العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ

وضع العربة أمام الفرس

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تعمل واشنطن وبشكل متواصل على حجب أي اقتراح من أي مصدر سواء كان محلي أم دولي لبدء حوار مع سورية وايران، لعلها تكون الطريقة الأمثل والأسرع لاسترجاع الشرق الأوسط وهي على حافة البركان الى طبيعتها. فالتبرير الذي تقدمه عن دفن رأسها في الرمال هو غير مقبول حتى لدى أعز الأصدقاء.

لقد طرح تقرير عراقي «طريقة تعامل جديدة» «للدفع الى الأمام» بالسياسة الأميركية الفاشلة كما شدد عليها في عناوين النتائج التي نشرت بعد أن توصل اليها بعض المسئولين الأميركيين السابقين والمحترمين بقيادة وزير خارجية الولايات المتحدة سابقا جيمس بيكر، وعضو الكونغرس لي هاملتن. وعلى رغم اعتراف التقرير فإن التعامل مع سورية وايران «مثير للجدل»، لإنه أوصى بـ «ان على إدارة بوش التعامل مباشرة مع سورية وايران في محاولة للحصول على التزامها للسياسات البناءة تجاه عراق وقضايا إقليمية أخرى.

وفي رأي آخر كان قد نشر، كشف الرئيس المشارك هاملتن «ان واحدا من أهم التطورات المقلقة في السياسة الاميركية الخارجية هي الرفض المتزايد لملاحقة وتبني نهج الدبلوماسية... فقد ازداد الوضع سوءا».

وفي عرض مطول قدمه سفير سورية في الولايات المتحدة عماد مصطفى، شكا به الى مجلس الشئون العالمية المرموقة في واشنطن من أن دولته «ليست سعيدة على الإطلاق» بشأن الوضع المتدهور. وأشار الى أنه مباشرة بعد حوادث 11 سبتمبر/ايلول، «توطدت العلاقات بين واشنطن ودمشق بشكل كبير، لان سورية كانت تزود الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية تتعلق بالقاعدة ومجموعات متطرفة أخرى... مجموعات كنا نتقاتل معها في سورية بعنف طوال العشرين سنة الماضية».

وشدد على أن بلاده بحاجة الى الولايات المتحدة وذلك لان سورية تؤمن بأنه «السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين سورية والاسرائليين يأتي عن طريق المساعي الحميدة للولايات المتحدة»، وتابع قائلا «هذا هو السبب الذي يحول بنا الى إقامة علاقات سيئة وغير وطيدة معها».

لكن مصطفى أشار أنه عندما أمعن الاسرائيليون النظر في إستئناف محادثات السلام مع بلاده، «فان إدارة بوش هي التي عارضت وبشدة وصرامة لإحياء عملية السلام»، الخطوة التي اربكت الكثير وذلك لأن وجود سلام بين سورية و»إسرائيل» من جهة وتسوية بين «إسرائيل» وفلسطين من جهة أخرى قادرة على تحسين المناخ السياسي في المنطقة.

ومن بين اعضاء المنتدى الاسرائيلي لمبادرة السلام مع سورية، رئيس اركان قوات الدفاع الاسرائيلي امنون ليبكين شاحاك، ورئيس شين بيت السابق ياكوف بيري.

إن الجهود الأميركية الأخيرة الرامية الى «إقامة تحالف فعلي بين «إسرائيل» ودول عربية معتدلة أخرى ضد «التعنت الإيراني» سيثير الكثير من الاستهجان، هذا إن لم تكن هناك ردات فعل أكثر خطورة، فهو بمثابة وضع العربة أمام الفرس.

يؤيد هذا الكلام تحذير جاء هذه المرة من احد قادة «الدول العربية المعتدلة» في مقابلة لإذاعة راديو أميركية أبدى فيها قلقا متزايدا ازاء الأفكار غير الناضجة أو غير المستكملة: «إذا تحركت أميركا الى الأمام بعملية السلام حتى وان كان ليس بكامل إرادتها، فلا أظن أن أحدا سيضع ثقته باميركا بعد ذلك».

تابع المسئول العربي مؤكدا ان الصراع السني الشيعي الناشئ منذ عدة قرون قد تم حقنه في موسوعة معاني الكلمات السياسية في المنطقة فقط منذ حرب الخليج الثانية، وأن استعمالها سيفتح حلقة ليس لها نهاية.

لعل هناك أملا في محاولات المصالحة، كما هو مبين في المحادثات السعودية مع إيران واستضافتها لاجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادة «حماس»، اضافة الى جهود الجامعة العربية الرامية لتهدئة الاوضاع المضطربة في لبنان.

*يعمل في صحيفتي «واشنطن بوست» و«شيكاغو صن تايمز»

والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً