العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ

أحمد أمير: للفن البحريني مستقبل واعد

«المنتج المنفذ» طريقة جيدة على رغم استغلال البعض لها

لم تكن فترة الصيف تبدأ من دون سلام على المسرح في البحرين، وتحديدا ما قبل عشرين عاما من الآن، اذ كانت هذه الأيام بداية للقاءات والمشاورات والبروفات بين مختلف المسارح الأهلية والتجارية لتقدم ما لديها من إنتاج مسرحي للجمهور في فترة الإجازة التي تمتد ثلاثة أشهر تقريبا في تظاهرة فنية ممتعة ومميزة في الفكر والمضمون بإطار عائلي اجتماعي سياسي حتى أصبحت هذه العروض مقصدا للكثيرين إلى أن بدأت هذه التظاهرة بالانحسار بعد أن كنا نحسد عليها، إلا أن الحسد أصابها فافتقرت خشبات المسارح إلى نور الإضاءة وخطوات أقدام الممثلين بعد أن اختفى الوجود الشعبي للمسارح الأهلية في نتاجها السنوي ولم يعد لها حضور إلا من خلال العروض النوعية في المهرجانات والمناسبات الرسمية، وبقيت المسارح الخاصة في الساحة تعمل بأقصى ما لديها لتقديم عروضها في مواسم الأعياد والمناسبات مع ملاحظة تدني المستوى العام لهذه العروض التي أصبحت في إطار مفهوم التجارة الفنية أكثر تطلعا للكسب على حساب المضمون.

وعلى رغم كل ما يمر به المسرح البحريني والفن البحريني بشكل عام، إلا أنه أطلق أجنحة مجموعة من المواهب الشبابية التي تبشر بالخير في حق التمثيل، من هذه الوجوه الشابة الفنان أحمد أمير، الذي شارك في الكثير من الأعمال المسرحية، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الدرامية. «ألوان الوسط» ألتقت أحمد أمير فكان هذا اللقاء:

بداية، من أنت وما أعمالك؟

- أنا شاب بحريني دخلت الوسط الفني لحبي له... شاركت في مهرجان أوال المسرحي الأول في مسرحية «الجوشن» للمخرج محمد الحجيري، ومسلسل «عذاري» للمخرج محمد القفاص، ومسرحية «الفراغ» بإشراف الفنان المخرج أحمد الصايغ والمخرج طاهر محسن. كما شاركت في مسلسل «قيود الزمن» مع المخرج أحمد يعقوب المقلة. وانتهيت أخيرا من تصوير دوري في مسلسل «لحظة ضعف» مع زينب العسكري للمخرج محمد سلمان المقرر أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل، إضافة إلى مشاركتي في مهرجان أوال المسرحي الثالث في مسرحيتين وهما «المطحون» مع المخرج طاهر محسن و»ألوان أساسية» مع المخرج حسن منصور، ومهرجان الريف المسرحي الرابع في مسرحية «المختار».

ما الدوافع التي جعلتك تدخل المجال الفني؟

- الرغبة في التمثيل كانت موجودة لدي منذ فترة ليست بالقليلة، لكنني لم أتمكن من إظهارها بسبب الظرف الاجتماعي والسياسي سابقا... أما الآن ومع الانفتاح السياسي، بدت الوجوه المترددة لدخول الفن في السابق تمارس عملية الظهور، والنجاح الذي حققته تلك الوجوه شجّعتني لدخول في هذا المجال.

وكيف كانت مشاركتك في مهرجاني أوال و الريف المسرحيين؟

عموما، لا يختلف اثنان بشان أهمية المهرجانات الفنية التي تشكل متنفسا للممثلين لإثبات وجودهم في الساحة... وما يميّز مهرجان أوال المسرحي أن القائمين عليه يحاولون دائما التجديد فيه... فالمهرجان الأول أقتصر على أربعة أعمال... جميعها من إنتاج مسرح أوال. أما الثاني « على رغم أني لم أكن مشاركا فيه» زادت العروض فيه عن الأول وتعددت جهات الإنتاج، أما الثالث فقد تم استضافة عروض خليجية وعربية فيه... وهناك تتطوّر لافت في الجانب الإعلامي.

بعد دخولك المجال الفني ومشاركتك في هذه الأعمال هل أخضعت نفسك للتقييم؟

- التمثيل عالم لم أتصوّره قبل دخولي فيه... صحيح أنه متعب، إلا أنه ممتع جدا، وكان قراري الاستمرار فيه على رغم الضغوطات الاجتماعية... وأما بشأن التقييم الذاتي فأني أقول أنك لا تستطيع الحكم على إبداع الفرد في أي مجال من خلال أعمال قليلة... وعملية التقييم بيد المتابعين مـــن: مخرجين ومنتجين وجمهور وليست بيدي.

وأيهما تفضل: المسرح أم التلفزيون؟

- المسرح... فهو أبو الفنون، وهو الذي ينمي بشكل قوي كل أدوات الممثل من صوت وحركة و وإيقاع... لكن مشكلة هذا الأخير أن ظروفه في البحرين ظروف صعبة جداّ... حتى أنك لو مثلت أكثر من 20 سنة لن تجني ثمار عمل سنة واحدة في التلفزيون، وهذا الذي يجعل الكثير من الممثلين والممثلات يفكّرون في التلفزيون قبل المسرح.

كل ممثل يضع له حدودا وضوابط... أو خطوطا حمراء لا يتجاوزها في حال اختياره لأدواره، فما خطوطك الحمراء؟

- أولا التمثيل علّمني الجرأة، فلا أخاف من أحد أو أخجل، لكن بلا شك لدي خطوطا حمراء حالي في ذلك حال البقية، خصوصا إذا تعلّق الأمر بخدش حياء الناس.

هل تتفق مع من يقول ان تعامل المخرجين البحرينيين مع الممثلين قاسٍ؟

- «مو لهذه درجة عاد» ربما هناك جدية وحرص شديد على العمل، وهذا شيء لا يدعو للقلق فهي ليست مشكلة كبيرة تواجه الفن في البحرين... هذا الأمر موجود بصورة قليلة ومن يمارس ذلك فهو معذور؛ لأنه يريد للعمل أن يخرج بأحلى وأدق صورة ومع انزعاج الممثلين وحزنهم من هذا الأمر «البسيط» إلا أنهم يغضون الطرف وترجع المياه لمجاريها بعد التصوير ويوم عرض العمل.

ما رأيك في التمثيل عموما في البحرين؟

الدراما البحرينية بخير، خصوصا بعد استحداث طريقة «المنتج المنفذ» والقفزة في مجال الإنتاج... على رغم بعض الأخطاء التي ارتكبها بعض المنتجين والمنتجات من خلال استغلالهم لهذه الطريقة، إلا أن الوضع ليس مخيفا.

إن التمثيل في البحرين له مستقبل واعد؛ لأن الشروط الموضوعية والذاتية في بلدنا الحبيب متوفر إلى حد ما في الجانب الفني... والدور السياحي في البحرين أصبح بدرجة عالية ومتنوعة وبإمكان الفن أن يكون عنصرا فاعلا في هذا التوجه، بحيث يجتذب شرائح واسعة من السواح نحوه، والبلد تتفاعل فنيا بجدية، وهذا الذي دفع سواح كثيرين ومخرجين خليجين إلى القدوم للبحرين لتقديم مسرحياتهم وهذه المنافسة الشريفة أدت إلى تهافت المنتجين نحو الفنانين البحرينيين، وطلب الفنان الكويتي العملاق عبدالحسين عبدالرضا من المخرج البحريني محمد القفاص إخراج عمله القادم يعزز ما ذهبت إليه.

العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً