العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ

ما الذي يحفز الجماهير لحضور المباريات يا اتحاد الكرة؟

سأبدأ مقالتي هذا الأسبوع بسؤال: لماذا يعزف الجمهور البحريني عن الحضور لمباريات الدوري في هذا الموسم؟ في المقابل نراه يتلهف بشوق لمشاهدة بتفاعل ساخن إلى المباريات العالمية والعربية في مختلف البطولات؟

هذه المتابعة الجماهيرية للدوري الأوروبي بل ترى هذا الجمهور العاشق لتلك المباريات والفرق الأوروبية يتنافس على مشاهدة هذه المباريات وتحليلها ومن ثم ترى الشدة والغلطة في الكلام بين عشاق هذه الأندية حتى تصل إلى المصادمات الكلامية.

ومن الغريب والعجيب حقا أن هذا الجمهور المتابع للبطولات الأوروبية للمنتخبات والأندية يعرف أسماء اللاعبين الكبار وأرقام تعاقداتهم المادية واخبارهم الدقيقة عن حياتهم الشخصية وجميع ما تحيط هذه النجوم منذ ولادته إلى الآن، بينما تجهل هذه الجماهير ابسط الأمور عن اللاعبين في البحرين وأدقها بل معظم هذه الجماهير ليست لديها العلم في بدء مباريات الدوري المحلي وتوقيت انتهائه وبالتالي تراها تستهزئ بمن يحضر مباريات المسابقات المحلية وتنعتها بأوصاف مختلفة. أليس هذا الأمر يبدي الغرابة والتعجب وأليس هذا الأمر له الأسباب الخاصة في ابتعاد هذه الجماهير عن مدرجات الملاعب المحلية ونحن سنورد بعض هذه الأسباب التي منها «إن المستوى الفني للدوري لا يشجع على تحفيز الجماهير للحضور وإضاعة الوقت في مشاهدة مباريات مملة أشبه بالحواري في أسلوب عشوائي وفوضوي من دون تكتيك منظم ولا فنيات تذكر ولا نجومية بارزة ولا تخطيط سليم من قبل اتحاد الكرة.

وأما الشركة الراعية لمسابقات اتحاد الكرة عنها حدث بما تريد وهي سبب آخر لعدم حضور الجماهير فهي نظرت إلى الجانب المادي عندما حققت سعر تذكرة الدخول في المدرجات الأولى بدينار والثانية بنصف دينار بعد معارضة عارمة ولكن حتى الجوائز المحفزة لم تحرك ساكن الجماهير وتأتي إلى المدرجات لأن الجماهير البحرينية لا يحركها إلا المستوى الفني العالي كما كان ذلك في السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات حتى اتفقت هذه الجماهير إلا من الثلة المتعلقة بفرقها عن قرب في عدم الحضور، ما يعني أن الجوائز والهدايا المقدمة من الشركة الراعية لم تفد الوضع ولم تحفز الجماهير من الحضور وعلى اتحاد الكرة أن يفكر مليا في الأسباب ويضع الحلول الكفيلة بذلك.

هناك أمور أخرى منها ولوج الاحتياط في نفوس الجماهير بسبب الإخفاقات المتكررة في البطولات المختلفة ما جعلت هذه الجماهير تعزف عن الحضور للمباريات بعدما أحبطتها نتائج المنتخب الأخيرة وخصوصا في عدم تأهله لنهائيات كأس العالم مع تيرنيداد وخليجي (18) وبالتالي يبقى هذا الهاجس عالقا في نفوس الجماهير.

من الأسباب أيضا سوء البنية التحتية لكل ملاعب الأندية وحتى تلك الملاعب التي تقام عليها المسابقات المحلية والتي لا تشجع على الحضور لافتقادها ابسط سبل الراحة لهذه الجماهير، فالكراسي من دون مقاعد لها حاجز في الظهر يعطي الانطباع عن أن سبل الراحة فيها معدومة وبالتالي تبعد الجماهير عن الحضور.

السبب الآخر والمهم قضية التجنيس التي انتشرت أخيرا في الملاعب الكروية وخصوصا مع جون وفتاي ما أعطى الجماهير نوعا من الغضب وحبذت الابتعاد لأن ليس هناك ما يشجعها ويحفزها على الحضور من أجل مشاهدة هؤلاء اللاعبين المجنسين وكيف يحق لها أن تصفق لأناس دخيلين على الكرة والرياضة المحلية وهذا نوع من ضرب الخيال.

أخيرا على اتحاد الكرة دراسة هذا العزوف ووضعه على مشرحة وطاولة النقاش للتوصل إلى الحلول التي تعيد الجماهير إلى سابق عهدها إلى المدرجات فمتى يكون ذلك!

علي يوسف

العدد 1627 - الأحد 18 فبراير 2007م الموافق 30 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً