عاصر جميع بطولات الخليج السلاوية... وشهد المنافسات الساخنة للأندية وللمنتخبات... وصفه أحد الإعلاميين بأنه عيسى بن راشد السلة لوجوده الدائم في المحافل الخليجية السلاوية ولصولاته وجولاته ومصاحبته لبطولاتها ولروحه المرحة ودعاباته التي لا تتوقف، قال عن تأهل منتخبنا لكرة القدم القيصري على حساب قطر والعراق (سبحان الله، يحيي العظام وهي رميم!)... وعايش بعد أربعة عقود تمتلئ ذاكرته بالذكريات... يحنّ للماضي الجميل، إذ المنافسة الشديدة على لقب أندية الخليج... كان أمين عام نادي أحد السعودي والمشرف على جهاز كرة السلة والآن عضو اللجنة الفنية بالاتحاد العربي لكرة السلة والمسئول عن أنشطة الاتحاد العربي في الخليج.
فايز عايش (بوعبدالله) خص «الوسط الرياضي» بالحديث عن ذكرياته وعن كرة السلة الخليجية.
قال بوعبدالله: «بدأ مشواري مع كرة السلة في العام 1387 هجرية، أي قبل 40 عاما، وكنت أمينا عاما لنادي أحد، بالإضافة إلى الإشراف على كرة السلة بالنادي، وعاصرت بطولات الخليج للأندية عندما كانت بنظام الذهاب والإياب، وفي إحدى السفرات للبحرين لخوض مباراة أمام الأهلي البحريني، كان الحجز على متن طيران الخليج والذي قام بالحجز سكرتير النادي في المدينة المنورة ولم أكن أعلم بأن حجزنا على قائمة الانتظار ولم أبلغ بذلك من سكرتير النادي، ولما وصلنا إلى الظهران في مساء يوم الأربعاء للمغادرة على طيران الخليج أي ليلة المباراة بعد الظهر فوجئنا بأن حجزنا على الانتظار ولم يكن الجسر وقتها قد أنشئ بعد، وكان لحسن الحظ أن هناك رحلات متكررة للبحرين، وأوعز المسئولون بالمطار على تخصيص قائمة الانتظار لفريق أحد، ما دعانا إلى أن نسكن بفندق قريب من صالة السفر، وبدأنا في ترحيل الفريق على دفعات وكنت من ضمن الدفعة الأخيرة، إذ وصلنا للمنامة في ظهر يوم الخميس ،وقبل المباراة بـ 5 ساعات ورغم الإرهاق والمشقة التي لاقيناها إلا أننا تمكن من الفوز على الأهلي القوي جدا.
وأخرى كانت أمام الكويت الكويتي وكان موعد المباراة تزامن مع امتحانات نصف العام الدراسي وكان معظم اللاعبين بالفريق لدينا طلاب، ورفض اتحاد الدول الخليجي في وقتها تأجيل المباراة، واضطررنا إلى السفر من دون اللاعبين الطلاب وفعلا تمكنا من الفوز في تلك المباراة بسبعة لاعبين فقط.
ومثل هذه البطولات خلقت فرق السلة في دول الخليج وهيأت المنشآت الرياضية وعلى سبيل المثال كان السد ممثل قطر يلعب على صالة القوات المسلحة وكذلك الوصل في الإمارات يلعب على ملعب الجيش في المنطقة العسكرية الوسطى، وكانت هناك صالة وحيدة في المدينة المنورة، أما الآن فأصبح هناك الكثير من الملاعب والصالات الرياضية، وبطولات الخليج أيضا كان لها الفضل في إشهار اللعبة ورفع مستواها وإقامة المنشآت الرياضية وعلى ضوء ذلك وصل المنتخب القطري إلى كأس العالم.
وبطولات الخليج أفرزت خامات ماهرة ومبدعة مثل: علي كانو في البحرين ،وفيصل بروسلي في الكويت وعبدالعزيز المولد في السعودية، والحقيقة أن اللاعب في السابق كان مخلصا لهوايته ويتفانى فيها على رغم شح الموارد ونقص الإمكانات على مستوى الاحتكاك والتدريب والأجهزة اللازمة ولكن يحرص اللاعب على رفع مستواه، بينما لاعب اليوم رغم توافر كل الإمكانات إلا أن مشكلات الحياة الآن تعددت، علما بأن اللاعب يمكنه أن يعزز مهاراته ويرفع من مستواه الفني عبر التلفاز.
وكان نادي أحد يعتمد على اللاعبين الوطنيين بينما يوجد اللاعب الأجنبي في دول أخرى ولعب روكي الأميركي مع الوحدة الإماراتي ثم العربي وقطر القطريين وكان يدافع عليه عبدالعزيز المولد دفاع رجل لرجل قبل أن تعتمد 3 نقاط كان يحرزها عليه فكان نادي أحد يحقق النتائج من دون أجانب.
خلال 30 ثانية هزمنا طلال
كان ذلك في إحدى البطولات الخليجية للأندية وكان لقاء الحسم بين أحد السعودي والأهلي البحريني في لقاء الإياب بالمدينة المنورة وكنا متقدمين على الأهلي بفارق 5 نقاط في آخر 30 ثانية على النهاية وكنا نعتقد بدنو اللقب الخليجي منا ويأخذ لاعب الأهلي طلال موسى الكرة حيازة ويسجل 3 نقاط بعدها هاجمنا في الوقت المتبقي وقدره 17 ثانية ولكن فقدنا الكرة وبالخطأ والطريقة نفسها تتحول الكرة إلى طلال الذي لم يتوان في تسجيل 3 نقاط قاتلة مع الثانية الأخيرة قاد بها فريقه للفوز وخطف كأس البطولة للأهلي وسط دهشة الجميع.
تجنيس قطر قاده للعالمية
اعتبر بوعبدالله تجربة قطر مع التجنيس ناجحة، إذ قادته إلى العالمية، وقال: «لقد سخرت قطر مواردها المالية في بناء المنشآت الرياضية الحديثة واستقطاب اللاعبين الجيدين، إذ استفادت من إمكاناتها في التأهل لكأس العالم، وقطر بغير هذا الأسلوب لا تستطيع أن تصل للعالمية، لا من حيث الكم ولا الكيف، إذ تنشئتنا في المنطقة الخليجية تتصف بقصر القامة بالإضافة إلى أن عدد سكان قطر لا يساعد على إيجاد لاعبين لكرة السلة، كذلك في سائر دول الخليج ولو أتيح للمسئولين الخليجيين مثل الذي أتيح للقطريين لما توانوا، وأعتقد أن ما قامت به قطر رفع علمها في المحفل العالمي.
وكل دولة ولها أهدافها ،وتوجهاتها وترى ما في صالحها ويجب أن يكون هذا الهدف مقنعا والذي يختلف من دولة إلى أخرى، والمقيمون في البحرين لهم حق المواطن، ولكن أنصح المسئولين في البحرين التركيز على اللاعبين الصغار وبناء فرق القاعدة من سن 8 سنوات فما فوق، وألا تكون الأندية وحدها بل يجب أن تشاطرها المدارس في تهيئة اللاعبين الصغار، وإذا جدينا في البحث المبكر والاعتناء بالقاعدة فمن الممكن أن نصنع فرقا قوية ومنافسة، والرياضة ليست مجرد ممارسة وإنما ممارسة من أجل تحقيق المنافسة التي تحتاج إلى تخطيط طويل الأمد يتجاوز 8 سنوات، والتطعيم يجب أن يكون من الأدنى إلى الأعلى مثلا من فرق الأشبال إلى الناشئين ،ومن الشباب للأول وهكذا ويجب أن يتصف بالاستمرارية.
الاحتراف يوجد الرابط
وأيد بوعبدالله تجربة الاحتراف في بعض الأندية لدينا وأثنى على نموذج فريق سترة السلاوي وتعامله مع جميع اللاعبين، وقال: «يبدو أن الاحتراف يؤدي إلى نتائج جيدة ؛لأن الاحتراف يوجد الرابط بين اللاعب والنادي وهذا هو الاحتراف المستتر ومن شأنه أن يزيد حرص اللاعب ويجعله يجد في سبيل ناديه».
الألعاب المصاحبة للاحتكاك
وقال بوعبدالله: «نحن نعارض الألعاب المصاحبة وألا تكون هي البطولة الرسمية، إذ من الصعب مزاحمة كرة القدم والإعلام والتركيز يكون على كرة القدم بينما باقي الألعاب يتجاهلها، وصحيح أنها أفادت على مستوى اللاعب والمنتخب ؛لأنهما يلعبان من دون ضغوط ولا يوجد التزام أو مطالبة بتحقيق نتائج، لذلك من الأجدى أن تعتبرها الاتحادات الخليجية للمشاركة واكتساب الخبرة والاحتكاك ولو كانت على مستوى الفرق الأولمبية ومنتخبات الشباب لكانت أنفع».
السعودي سيشارك
ونفى بوعبدالله ما تردد عن تجميد مشاركات المنتخب السعودي لكرة السلة لمدة سنتين من أجل بناء منتخب قوي، وقال: «ليس بصحيح أن يوقف الاتحاد السعودي مشاركة المنتخب بدليل أنه سيشارك خلال الاستحقاقات المقبلة وأولها البطولة العربية بالقاهرة كما سينضم بطولة الأندية العربية للأندية في جدة».
خطة لتطوير الحكام
وكشف بوعبدالله عن خطط مستقبلية؛ لتطوير الحكام الخليجيين، وقال: «تمت الموافقة على المقترحات التي تقدم بها عضو اللجنة الفنية منصور الأحمري التي تعنى بتطوير الحكم الخليجي وتحسين من أدائه أثناء إدارة المباريات ومن ضمنه أن يكون هناك تبادل بين الحكام ومشاركة الحكم الخليجي في الدوريات الخليجية وصقل الحكم عبر الدورات التدريبية وذلك لرفع مستوى الحكم الخليجي ورفع الحرج عن الحكام المحليين في اللقاءات المحلية ذات الصبغة الخاصة والمهمة، كما قدم اقتراحا أن يترشح حكمان من كل دولة لحضور دورات تنظمها اللجنة الفنية لصقل الحكام مع إقرار إدارة المباريات بثلاثة حكام ابتداء من البطولات المقبلة، وهناك توصية من الاتحاد الدولي بتنفيذه وفعلا فقد نفذ في بعض الدول الخليجية ما عدا الكويت وعمان».
حكامنا أفضل من الأجانب
وأبدى بوعبدالله تحفظه في الاستعانة بالحكم الأجنبي خلال البطولات الخليجية، وقال: «لا أفضل أن نستعين بالحكم الأجنبي وخصوصا أن المرشحين من الاتحاد الدولي يكونون أقل مستوى من حكامنا لذلك لا أحبب وغير موافق عليهم ولكن ما يحدث أن الدول الخليجية المستضيفة للبطولة هي من تطلب حكاما محايدين أجانب ومن غير اللائق أن تنظم إحدى الدول بطولة باسم اللجنة التنظيمية وتقوم بكسر لوائحها».
فايز عايش
كان فايز عايش أمين عام نادي أحد السعودي والمشرف على جهاز كرة السلة قبل أن يتدرج المناصب السلاوية ويصبح عضو اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي وعضو مجلس الإدارة بالاتحاد السعودي لكرة السلة بعدها حظي بعضوية اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون ولفترات متكررة ثم نال عضوية الاتحاد العربي لكرة السلة ووصل الآن إلى عضو اللجنة الفنية بالاتحاد العربي لكرة السلة ومرشح من دول الخليج وإذا أقيم أي نشاط للاتحاد العربي في الخليج سيكون فايز عايش المسئول الأول عنه.
العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ