العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ

حدث في الديه

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في الوقت الذي تبدأ فيه البحرين ربيع فعالياتها الشتى من ثقافية ورياضية وغيرها، نجد في مناطق ليست بعيدة عن هذه الفعاليات، التي تملأ إعلاناتها شوارع البلاد في كل مكان، امهات شابات تغلب على أسارير وجوههن الحزن والبؤس من سوء القدر والحظ في العيش بكرامة تصون كرامتهن وكرامة ابنائهن الانسانية.

تلك الامهات التي تغرق دموعهن بالدموع وهن يرين ابناءهن مكبلي الايادي بسلاسل حديد يعاملون مثل المجرمين، بينما نرى امهات أخريات في جانب آخر من البحرين قساة القلوب مثل اقلامهن التي تسطر بيانات «الأوامر والاتهامات» من أجل جني الثمار في الجيوب.

هذه المشاهدات التي مرت منذ الاسبوع الماضي وحتى اليوم هي ما نشهده نحن معشر الصحافيين فما بال باقي عموم الشعب.

لن يكون غريبا ان انقل واقعة حليمة عباس من قرية الديه التي اعتقل ابنها محمد عبدالكريم حسن ذو الخامسة عشرة منذ مساء الخميس الماضي وحتى الآن خاسرا مدرسته وكتبه متنقلا بين مكاتب النيابة العامة بين هذه الغرفة ويديه الصغيريتين مكبلتين بالسلاسل (على حد قول والدته) التي ادخلتني منزلها المتواضع تلوم نفسها خطأ بارسال ابنها الأكبر الى شراء العشاء لها ولاخوته الصغار فكانت النتيجة بدلا من العشاء محاصرة واعتقال الأبن وسحبه الى سجن الجنائيات كانه مجرم خطير يهدد المجتمع!

تقول حليمة «اخذوا ابني لمجرد انه كان خارج البيت (...) طوقت قوات الشغب المكان ثم اعتقلوه، انهم يريدون ان يخسر ابني دراسته فما بقي من الفصل الدراسي الثاني الا شهران... يريدونه ان يخسر مستقبله ويروني مهمومة على حال فلذة كبدي (...)، لا يريدون دفع كفالة ولا اطلاق سراحه بمحل الإقامة ويعاملونه على انه متهم جنائي برغم انه حدث».

لقد جرى هذا الحديث مصادفة مع حليمة ظهر امس في قريتها التي لا تحظى بأي شارع واحد صالح أو مرصف، بل فيه الكثير من القمامة والطرق الوعرة والمطبات والبيوت النصف مبنية واخرى في حال يرثى عليها... هذه حال هذه القرية التي لن تكون الوحيدة في البحرين التي وصلت الى هذه الدرجة من السوء.

لن يكون كلام حليمة التي تحدثت معي بتلقائية وعينها تغرق بالدموع كلاما عاديا بقدر انه يعبر عن خلل في متابعة الاوضاع الأمنية واستقرارها في البلاد وايضا خلل في هضم حقوق الاطفال الذي يناهض اتفاق حماية الطفل الدولية التي وقعت عليها البحرين في وقت سابق.

هذه المشاهدات تحتم على الدولة أن تعيد ترتيت أوراقها في كيفية تعاملها مع مواطنيها الصغار قبل الكبار لتحسين مستوى الخدمات والحقوق لأن دون ذلك يعد ديمقراطية منقوصة، ولن تغطيها كل الفعاليات الحضارية حتى وأن كانت هذه الفعالية ربيع الثقافة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً