العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ

السعداوي مُفَرَّغا... حاجتنا لا حاجته

قد تبدو قضية تفريغ المسرحي البحريني عبدالله السعداوي جزءا من أجزاء الرجعية البيروقراطية في دول العالم الثالث حين تقرأ المثقف أو حين تفهمه حتى حين تحاول توظيف إبداعاته. ولكن السعداوي - الذي نعرفه جيدا والذي بدأت سنون عمره تنقضي من دون تكريم حقيقي من قِبل الأجهزة المعنية بالثقافة والمثقفين في البحرين - يمثل أكثر مما قد تحاول بعض الأوساط الثقافية ترويجه.

عبدالله السعداوي هو «المسرحي» الذي أعطى البحرين الكثير، وهو «الإنسان» الذي يصنع فينا أحاسيسنا التي تقتلها «البيئة» وإفرازاتها. وأخيرا يبدو عبدالله السعداوي أشبه بـ «السياسي» البحريني الوطني الذي لم نره بعد.

لا يمتلك السعداوي الكثير، البعض يراه صعلوكا مهووسا بالفن والمسرح والكتابة في الفراغ، ويراه البعض الآخر رجلا يعيش زمان غيره. في ساعات تكريمه في «الوسط» لم يسأل السعداوي عن الرسالة التي سترسلها «الوسط» باسم المثقفين والمبدعين البحرينيين ولم يسأل عن تكريم «الوسط» له. كان مهووسا بإنجاز جديد لمسرح الصواري إذ يقدم أول مسرحية في صحيفة!

السعداوي المؤمن بالفن، وحده. الموجود في كل مكان على رغم آلام «الديسك» التي تعصف به لا يحتاج إلى «التفريغ»، نحن من نحتاج إلى أن نفرغه. هو لا يحتاج إلى التكريم بقدر ما نحتاج نحن إلى أن نكرمه، وهو لا يحتاج إلى إنسانيتنا في التعامل معه بل هي إنسانيتنا التي تحتاج إلى ذلك.

اليوم، يقف المثقفون وكلهم «أمل» في أن يكون لسمو رئيس الوزراء تدخل مباشر في هذا الرجاء الذي قدموه، يقف البحرينيون أيضا، وكلهم «قناعة» بأن تكريم السعداوي من «الدولة» هو واجب وطني. فحين يُكرّم السعداوي بيننا فإننا نكرم أنفسنا التي تحتاج إلى أن تدرك إنسانية هذا الرجل وتنحني لها بمحبة وصدق.

العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً