العدد 1720 - الثلثاء 22 مايو 2007م الموافق 05 جمادى الأولى 1428هـ

لجنة مسابقات اليد تحت المجهر

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

«ضربني وبكى، سبقني واشتكى»... مبدأ جديد بات يفرض نفسه ويطبق كلما سنحت له الظروف في مسابقات كرة اليد هذا الموسم، فبتنا وكأننا وسط مسابقات يغيب عنها النظام وتسيرها الأندية وقوتها.

ما يحدث حاليا في هذا الموسم المضغوط وضع الاتحاد تحت المجهر، أو ربما الاتحاد وضع نفسه في وضع محرج، وسط لجنة مسابقات باتت ضعيفة إلى أبعد الحدود في تطبيق القرارات التي تشرعها القوانين المتفق عليها من قبل الجمعية العمومية للأندية الأعضاء، فأمست هذه اللجنة تحت نارين، إما أن تقف إلى جانب منتسبيها أو أن تفتح لها باب الشتيمة وغضب الأندية وتصريحاتها النارية.

لقد أصبح الوضع الجديد الذي تعيشه مسابقات كرة اليد مخيفا إلى أبعد الحدود مع الأخطاء المتتالية التي تقوم بها لجنة المسابقات، على رغم مطالبات الجميع ومنها الصحافة أن تكون جدية وحازمة في قراراتها سواء في وضع التشكيلة المناسبة لطواقم التحكيم في جميع المباريات، أو في تطبيق قرارات قد تكون حاسمة بحق أندية كبيرة يخاف منها الاتحاد وبالتالي تطبيق القانون الذي قد يؤدي إلى حرب إعلامية للجهتين.

أصبحت الانسحابات الكثيرة التي يقوم بها الحكام العاملون في إدارة المباريات تفرض واقع جديد يشكل خطورة كبيرة لمستقبل كرة اليد البحرينية في ظل الخطوات غير الجدية التي يقوم بها الاتحاد في إيقاف هذه الانسحابات والبحث بشكل جدي عن المسببات التي تفرض هذا الواقع المر والمحزن، إذ مازلنا نتذكر انسحابات الموسم الماضي، لتعود لنا موجة الانسحابات هذا الموسم وبشكل أمسى أكثر خوفا من ذي قبل، والخطورة تأتي في انسحاب أبرز الحكام الموجودين حاليا في ساحتنا، فنبدأ بالحكمين نادر البزاز وعبدعلي كرم لنأتي إلى ميرزا سلمان وتهديدات نجيب العريض أيضا بالانسحاب، مع توقعات بتزايد هذه الموجة قبيل انطلاقة الموسم المقبل أو بالأحرى نهاية الموسم الجاري بحسب كلام آخرين لي شخصيا.

المحزن في هذا الواقع الجديد أن لجنة المسابقات أو الاتحاد بشكل أشمل يعرف الأسباب التي تؤدي لهذه الانسحابات، لكنها تبقى متفرجة أمام ما يعانيه الحكام من إهانات وشتائم مباشرة من قبل الأندية واللاعبين سواء في مباريات دوري الكبار أو حتى مسابقات الصغار، غير أن الاتحاد ممثلا في لجنته يبقى متفرجا على كل ذلك، من دون أن يكون حاميا ومدافعا عن حكامه.

الحكم البزاز أشار إلى أن لجنة المسابقات هذا الموسم أصبحت غير قادرة على حماية منتسبيها، وسط قرارات غائبة لا تساهم في دفع الحكم لبذل أي طاقة لمغادرة منزله سليما وسط خوف دائم، وها هو العريض وسلمان يعيدان القصة وهي أن لجنة المسابقات باتت غير قادرة على حماية الحكام من المعانات التي يعانونها من اللاعبين، فأصبح الحل البقاء في المنزل والانسحاب والحفاظ بالتالي على الكرامة المهانة من أن تهدر.

نحن هنا لا ندافع عن الحكام ونتهم الأندية، لكن الحكام أيضا يجب عليهم العمل جديا نحو تحسين مستوياتهم والقفز بها إلى مستويات رفيعة قادرة على التعامل مع المنافسة الكبيرة التي تحظاها مسابقاتنا، لكننا هنا لا نبرئ الاتحاد ولجنته المسئولة على تحديد طواقم المباريات باختلاف قدراتها لإدارة مباريات قد لا تكون في مستواها فيضيع الجميع وسط غابة الاحتجاجات والتوتر، ونحن هنا مع الأندية المطالبة بطواقم تحكيم قادرة على حفظ حقوقها وإيصال المباريات إلى بر الأمان، وهي ربما تسبب المشكلة الأولى السابقة، ألا يستطيع الاتحاد من خلال لجنته أن يساهم في رقي مسابقاته وأن يضع كل شيء في مكانه الصحيح وأن يبعد عنه الشكوك؟ ولا ضير في انتداب حكام من الخارج إذا دعت الحاجة وخصوصا أن حكامنا يعانون هذا الموسم من الضغط الكبير في جداول المسابقات، حتى أن بعضهم يخرج من الساعة الرابعة من منزله ويعود الساعة التاسعة بعد المشاركة في إدارة 3 مباريات بين الفئات والكبار، وبالتالي فإن الأخطاء واردة.

لا يغرينا تواصل المسابقات وانتهاء غالبيتها، فإن مشكلات هذا الموسم قد أصبحت تطفو على السطح يوما بعد يوم ونحن نقترب من النهاية الحقيقية لهذا الموسم الذي لم يتبق منه سوى أقل من شهر واحد، وبالتالي يتطلب من الاتحاد العمل منذ الآن لتصحيح هذه الأخطاء والدخول بقوة في موسم جديد العام المقبل وخصوصا في ظل التطور الحالي من ناحية المنشآت.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1720 - الثلثاء 22 مايو 2007م الموافق 05 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً