العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ

تحول الزوجة إلى نسخة من زوجها... هل هو حقيقة؟

تساءل مختصون في استطلاع نشر هذا الأسبوع في صحيفة «دنيا الشرق» السعودية عن حقيقة تحول الزوجة إلى نسخة من زوجها، وانهما احيانا يصبحان عملة لشخص واحد؟

بالأمس كانت مرحة حالمة رقيقة تفكر بعواطفها ولاتفكر كثيرا في المستقبل! اليوم أصبحت امرأة عملية طموحة وتعمل للمستقبل ألف حساب... أهلها يقولون انها أصبحت نسخة أخرى من زوجها وتتحرك وتتخذ القرارت مثله؟!.

- هل يأتي اليوم الذي يصبحان فيه وجهين لعملة أو شخصية واحدة؟! وهل هذا في صالحها وصالح أسرتها ام انه يلغي شخصيتها؟!

هذه آراء لبعض الزوجات فتقول (ن.ع) متزوجة من رجل أمن شديد الدقة في أداء عمله وللالتزام في كل تصرفاته ومنضبط في مواعيده ومن الصعب ان يتقبل الفوضى أو عدم النظام داخل البيت، وهذا كان له التأثير القوي على شخصيتي على رغم من أنني قبل الزواج كنت لا أهتم بالانضباط في اي تصرف أقوم به وبذلك تأثرت بشخصية زوجي.

القرش الأبيض

أما (م.أ) فتؤكد لنا فعلا تأثرها بزوجها فتقول زوجي بخيل جدا أو بمعنى آخر حريص لا يدفع شيئا ولايعمل شيئا ولايعمل شيئا إلا في مكانه الصحيح أما أنا فكنت قبل الزواج أطبق المثل الذي يقول «أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» ولكن بمرور الوقت طبقت المثل «القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود».

عصبية جدا

أما (ش.ب) توضح زوجي هادئ الطباع أما أنا فعصبية جدا واتأثر بأي شيء يحدث حولي ولكن مع مرور الوقت أصبحت مثله وتطبعت بطباعه، فلا اتاثر من أي شيئ، أو أي كلمة وأتعامل بنفس الهدوء الذي يتعامل به.

أتعامل مثله

وتؤكد (ف.م) على أن الزوجة سريعة التأثر بشخصية زوجها فتقول على مرور الوقت اكتسبت من زوجها كل الصفات الحسنة والسيئة وأصبحت أتعامل مثله في كل الأمور.

فيما يوضح استاد الصحة النفسية في منطقة الشرقية سيد صبحي أن كثيرا من الأبحاث والدراسات أثبتت ان هناك علاقة وثيقة بين المهنة ونمط الشخصية وهناك تفسيران لذلك الأول أن هناك أنماطا معينة فمثلا الشخصية التي تتسم بالنضباط والدقة في اداء أي عمل تكلف به تجدها تتجه نحو الانضباط الى الحياة العسكرية، ونجد الشخصية التي تميل الى مناقشة الآراء المجردة ومحاولة فهم العالم بشكل كلي وفق منظور عقلي تتجه نحو دراسة الفلسفة، أما التفسير الثاني فإن المهنة بكل ما تحمله من خصائص ونظم في العمل وفي العلاقات الاجتماعية تصبغ وتلون الشخصية المنتمية إليها فتجد مثلا بعض الشباب الذين كان يبدو عليهم مظاهر عدم الالتزام في المظهر أو السلوكيات الحميدة الموجودة في المهنة وأيا كان التفسير فإن الدراسات تؤكد ان هناك علاقة وثيقة بين المهنة ومن يمارسها وان هذه العلاقة لاتؤثر على صاحب المهنة فقط وإنما تؤثر بالنتيجة على زوجته نتيجة لما يعرف «بالالتصاق» فتجد ان الشخص الملتزم في حياته المنضبط في مواعيده الذي يحرص على الدقة الشديدة في أداء عمله ومن الصعب عليه ان يتقبل او يفهم ميل زوجته الى الفوضى وعدم النظام داخل المنزل وعندما ينشأ الخلاف بينهما على هذا التفاوت في الطباع تجد الزوجة رغبة منها في التفاهم وانطلاق من الحب المتبادل بينهما تتجه الى اكتساب عادات جديدة من النظام والالتزام في اداء الأعمال المنزلية، وتصبح مع الوقت مثالا لدقة في كل شيئ، ومن ناحية أخرى نجد أن هناك نماذج من الزوجات لايستطعن التجاوب مع شخصية الزوج، أو التطبع بطباعه وأشهر مثاللذلك الفيلسوف سقراط الذي كانت زوجته تهتم بالمأكل والمشرب دون ان تهتم بآرائه الفكرية ولم تكتسب منه أي شيئ فكانت حياتها لم يكن قوة بعينه فلأنه لايحبها فلم يكن قوة دافعة لها ولم تحبه فلم يكن لها قدوة!.

تأثير الزوجات على شخصية الأزواج

من المؤكد أن هناك تأثيرا متبادلا بين الزوجين فكما أن الزوجات يكتسبن بعض السلوكيات والقيم من زوجاتهم وذلك وصولا للهدف وهو التفاهم واستمرار الحياة الزوجية فنجد الزوج الذي كان يسخر من العواطف قد أصبح كائنا رومانسيا والزوج البخيل قد أصبح كريما مثل زوجته والزوج المنطوي أصبح اجتماعيا والزوج العبوس قد أصبح مبتسما وهذا يتوقف على شطارة الزوجة كما يقولون.

الاحترام والتفاهم هرمونات السعادة الزوجية

قدمت دراسة حديثة اعدها فريق من علماء النفس إرشادات وتوجيهات في كيفية التصرف والسلوك مع الزوجة لها تأثيرات مذهلة فيما لو اتبعت بدقة.

كثيرة هي الأسئلة التي تبحث المرأة عن إجابات لها والتي تتمثل في جملة واحدة هي «السعادة الزوجية» فجميع الأزواج يخطبون ود السعادة ولكنهم يتوهون عنها لأنهم في الأساس ضلوا الطريق إليها ولا يعرفون أنها أقرب إليهم من أنوفهم مشيرين إلى أن على الزوجة أن تبدي إعجابها بزوجها إذا علمت منه أخبارا من شأنها رفع شخصيته في عينها، وعلى الزوج ألا يتطرق إلى ما فيه التقليل من شأنه والحط من شخصيته، وأن يكون صاحب حضور قوي فلا يتغاضى عن تجاوزاتها عليه وحطها من قدره.

الطلبات التي يطلبها الرجل من زوجته سواء كانت لأداء عمل معين، فهي من حق الرجل وليست من حق المرأة أن تعترض على ذلك إلا عند وجود عوائق.

إن إطراء الرجل لزوجته وتحببه إليها يجب أن يكون دون مستوى التذلل والتوسل وهذا ينقص من قدره وما أكثر الأزواج الذين يتذللون ويتوسلون لزوجاتهم فقد انقلبت الصورة وأصبحنا نرى رجالا تابعين لزوجاتهم فاقدين لشخصياتهم.

على الرجل أن يربط حبه لزوجته بمقدار استقامتها وطاعتها وتطبيقها للشرع وتجنبها للمشكلات وأن تحترم زوجها.

على الرجل أن يفهم زوجته أن لديه واجبات والتزامات خارج البيت وعلى الزوجة ألا تسمعه التأفف والتضجر ولا تشعره بالملل أو تحاسبه على وقته الذي قضاه خارج البيت إذا كان مشغولا بالعمل.

هجران المرأة ومعاقبتها بذلك يكون أشد وقعا عليها من ضربها أو زجرها لذلك يجب على الزوج ألا يلجأ إلى الضرب أو الكلمات النابية.

على الرجل ألا يغدق الحب كل الحب لزوجته وأن يظهر لها كل محبته، فإن ذلك قد ينعكس عليه سلبا وعليه أن يراقبها ويرشدها إلى ما تحتاج إليه من الفقه ويشجعها على تعلم أمور دينها والالتزام بآداب الإسلام والمحافظة على أداء الصلوات في وقتها.

وعلى المرأة أن تهتم بنفسها وبأسرتها وأن تكون حريصة على أن تشع جمالا وحيوية وأن تكون سندا لزوجها في الملمات، كما أن على الرجل أن يقدر العمل الذي تقوم به زوجته ويثني عليها بين الفينة والأخرى.

العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً