سباق الجولة الافتتاحية بأستراليا لم يكن بتلك الإثارة والمتعة المرتقبة من هذا الموسم الجديد، ولعل السبب أن حلبة ألبرت بارك يصعب التجاوز فيها وهذا ما هو معروف عنها، فيكون عنصر الإثارة منعدما نوعا ما، والتجاوز على مضمارها شبه محال، في الوقت نفسه شهدنا بروز بطل شاب وجديد في عالم الفورمولا 1 سائق فريق الماكلارين وهو الفريق الذي من الواضح انه عازم هذه المرة على تحقيق اللقب.
وشاهدنا أمرا غريبا حدث في سباق الجولة الافتتاحية في أستراليا أثار فضول الكثيرين، عندما جعل فريق الماكلارين سائقهم الثاني البريطاني لويس هاملتون يتأخر نوعا ما في منطقة الصيانة لجعل ألونسو يتقدم عليه، مع أن هاملتون كان بإمكانه أن يتقدم على ألونسو، وقد لاحظنا هذا في أكثر من موقف، ومن خلال لقاءاتي اليومية التي أجريها مع المهتمين بسباقات الفورمولا 1 والمتخصصين فيها، بعضهم أكد أن الماكلارين تعمد تأخير هاملتون وجعل ألونسو يتقدم عليه، وآخرون أكدوا أن الفريق لم يقم بأي غش وكان ألونسو أسرع من هاملتون، وإن حاول الفريق القيام بمثل هذا الأمر فلن يستطيع لأن الاتحاد الدولي يتابع كل خطوة يقوم بها الفريق حتى الاتصالات بين السائق والفريق مباشرة وتعرض أجزاء منها على التلفزيونات، وفي رأيي الشخصي فإن الفريق استطاع الإفلات هذه المرة من الاتحاد، ولا أعتقد في المرة الثانية سيستطيع تكرراها مرة أخرى. عموما فإن لويس هاملتون كان مفاجأة الموسم وسيكون مصدر إزعاج لكثير من السائقين، كما سيسبب الكثير من الإرباك لهم، وسيكون سباق ماليزيا من أجمل السباقات، إذ سيشهد هذا السباق الكثير من المفاجآت، وخصوصا أن الجو في ماليزيا يتسم بالحرارة العالية في هذا الوقت والرطوبة النسبية العليا والأمطار الغزيرة، كما ستثبت لنا محركات السيارات قوتها وجدارتها في هذا الجو وخصوصا الماكلارين الفريق الذي قام بالكثير من التعديلات على محركه ليتحمل مثل هذه الأجواء المتقلبة، أما بالنسبة إلى سباق البحرين فيعتبر الانطلاقة الفعلية للبطولة، إذ تعتبر معظم الفرق الجولتين الأولى والثانية تجربة فعلية لمحركاتها وسائقيها الجدد، لذلك أكثر الأضواء تسلط على سباق البحرين، إذ إن الجو فيه يكون مناسبا لسيارات الفورمولا 1 وخصوصا عامل الحرارة.
فريق الرينو صاحب لقبي الموسمين الماضيين يتضح أن الفريق في هذا الموسم سيكون بعيدا من المنافسة الحقيقية ودائرة اللقب، وهذا ما رأيناه من مستوى قدمه لنا في أستراليا، وأثبت الفريق أنه من دون سائقهم الإسباني لا يستطيعون تحقيق شيء، وصحيح أن سائقهم فيسيكلا سائق ذو موهبة رائعة، وأصبح الوضع يسمح له بإبراز نفسه أكثر الآن، إلا أنه غير قادر على قيادة الفريق على طريق اللقب، ولا تؤثر شيئا كل تصريحاتهم التي يدلون بها يوميا، فهي مجرد غطاء على ما قدموه، وسيقومون بإدلاء الكثير من التصريحات لاحقا بعد أن يقدموا عروضا متواضعة.
العدد 1672 - الأربعاء 04 أبريل 2007م الموافق 16 ربيع الاول 1428هـ