العدد 1680 - الخميس 12 أبريل 2007م الموافق 24 ربيع الاول 1428هـ

التحكيم... أهم تحديات اتحاد اليد!

محمد أمان sport [at] alwasatnews.com

رياضة

إذا لم تكن فردا محايدا حينما تتابع مباريات دوري اليد للدرجة الأولى أو الشباب وحتى الناشئين، أنت بحاجة إلى قلب قوي وأعصاب هادئة جدا حتى تواصل مشاهدة المباراة سواء في الصالة أو في التلفاز إذا نقلت، وإلا عليك ألا تتابع الدوري؛ لأنك لن تصبر كثيرا على المآسي التحكيمية في هذا الموسم تحديدا، فما نشاهده اليوم أصبح لا يطاق وأصبح خارج المعقول، والأسماء التي تدير دوري زعماء الخليج لا تتناسب مع مستواه (أعني الغالبية)، وفي الوقت الذي من المفترض أن يرتفع المستوى العام للتحكيم بموازاة المستوى العام للدوري، نرى تناسبا طرديا يهدد مسيرة اللعبة، ويهدد بازدياد حالات مرض الضغط والقلب، وفي النهاية إذا كنت محايدا فعليك الضحك وتوزيع الابتسامات فقط، وإلا ماذا تقول أو تفعل؟!

وأعتقد أن الاتحاد الحالي يعرف جيدا هذه المشكلة الكبيرة، وهي أهم المشكلات، وهذه المشكلة لا يتحملها هو وحده بل حتى الاتحادات السابقة تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية، ولذلك فإن اتحاد عبدالرحمن بوعلي يجب أن يبذل جهدا جهيدا في الفترة المقبلة لإعادة صوغ التحكيم ورفع مستواه، والمسألة ليست بحاجة إلا للرغبة من قبله، وفتح الموازنة لحملة التغيير والتصحيح في التحكيم، وإذا ظل الوضع كما هو عليه الآن سيأتي يوم، وهذا اليوم قريبا جدا، لا نجد فيه حكاما في لعبة كرة اليد يستسيغهم الناس، ويقبلون أن يديروا مباريات لهم.

واللافت أن لعبة كرة اليد هي اللعبة الجماعية الوحيدة التي تعاني من هذا الضعف، ففي كرة القدم حكام مستواهم راق جدا يديرون المباريات الدولية المهمة، ولهذا ليس من اليوم بل هو امتداد لحكام بارزين في السابق، وفي كرة الطائرة بالإضافة إلى السلة نجد اللعبتين زاخرة بالحكام الدوليين المميزين الذين ينتظرهم المستقبل، بينما في كرة اليد طاقمان دوليان متقاعدان، وطاقمان دوليان أحدهما للتو حصل على الدولية بعد سنوات من الفراغ، والبقية بين درجة أولى وثانية وثالثة!، ولذلك فإن الاتحاد أمام تحد كبير، وهو أهم التحديات، فإذا كان قد نجح في استضافة كأس العالم للناشئين، وهذا نجاح كبير، أعتقد أن حل مشكلة التحكيم أو البدء في حلها يعتبر نجاحا أكبر له.

لجنة الحكام بالاتحاد

بغض النظر عن اللغط الحاصل تجاه هذه اللجنة، وعدم رضا البعض على أدائها في هذا الموسم، نقدر لها الظروف، ونعرف تماما أنها لا تملك الحلول اللازمة أو الحلول التي تدعم أداءها وأعني نوعية الحكام والمستوى العام لهم، ولكن أعتقد أن اللجنة الحالية بتركيبتها بحاجة إلى إعادة نظر في الموسم المقبل، وأتمنى من الاتحاد أن يقوم بدارسة جديدة لوضع اللجنة الفنية عموما، فالشكل الجديد للجنة طيب، ولكن يجب وضع بعض الضوابط للجنة الحكام تحديدا حتى لا تقع في فخ المشكلات مع الأندية، فالرئيس لابد أن يكون حكما متقاعدا سابقا يفهم حيثيات الأمور، فالتحكيم في النهاية وظيفة لا يعرفها إلا أصحابها، فمن الصعب أن تأتي بمدير بنك حاصل على الدكتوراه وتطلب منه قيادة لجنة حكام، هذا ليس عمله وليس اختصاصه، فقد يقبل وإذا قبل سيفشل بالتأكيد، والحال ينطبق على الأعضاء، يجب أن يكونوا من النوعية ذاتها، حكاما متقاعدين أيضا، وهنا لا نشكك في نزاهة اللجنة الحالية، بل نشكرها ونقدر لها عطاءها، ولكن لي نظرتي الخاصة، ولي مبرراتي وسأتحدث عنها لاحقا.

آخر الكلام

يقال ان الرياضة فوز وخسارة، ويقول آباؤنا الكبار «الخسارة خسارة العمر»، والتجاوزات التي نلاحظها من الجماهير الكريمة في الصالات صارت عادة، وهذه العادة مرفوضة تماما، أخشى أن يصل بنا الأمر لأن نحصد روحا، كما حدث في السعودية قبل سنتين أو أكثر، المسألة في النهاية لا تستحق كل هذه التصرفات، ولا يستحق الأمر أن تخسر روحك لصافرة حكم، والدور على الاتحادات الثلاثة كبير لوقف هذه التجاوزات عند حدها، وكما يقال: «إذا فات الفوت... ما ينفع الصوت».

إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"

العدد 1680 - الخميس 12 أبريل 2007م الموافق 24 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً