العدد 2246 - الأربعاء 29 أكتوبر 2008م الموافق 28 شوال 1429هـ

فيلم «دبليو» يجتذب عتاة الليبراليين الذين يشعرون أن بوش أهدر فرصهم الانتخابية

مدمنو السياسة لديهم الآن فيلم سينمائي مثير للجدل عن الرئيس الحالي لإذكاء حماسهم للانتخابات كما لو كان لا يوجد ما يكفي من الدراما مع اقتراب الانتخابات الأميركية.

ومنذ مطلع الأسبوع بدأ عرض الفيلم وهو من إخراج أوليفر ستون في آلاف من دور العرض السينمائي في مختلف أنحاء البلاد محققا إيرادات رائعة بلغت 10,6 مليون دولار ليحتل المركز الرابع في شباك التذاكر بعد ماكس باين وبيفرلي هيلز تشيهواهوا والحياة السرية للنحل.

وليس من المستغرب أن هذا الفيلم لم يأتِ على هوى عتاة الجمهوريين الذين وقفوا إلى جانب بوش قرابة 8 سنوات في سدة الحكم، لكنهم الآن ينحون باللائمة على أكثر الرؤساء الأميركيين افتقارا للشعبية في التاريخ الحديث للبلاد في تسميم فرصهم في انتخابات الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

لكن طبقا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها الشركة الموزعة للفيلم وهي شركة «لايونزجيت» تدفق عشاق السينما ممن ينتمون إلى تيار اليسار بأعداد غفيرة إلى دور السينما لمشاهدة الفيلم. وأظهر استطلاع الرأي أن 55 في المئة من جمهور السينما يعتبرون أنفسهم ليبراليين و31 في المئة وصفوا أنفسهم بالمعتدلين. وقال 14 في المئة فقط أنهم محافظون.

ويقول ستيف روزينبرج رئيس الشركة التوزيع السينمائي « الحضور كان قويا في الولايات الحمراء (الولايات التي يتمتع فيها الجمهوريون بتأييد قوي) والولايات الزرقاء (الولايات التي يتمتع فيها الديمقراطيون بتواجد قوي) على حد سواء».

وتابع قائلا «لقد اعتقدنا أنه من المهم للغاية عرض الفيلم بعد المناظرات السياسية ولكن قبل الانتخابات. واعتقدنا أن الاهتمام بالانتخابات سيكون فى ذروته وأن الاهتمام بجورج دبليو بوش سيكون الآن أكبر مما سيكون عليه بعد يناير/ كانون الثاني المقبل. ونعتقد أنه أمامنا فرصة جيدة على مدى الأسبوعين القادمين.

لكن ربما يكون الديمقراطيون قد أصيبوا بخيبة الأمل حيث كانوا يتوقعون فيلما سياسيا لاذعا على غرار أفلام مايكل مور يحتوي على انتقاد للرئيس الذي قضى ولايتين في الحكم. فقد آثر ستون تناول الجانب النفسي لشخصية بوش بدلا من تقديم فيلم يكون محوره التسلسل الزمني السياسي.

يقينا إن الرئيس الذي لعب دوره جوش برولين أثار بعض لحظات الضحك.

لكن ستون اهتم بصورة أكبر بإظهار أن الصفات التي يتميز بها بوش مثل الطموح الجامح والإرادة الحديد وحاسة السلطة هي من نتاج علاقته المعقدة مع والديه جورج بوش وباربارا بوش. ويوحي الفيلم أن الرئيس السابق الذي يمتاز بالصراحة والسيدة الأولى السابقة لم يساورهما أبدا أدنى اعتقاد بأن جورج الابن سيكون له مثل هذا الشأن.

ولكن بوش الابن وجد ضالته في الدين. وبعد أن اكتسب قدرا من الرصانة والوقار قرر خوض الانتخابات الرئاسية وذلك يعود في جزء منه إلى اعتقاده أن هذه مهمة كلفه بها الله ولأنه كان يريد أيضا إثبات نفسه أمام عائلته.

أما الخبير السياسي كارل روف فقد حاول تنميق صورته، وخلص إلى أن لعبة سياسية هي التي دفعت به إلى عنان السلطة.

ويقول أستاذ الأدب الشعبي بوب تومبسون بجامعة سيراكوز «لقد كان فتى يحاول إرضاء والديه لكنه صادف متاعب جمة. إنه فيلم يوجه الاتهام بشكل مريع إلى الرئاسة وليس إلى الشخص».

ويبدو أن ذلك التصوير الذي يثير التعاطف مع الرئيس لم يضايق معظم رواد السينما من الذين يعارضون بوش.

وتقول المخططة المالية ليزا بالمر في سان جوزيه بكاليفورنيا «الفيلم يتفق تقريبا مع تقييمي له فهو ليس كله شر لكن كل ما في الأمر أنه لا يصلح للمنصب».

ومضت تقول «لا أظن أنني كنت سأستطيع مشاهدته من دون معرفتي بأن حقبة بوش سوف يسدل عليها الستار في غضون بضعة أسابيع. وأشعر بالسعادة الغامرة من إخراجه لهذا الفيلم».

العدد 2246 - الأربعاء 29 أكتوبر 2008م الموافق 28 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً