العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ

بوكمال: «التلفزيون» ليس بالمستوى المطلوب... وتغييرات جذرية قريبا

مدينة عيسى - عقيل ميرزا، صادق الحلواجي 

05 نوفمبر 2008

أكّد وزير الإعلام جهاد بوكمال في مؤتمر صحافي عقد ظهر أمس (الأربعاء) في مبنى وزارة الإعلام بمدينة عيسى، أنّ مستوى هيئة الإذاعة والتلفزيون ليس بالمستوى المطلوب حاليا، وأنّ هناك مساعي حثيثة من قبل الوزارة ممثلة في الرئيس التنفيذي للهيئة؛ لتحسين أوضاعها والرقي بها من خلال إحداث تغيرات جذرية قريبا.وذكر بوكمال أنّ «الوزارة تقدر جميع الأمور التي تحدث حاليا، وأنّه ليس هناك أية مشكلات قائمة في الهيئة بحسب ما تناقلته بعض الصحف المحلية».

وذكر بوكمال أنه «أعدّ تقريرا يتعلّق بعدد طلبات بعض الصحف المحلية بشأن إصلاح الأوضاع في الوزارة، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، التي بلغت 84 طلبا على مستوى 5 صحف محلية يومية، ما يعني أنّ المطالب المرفوعة هي مطلب شعبي وطني الكل يتطلع إلى تحقيقه».

وفيما يلي نص أسئلة وإجابات اللقاء الذي أجراه وزير الإعلام جهاد بوكمال والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون ووكلاء الوزارة المساعدون وعدد من المسئولين، مع رؤساء تحرير وأقسام الصحف المحلية:

جهاز هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين ما زال متأخرا قياسا بدول مجلس التعاون والشرق الأوسط، وهو لا يتمشى مع حجم الثقافة والتعليم الذي يتمتع به شعب البحرين أساسا؛ أي لا يتماشى مع المستوى الثقافي فيها، فنحن نحتاج إلى تطوير الكوادر التلفزيونية والإذاعية في الوقت الذي تتوافر فيه كل التقنيات والأدوات المساعدة لذلك، فكيف يمكن أنْ يتطوّر هذا الجهاز؟

- الوزير: حقيقة ليس هناك نجاح لأية مؤسسة سواء أكانت إعلامية أم تجارية أم صناعية وغيرها، إلا من خلال الكوادر المتطوّرة التي نفتخر بها نحن حاليا. للإيضاح بصورة أكبر، فإن هناك الكثير من المؤسسات مطروحة للبيع لكنها تُقيّم بالعنصر البشري الموجود فيها أوّلا قبل النظر لأي مقياس آخر. فالخطوات التي تم اتخاذها منذ أنْ تولى الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون أحمد نجم مسئولية رئاسة الهيئة هو تهيئة العنصر البشري، وخلق بيئة عمل مناسبة؛ لتحقيق أيّ نجاح وعلى أي مستوى، علما أننا لا نختلف بشأن إدراك عدم الاستقرار وعدم التوازن في أداء الهيئة خلال الفترة السالفة والحالية، على رغم من التحسن الملموس الذي طرأ عليها مؤخرا.

8 شواغر في «الإعلام»

بما أنّ الوزارة في صدد تطوير وإحداث تغيرات شبه جذرية في أداء الهيئة، هل هناك توجه لدى الدولة لضخ موازنة أكثر لمواكبة ما تحتاج إليه الوزارة أو الهيئة تحديدا في المستقبل؟

- الوزير: الشأن المالي مهم جدا وضروري، ولكن لا يخفى على أحد وجود العديد من التحديات الواجب حلّها ومواجهتها أولا، إذ هناك نقطة جوهرية بأنّ النجاح يأتي نتيجة نجاح أولي، فينبغي المضي في الإصلاح تدريجيا، فكلّ الأمور تأتي تدريجيا، وبالتالي يكون الشأن المالي محل دراسة على رغم من ضرورته.

وردتْ أنباء بشأن أنّ تعيين أحمد نجم رئيسا تنفيذي للهيئة من الخارج سبب حدوث المشكلات بداخل الهيئة، هل هذا صحيح؟ وما تعليقكم على ذلك؟

- الوزير: قبل الإجابة سأذكر أمرا ما، فإنني عندما تسلّمت الوزارة كُتب عليّ أنني الجسد الدخيل على وزارة الإعلام، وهو ما دفع بي نحو تحقيق النجاح بصورة أكبر لكلّ الموظفين والإدارات والأقسام، علما بأنّ وزراء الإعلام في مختلف دول العالم ليسوا من أهل الإعلام أصلا. وأنّ التعذر أنّ هذا المسئول من خارج الجسد والطريق الإعلامي ليس بأمر صحيح.

كما أشير إلى أنّ هناك 9 مناصب إدارية في هيئة الإذاعة والتلفزيون كانت شاغرة، وهي من ضمن التحديات التي كنّا نواجهها، فعند وصول أحمد نجم قلل عدد الشواغر الـ 9 إلى 8 شواغر.

إنّ أحمد نجم أو غيره لن يعتبر دخيلا على الهيئة بأيّ شكل من الأشكال؛ لأن البعض لم يكن قادرا على التأقلم مع التغيرات الإيجابية والتدويرات التي كانت تحصل خلال عهد الرئيس الجديد، ولذلك لم يكونوا متقبلين للوضع واعتبروه مضايقات ومشكلات.

كما أننا لم نستعجل في أية خطوة ما، وأنّ تسبب أحمد نجم في حدوث مشكلات في الهيئة أمر غير صحيح، ولأي موظف الحق في أنْ يثبث ما يقوله بشأن تعرضه لمشكلات أو مخالفات مع الرئيس الجديد، علما أنّ الإذاعة تحتوي ما يقارب 1000 موظف، ونحن مطالبون في الحفاظ على المال العام.

نجم: الوضع مناسب لعودة الكفاءات المهاجرة

من خلال التسريبات الإعلامية، يُثار وجود هجرة من قبل المذيعين والمذيعات من تلفزيون وإذاعة البحرين بشكل عام، هل ذلك صحيح؟ وإذا كان ذلك موجودا ما هي الأسباب؟

- نجم: إنّ ما حدث قبل تسلمي منصب رئاسة الهيئة موضوع آخر ولا علم لي به، علما أننا نثق تمام الثقة بالكفاءات والعنصر البشري البحريني ولا يمكننا التخلّي عنه بهذه الطريقة البسيطة.

وأمّا حاليا فإنه لم تحدث هجرة من الهيئة، بل هناك أفراد مهاجرة للهيئة نفسها، فنحن أمامنا ظروف مواتية وسليمة لعودة الكفاءة التي خرجت من الهيئة.

الكثير من الأفراد يأخذ على أنّ هيئة التلفزيون بعيدة كلّ البعد عن نبض المواطن والشارع البحريني، ما تعليقكم على ذلك؟

- الوزير: نحن نتطلع للتفاعل مع نبض الشارع بصورة مباشرة، ونحن نريد أنْ نجعل من الهيئة مرآة المجتمع البحريني بصورة فعلية، ولكن لابدّ من تطوير العنصر البشري أوّلا وقبل كل شيء. وأؤكد أن تلفزيون البحرين سينزل للشارع قريبا إن شاء الله، وذلك حتى على مستوى الحراك السياسي.

لماذا لا يتم بث جلسة مجلس النوّاب على الهواء مباشرة على شاشة تلفزيون البحرين؟

- الوزير: جلسات النوّاب لا يمكن بثها مباشرة؛ لأنه يتطلب تفريغ شاشة التلفزيون لمدة تفوق الـ 6 ساعات أحيانا، وبذلك سنؤثر بشكل غير طبيعي ومعقول على باقي برامج التلفزيون، علما أن هناك رغبة نيابية في ذلك.

هل ما أثير بشأن عدم قيام الهيئة بتسليم مناصب قيادية لبحرينيين؛ نظرا لعدم الثقة فيهم هو أمر صحيح؟

- نجم: ثقة الهيئة والوزارة عامّة بالبحرينيين موجودة على المستوى المحلي والعالمي، وما حصل قبل استلامي للهيئة هو موضوع آخر كما أشرت سالفا، ولكن عند الحديث بعد تنصيبي رئيسا، فإنّ الهيئة عينت عددا من الموظفين في مناصب قيادية مباشرة، وليس قائمين بأعمال فقط.

لجان التحقيق

لمصلحة الموظف

هناك مخاوف من أنّ بعض الموظفين باتوا يتعرّضون للانتقاصات بشأن بعض حقوقهم، فما هي الحلقات التي وضعها رئيس الهيئة للحفاظ على حقوق من أعطوا كلّ ما لديهم في خدمة الهيئة، فما هي الضمانات في ظل المخاوف من حدوث استقالات أخرى؟

- الوزير: لجان التحقيق جاءت لحماية الموظف، وليس للإضرار به، وليس لدينا أيّ شك في أن كل هذه الطاقات أنتجت وأعطت، وأنا واثق من أنّ هذه اللجان ستنصف الموظفين، علما أنّ القانون كفل للموظف أن يدعوا من يشاء؛ لأن يكون إلى جانبه ويدعمه في عمل لجنة التحقيق.

فنحن لماذا نتخوّف من لجان التحقيق حين يكون موقفنا سليما وواضحا؟ فإذا كانت لجان التحقيق خطأ، فلماذا وجدت في القانون؟

- نجم: التحقيق والتأديب فصل من الفصول الموجودة في قانون الخدمة المدنية، ونحن كهيئة ننضوي تحت الخدمة المدنية وقانونها، فالتحقيق والتأديب أمر ضروري للموظف بشأن أية قضية؛ لأنه لا يجوز فصله إلاّ بعد التحقيق معه، فإنّ التحقيق فرصة للموظف لحماية حقوقه وإثبات كلامه ودفاعه عن نفسه، فهي قد تكون منصفة للموظف. علما أنّ الرئيس التنفيذي لن يستطيع أخذ قرار أي قرار بشأن الموظف إلاّ بعد لجنة التحقيق. كما أؤكد أنّ هناك ضمانات موجودة للموظفين.

وزارة الإعلام في البحرين لديها طبيعة خاصة تختلف عن باقي الوزارات في الدولة، إذ يتخوّف الموظفون كثيرا للاتجاه للنقابات العمالية؛ لنقل شكاواهم، فهل هناك فكرة بشأن تشكيل نقابة؛ لتكون لهم أكثر فاعلية مع الجهات العمّالية التي تحمي حقوق الموظفين والعمّال؟

- الوزير: ينطبق على وزارة الإعلام ما ينطبق على كل وزارات الدولة الأخرى، فإنّ الوزارة ستوفر النقابة حال كان ذلك مسموحا بحسب الوضع.

يشتكي بعض الموظفين من موضوع التدوير التوظيفي في الهيئة، فهل هو أمر ضروري؟

- الوزير: حقيقة لم تكن هناك آلية منظمة في سير العمل اعتمادا على الكفاءات، فإنّ هناك مخرجين يعملون كمذيعين، ومذيعين يعملون كمخرجين على سبيل المثال، علما أنّ رتابة العمل تقتل الإبداع، فإنّ عملية التدوير تعطي الفرصة؛ لتطوير كل الكفاءات.

وهل هناك خطة للحفاظ على الكادر الذي أعطى الكثير للهيئة سابقا؟

- الوزير: لن نفرّط في أي قدرات قادرة على إنجاز أمور نفتخر بها جميعا.

- نجم: التحدّي الذي أمامنا هو كيفية استثمار الإبداع الذي يمتلكه المواطن البحريني، فنحن لابدّ لنا أن نتحسس نقاط القوّة في الهيئة. علما أنّ هناك إنتاجا جدا متطورا للهيئة خلال هذا العام، فإن التحدّي هو أنْ يشاركني الطرف الآخر في هذا التحدي.

كما أودّ الإشارة في هذا الصدد، أنّ الهيئة تعمل حاليا على إيجاد قرية تراثية في مملكة البحرين تستثمر فنيا من الداخل وحتى من الخارج تعود منفعتها في الأساس على الهيئة.

بوكمال: تجديد الكوادر قادم لا محال

ماذا بشأن المذيعين والمذيعات القدامى الذين أصبحوا مسنين بحسب كلام المواطنين وهم مازالوا يذيعون البرامج والنشرات الإخبارية؟

- الوزير: الموظفون القدامى من مذيعين ومذيعات هم من أسسوا البدرة الأٍساسية للكفاءات، وأقول إن تجديد الكوادر وتطويرها قادم لا محال، فنحن أمام تحدي اكتشاف المواهب التي هي بحاجة إلى تطوير.

- نجم: نحن لا ننظر للوجوه، بل ننظر للمحتوى والفكر.

كيف أو هل هناك دور تستطيع أنْ تلعبه وزارة الإعلام في تقريب وجهات النظر للمجتمع البحريني؟

- الوزير: نعم، فنحن نسعى لتحقيق ذلك باعتباره أحد الأهداف الرئيسية لمشروع جلالة الملك الإصلاحي، وهو من الأولويات القادمة في المستقبل القريب التي سيلتمسها الجميع.

ماذا عن تطرق مقص الرقابة للبرامج والحلقات التي تبث عبر التلفزيون والإذاعة؟ فبعض مقدّمي ومعدّي البرامج يشكون من ذلك.

- الوزير: نحن نتشرف بكلّ البرامج، لكن نحن نخضع لقانون ولإطار لا يمكن تجاوزه؛ لأن التلفزيون والإذاعة عنصران أساسيان في بناء المجتمع، و ما هو زائد على اللوم ومخالف لا يمكن نشره.

تحدثتم عن تطوير العنصر البشري في الهيئة، وإحداث تغيرات جذرية ملموسة في الأداء خلال الفترة المقبلة. فهل هناك جدول زمني لذلك أو خطة محددة؟

- الوزير: الوقت الزمني لنجاح الخطة يعتمد على الموازنات وأمور أخرى، وطموحنا مرتبط بالكثير من الأمور، لكن لا يُوجد خط سير أو فترة محددة في الشأن المذكور؛ لأنّ العملية لابدّ أنْ تكون مستمرة، وإلاّ فإنّ التطوير والتحديث لا يكون في حال كان يقف عند مرحلة معيّنة، لكن بالإمكان القول أن هناك تغيرا ملموسا بشأن البرامج المقدمة لهذا العام، ونسعى بقدر الإمكان؛ لتحقيق الأفضل.

ماذا عن التصريحات بشأن فتح قنوات تلفزيونية جديدة في البحرين؟

- الوزير: لا توجد هناك تصريحات بشأن قنوات جديدة حاليا، لكن نحن في انتظار قانون يصدر في ذلك حاليا، علما أنّ هناك طلبات لا يُستهان بها رفعت للهيئة.

- نجم: التحقيق والتأديب فصل من الفصول الموجودة في قانون الخدمة المدنية، ونحن كهيئة ننضوي تحت الخدمة المدنية وقانونها، فالتحقيق والتأديب أمر ضروري للموظف بشأن أية قضية؛ لأنه لا يجوز فصله إلاّ بعد التحقيق معه، فإنّ التحقيق فرصة للموظف لحماية حقوقه وإثبات كلامه ودفاعه عن نفسه، فهي قد تكون منصفة للموظف. علما أنّ الرئيس التنفيذي لن يستطيع أخذ أيّ قرار بشأن الموظف إلاّ بعد لجنة التحقيق.

- الوزير: نحن لا نمنع أحدا من التصريحات لوسائل الإعلام بالطرق ووجهات النظر الصريحة والعقلانية، ولكن لا يُقبل أنْ تصل الأمور لحد التجريح، فالذي كم قيل بعض الموظفين في الهيئة عبر تصريحاته للصحافة حدث إساءة لنا جميعا. علما أننا نود أن نخدم كل الموظفين.

العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً