العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ

علامة تجارية مميزة للبحرين

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

تحتاج البحرين إلى علامة تجارية مميزة تعكس واقع حالها والأهم من ذلك طموحها. يعود سبب الحديث عن الموضوع انعقاد الجلسة الأولى للهيئة الاستشارية لما يعرف باللغة الإنجليزية (براندين) بتنظيم من قبل مجلس التنمية الاقتصادية. شاركتُ في الحلقة الحوارية الأولى والتي عقدت صباح أمس الأول (الثلثاء) 27 فبراير/ شباط بوصفي أحد أعضاء الهيئة الاستشارية لاختيار علامة مميزة للبحرين.

آسيا الحقيقية

نرى من المناسب الحديث عن بعض الدول الأخرى لتقريب المعنى. تستخدم ماليزيا عبارة «آسيا الحقيقية» للتعريف عن نفسها زاعمة أن تنوع سكانها من المالاويين الأصليين إضافة إلى الصينيين والهنود يمنحها حق الادعاء بأنها آسيا الحقيقية. بدورها تستخدم إندونيسيا عبارة «منتهى التنوع» نظرا الى احتوائها آلاف الجزر والمنتشرة على مسافة 5 آلاف كيلومتر. كما تفرض مقاطعة هونغ كونغ الصينية نفسها على أنها ملتقى الشرق والغرب.

أما على صعيد الشركات التجارية فمازلت أتذكر العبارة التجارية لـ «سيتي بنك» والقائلة بأن «سيتي لا ينام أبدا» للإيحاء بأن المصرف يراقب التطورات في العالم في كل الأوقات. كما انه ليس في وسعي إخفاء إعجابي بمقولة تابعة لسلسة مطاعم «ماكدونالدز» وتحديدا «العالم يتغير إلا بيغ ماك» في إشارة إلى محافظة هذه الوجبة السريعة على مكانتها على رغم كل التغييرات التي عصفت بصناعة الضيافة.

جدة غير

لاشك أن المنافسة الإقليمية تفرض نفسها على واقع الحال للبحرين. وطبعا الإشارة إلى إمارة دبي والتي باتت واجهة عالمية مميزة. بل إن بعض دول المنطقة تضطر إلى شرح قربها من دبي حتى يتسنى للآخرين معرفة موقعها الجغرافي. كما أن مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية نالت شهرة إقليمية بواسطة استخدامها عبارة «جدة غير»، أي أنها تختلف عن باقي مدن المملكة العربية السعودية من حيث الحركة والنشاط ووجود البحر الأحمر، فضلا عن كون مطارها بوابة الوصول إلى مكة المكرمة.

الشيء المؤكد هو أن البحرين كانت رائدة في المنطقة في السبعينات من القرن الماضي، بدليل استقطابها للمؤسسات المالية العاملة في بيروت، وذلك في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. حقيقة لفت نظري ما ذكره أحد الموجودين في الندوة من أن البحرين تحولت من رائدة إلى مقلدة سيئة. لاحظ على سبيل المثال محاولة تقليد «مفاجآت صيف دبي» وكانت النتيجة خسارة مهينة للبحرين. ربما فات على من طرح المشروع أن الوضع في إمارة دبي مختلف عن الوضع في البحرين وأن الموضوع لا علاقة له بحرارة الصيف. تكمن قدرات دبي في أمور مثل وجود شبكة طيران ضخمة، فضلا عن سلسلة فنادق توفر الكثير من وسائل الراحة (لاحظ مشروع وايلد وادي في الجميرة) أو مشروع الجليد في «مول الإمارات».

بدورنا نعتقد أن من المناسب أن تطرح البحرين نفسها كمنطقة إقليمية للمعرفة وتقديمها لأمور مثل الخدمات المصرفية، وخصوصا الإسلامية والخدمات التعليمية والصحية المتميزة. كما انه لا مناص من ربط الواقع البحريني بالماضي العريق (الحضارة الدلمونية). نعتقد أن الحاجة ماسة الى وجود علامة مميزة للبحرين وذلك في ضوء عدم وضوح الرؤية بشكل محدد وجلي. فلا يمكن أن تكون البحرين كل شيء في آن واحد.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً