العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ

المتمردون الصوماليون تحالف مجموعات غير متجانسة ومتعددة الدوافع

يرى محللون أن الهجمات الدامية التي تشهدها العاصمة الصومالية منذ دخولها من قبل القوات الإثيوبية نهاية ديسمبر/ كانون الأول يقف وراءها تحالف غير متجانس مكون من ميليشيات إسلامية وزعماء حرب وزعماء قبائل لديهم أهداف مختلفة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة دافيدسون في كارولينا الشمالية (شرق الولايات المتحدة) كين مانكهوس أن ما يجري في الصومال «هو تمرد متعدد المشارب ضد الحكومة الاتحادية الانتقالية والجيش الإثيوبي». وأضاف «إن هذه المقاومة المسلحة مكونة من مجموعات بينها خصوصا الإسلاميين وميليشات القبائل وزعماء الحرب» مشيرا إلى أن هذه المجموعات «لا تملك أي قاسم مشترك سوى الرغبة في طرد الإثيوبيين ومنع الحكومة من ممارسة سلطاتها».

وكانت قوات الجيش الإثيوبي والقوات الحكومية الصومالية هزمت نهاية 2006 وبداية 2007 المحاكم الإسلامية التي كانت مدعومة من قبائل ملت الرعب الذي كان ينشره زعماء الحرب في الصومال منذ الإطاحة بنظام محمد سياد بري في 1991. وكانت المحاكم الإسلامية التي تتهمها واشنطن بإيواء عناصر من «القاعدة»، طردت زعماء الحرب من مقديشو منتصف العام 2006 وأعادت الهدوء إلى العاصمة. وسرعت سيطرة المحاكم على جنوب ووسط الصومال والتهديدات التي كانت تطلقها ضد إثيوبيا، الغزو الإثيوبي المدعوم من الولايات المتحدة.

وبعد هزيمة المحاكم عاد زعماء الحرب إلى مقديشو التي تسيطر عليها أساسا منذ 1991 قبيلة الهوية. ويجمع بين زعماء قبيلة الهوية والإسلاميين معاداة الإثيوبيين والحكومة الصومالية التي تسيطر عليها قبيلة منافسة هي قبيلة دارود التي يتحدر منها الرئيس السابق سياد بري. كما انضم إلى التمرد زعماء قبائل أخرى اعتبروا أنهم غير ممثلين بشكل كاف في المناصب.

من جهته، اعتبر مدير برنامج إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية في نيروبي فرانسوا غرينيون أن «طبيعة المعارك (الأخيرة) تشير إلى وجود تمرد بقيادة موحدة». ولاحظ انه «في الأسبوع قبل الماضي حدثت هجمات مختلفة ضد الإثيوبيين وخصوصا بالتفجيرات المتحكم فيها عن بعد ما يؤشر لوجود تنسيق. ولم يعد الأمر يقتصر على إطلاق قذائف (آر بي جي) تسقط كما اتفق».

غير أن مانكهوس يؤكد أن للمتمردين الصوماليين أعداء مشتركين ولكن «مصالحهم مختلفة». وأوضح أن «الإسلاميين يريدون قيادة عملية سياسية جديدة في حين يمكن أن يقبل زعماء القبائل بحكومة وحدة وطنية شرط أن يحصلوا على تمثيل جيد».

وأشار المحلل بمركز البحوث المستقل في نيروبي جيريميا اويتي إلى أن زعماء القبائل وزعماء الحرب «لديهم دوافع تجارية وتتلخص في استعادة (جباية) الرسوم» وهو نشاط يمكن أن يكون مجزيا في حال تولي منصب وزاري مهم. وأعلنت قبيلة الهوية الجمعة قبل الماضي أنها أبرمت اتفاقا لوقف إطلاق النار مع القوات الإثيوبية ما يؤكد أنها متورطة في المعارك. والاثنين قالت الحكومة إنها «على استعداد» للتفاوض مع الهوية الذين أفرجوا في غضون ذلك عن 18 جنديا صوماليا.

ونبه مانكهوس إلى انه «إذا كانت قبيلة الهوية قادرة على السيطرة على المعارك فإنها لا تسيطر على الإسلاميين المتشددين» ملمحا إلى انه إذا نجحت مفاوضات محتملة بين الهوية والحكومة فإن أعمال العنف يمكن أن تتواصل على رغم ذلك.

العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً