أن يسكنوا في تجربته الفنية داخل كتبه، فشعرهم كان تذكرة سفر تجوب أي مكان وفي أي وقت.

لقد عمل الفنان على جعل التاريخ محنطا للزائرين في أغلفة زجاجية لتعيش في زمننا الحاضر ويجعل تلاقحا فكريّا بين التفاوت والبعد الزمني، وخلق جدلية الاستمرار للعناصر التاريخية أو المعاصرة بطرحها بصورتها الفكرية وبشكل مغاير، لقد رأيت في الأغلفة الزجاجية امرؤ القيس يتأوه ويسترجع ليقول: ( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوا بين الدخول فحومل) وكأن الناس في سوق عكاظ ملتفين حول خيمة «النابغة الذبياني» يصغون إلى الصور الجمالية المطروحة.

ويعمل عبد الرحيم على طرح أفكار باستخدام نصوص لم تمر مرور الكرام، بل خلقت جدلية في زمنها مستمرا ليومنا هذا كالمعلقات السبع في زمن الجاهلية أو ما يطرحه علي سعيد (أدونيس) من أفكار جريئة ضد التيار. وقد عالج عدة مواضيع كطرح نماذج من الثروة السمكية في ظل الموجة العارمة التي تصيبها يوما بعد آخر من جراء الزحف العمراني والتلوث.

ومن جانب آخر يعالج لوحة (الموناليزا) العالمية بأسلوب مغاير كما عالج عدة أعمال عالمية في أعماله السابقة.

معظم الأعمال عمل منها عبدالرحيم نسخا يدوية متعددة فبعض النسخ موجودة في مكتبة الإسكندرية ومحطات مختلفة، لا تحصر هذا الفنان جغرافية الأرض، بل تعدى كل الموانع، لتراه لا يستقر كسندباد الحالة جال الأرض يبحث عن المجهول.

*فنان تشكيلي بحريني