الممرض، ذلك الجندي المجهول الذي قلما يعطى حقه وتقدر مكانته في مجتمعاتنا وضمن الدوائر الرسمية، إلا أنه كان ولايزال ملاك الرحمة الذي لا يأل جهدا في تقديم يد العون والرحمة والعناية لكل من يريدها من دون اكتراث لما يعانيه هو، ووضعه المهني والاقتصادي.
ففي كل عام يحتفل العالم بيوم الممرض العالمي تكريما واحتفاء بالدور العظيم الذي يقوم به الممرض في شتى المواقف والظروف، فهو اليد المعطاءة والرحيمة أثناء الحرب والسلم والرخاء والشدة.
أفلا يجدر بنا أن يكون تاريخ 11 مايو/ أيار من هذا العام نقطة البداية لمراجعة جادة لحال التمريض في مملكتنا الحبيبة، وخصوصا أن وضع التمريض جليٌ للعيان، ولا يحتاج إلى الكثير من الكلام والتفسير والتمنطق، فالتمريض كالجسم العليل الذي نخره المرض فأعياه وأثقل كاهله، ولعلاج هذا المرض لابد لنا من تشخيص المرض من دون تقديم المسكنات، فلابد منه اجتثاثه وإن تطلب ذلك عملية جراحية.
فعلى سبيل المثال وذلك للتوضيح، لايزال كادر الممرضين يراوح مكانه من دون حراك، ومازال الممرضون يرزحون تحت وطأة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، ونحن هنا نطمح إلى وجود دعم أقوى لمهنة التمريض، من جانب المسئولين بوزارة الصحة، حتى لا يكون الممرض بين الأمرين، بين ظروفه الصعبة وظلم المجتمع له. وفي هذا الشأن نتمنى أن نسمع في الأيام القليلة المقبلة تطبيق كادر التمريض على أرض الواقع.
لا يأتي قولنا هذا في مكان توجيه الاتهام إلى وزارة الصحة بعينها، إذ لا تخفى على الجميع إنجازات الوزارة الجلية التي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد أو متعصب، وإنما أفتح هذا الأمر للارتقاء بهذه المهنة العظيمة والشريفة طامعا وبكل إخلاص أن تتطور ويتم التخلص من كل الشوائب العالقة بالجسم التمريضي، وفي هذا لابد من تكاتف الجهود بين كل من المسئولين في الوزارة والطاقم العامل في التمريض، وذلك من خلال الحوار الهادف والبناء. ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى بعض التوجهات البناءة من قبل وزارة الصحة وقسم التمريض بالرعاية الأولية للتمهيد لتفعل دور الممرض بشكل أوسع، فخطوة تعيين ممرضين للصحة المدرسية تنم عن اهتمام وزارة الصحة بتفعيل دور الممرض وإعطائه مكانة مهنية متقدمة، وهي خطوة مهمة لا يمكن تجاهلها، فالعمل التمريضي لا يقتصر على العمل داخل المراكز الصحية أو المستشفيات، بل يتعداها إلى العمل الميداني سواء من خلال المساهمة في الحملات الاجتماعية والنشاطات، أو من خلال العمل داخل إطار المؤسسة التعليمية والعناية بأبنائنا الطلبة.
وأخيرا، لا يسعني إلا أن أشكر المسئولين في وزارة الصحة، وعلى رأسهم وزيرة الصحة ندى حفاظ، والمسئولون في قسم التمريض، على كل الجهود القيمة والبناءة التي يقومون بها من أجل تطوير الخدمة التمريضية، وذلك من خلال التمهين وإعداد البرامج التدريبية بصورة مستمرة، كما أنني أتمنى أن تتسع صدورهم للملاحظات السالفة الذكر، فما هي إلا حرصٌ مني على هذه الوزارة والعلو بمهنة التمريض.
أحمد عبدالله عيسى
ممرض الصحة المدرسية
العدد 1708 - الخميس 10 مايو 2007م الموافق 22 ربيع الثاني 1428هـ
سلمت يداكم
تهنئه
تهنئة خاصه لممرض الصحة المدرسيه أ. أحمد عبدالله عيسى بهذه المناسبه العظيمه ونشد على ايدكم ونقول لكم يعطيكم العافيه.....