العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ

33 مليون دولار قيمة الإنفاق الإعلاني في الربع الأول

الصحف تستحوذ على أكثر من النصف

المنطقة الدبلوماسية - نادر الغانم 

23 مايو 2007

قال مدير عام شركة ميماك إيدي مطران ان الإنفاق الإعلاني في البحرين قد حقق زيادة بنسبة 6 في المئة خلال الثلاث الشهور الماضية من العام الجاري 2007 اذ بلغ نحو 33 مليون دولار، في حين كانت قيمة الإنفاق الإعلاني للفترة نفسها من العام الماضي 31 مليون دولار.

وأشار مطران الى ان الإنفاق الإعلاني في العام 2006 بلغ 136 مليون دولار. بزيادة نسبتها 16 في المئة مقارنة بعام 2005 والذي بلغ فيه الإنفاق الاعلاني نحو 117 مليون دولار.

وذكر ان الإنفاق الاعلاني في البحرين لم يرتفع بالنسبة نفسها في دول الخليج، والتي ارتفع فيها بنسبة 27 في المئة، الا ان الصحف في البحرين استحوذت على النسبة الأكبر من الحصة الاعلانية مقارنة مع محطات التلفزة والاذاعة والوسائل الاعلامية الأخرى.

وقال انه في العادة فإن الشهور الثلاثة الأولى من كل عام لايمكن الحكم فيها على حركة الإنفاق الاعلاني نظرا الى ان التخطيط لدى الشركات والمؤسسات يكون بطيئا، وان قوة الإنفاق وزيادته تتم معرفتها في فترة ما بعد الصيف وبداية الشهور الأولى من كل عام.

واكد ان كل المؤشرات تدل على تحسن الإنفاق الاعلاني في العام الجاري 2007 خصوصا وان هذه المعدلات سترتفع خلال الشهور المقبلة خصوصا فترة ما بعد اشهر الصيف.

واضاف مطران في العادة الإنفاق الإعلاني في الربع الأول من كل عام يكون ضعيفا نوعا ما، الا ان هذا الوضع يبدأ في التغير اعتبارا من نهاية مايو/ أيار بحيث يرتفع شيئا فشيئا.

وذكر ان المؤشرات تؤكد التحسن والتغيير. إضافة الى ان فترة العودة من الإجازات تحدث فيها تغييرات كثيرة، وتأخذ مجالس إدارات الشركات والمؤسسات وقتا طويلا في اتخاد القرارات ولا تبت بسرعة في الموازنات. مشيرا الى ان انعقاد مجلس إدارة أي شركة في فبراير/ شباط لا يمكنه اعطاء تفاصيل الموازنة مع بداية العام، وانما تأتي هذه الموافقات نتيجة اجتماعات حصلت في العام السابق، أو قرار اتخده شخص واحد في الشركة يتعلق بالصرف.

وذكر ان غالبية الشركات الكبيرة مثل شركات الطيران والاتصالات وغيرها تقرر موازناتها قبل وقت طويل.

واشار الى انه يلاحظ في الوقت الحالي ان مرحلة التخطيط تبدأ بوقت كاف، في حين كان في السابق تتخذ القرارات بصورة ارتجالية وعفوية. منوها الى انه في احدى السنوات طلب احد تجار السيارات في البلاد تنفيذ حملة اعلانية على سيارات جديدة وصلت الى البحرين وطلب أن يبدأ الحملة في اليوم التالي من الاتصال وهو امر من الصعوبة تنفيذه. منوها الى ارتفاع الوعي الاعلاني الآن، وكذلك الوعي بأهمية الوقت اللازم لتنفيذ الحملات الاعلانية وأسلوبها ووقتها، الا انه مازالت توجد شركات تعتقد ان على شركات الدعاية والاعلان تلبية طلباتها في غضون 24 ساعة أو خلال أيام قليلة. وعن اسباب انخفاض الصرف الإعلاني في البحرين في 2006 اجاب ان سوق البحرين يعتبر سوقا صغيرة وهو قطاع يعتمد على زبائن معينين وهم أولا: المؤسسات العالمية التي تعمل خارج البحرين، ومجال عملها الاعلان وهذه الشركات تعتمد في هذا الصدد على الفضائيات، واحيانا تضع هذه الشركات موازنات للإنفاق الاعلاني في السوق المحلي عبر التلفزيونات أو الصحف أو دور السينما من أجل دعم الحملة الاعلانية.

ثانيا: الشركات الاقليمية كخطوط الطيران المحلية مثل طيران الخليج أو الفورملا1 اذ تقوم هذه الشركات بالاعلان في البحرين وخارجها، أو شركات في المملكة العربية السعودية مثل «المراعي»، أو دولة الإمارات مثل «إعمار» وتعلن في السوق المحلية والاقليمية.

ثالثا: الشركات المحلية وهي التي تعلن فقط في السوق المحلية مثل وكالات السيارات أو الاثاث وغيرها.

واشار الى ان بعض الوكالات العالمية اشترت حصة من الوكالات الاقليمية وبالتالي اصبحت وكالات عالمية واقليمية ومحلية في الوقت نفسه.

وذكر ان الشركات المحلية هي التي تأخد القسم الأكبر من الإنفاق الاعلاني في البحرين. مشيرا الى توفر حصة في السوق البحرينية لكل وكالة نظرا الى ان الوكالات العالمية والاقليمية لايمكن ان تنخرط في العمل في كل مجالات قطاع الاعلان، اذ ان اسلوب العمل لايلائم وعمل الوكالات العالمية، ولذلك من المستحيل ان تتمكن الوكالات العالمية ان تأخذ القدر الأكبر من حصة السوق المحلية.

وبشأن المنافسة في هذا القطاع أجاب انها منافسة شديدة. اذ ان المنافسة وبعد خبرة 35 سنه يجب ان تكون منافسة في جودة العمل وفي الابداع. وفي حال غياب ذلك تدخل المنافسة طريق الهبوط بالاسعار عبر تقديم أسعار وجودة متدنية، ولذلك يجب ان تكون الأسعار مقاربة لجودة الخدمة وهذا الوضع قد لا يتماشى مع بعض الشركات المحلية الصغيرة اذ تقبل بكل شئ واي شئ.

واستدرك قائلا: «هذا الوضع في البحرين موجود الا انه اخف بكثير من دول اخرى بالمنطقة». مشيرا الى ان عطاءات لمناقصات تتقدم لها شركات بأسعار شبه مجانية في بعض دول المنطقة بهدف الاعلان عن الحصول على اعمال كان يجب ان تأخدها شركات اخرى افضل واقوى.

وذكر ان المنافسة لا تسير في الكثير منها على خطوات تهدف في نهاية الأمر الى تطوير صناعة الإعلان في المنطقة. مشيرا الى التحرك السابق من اجل عمل ميثاق شرف وتأسيس جمعيتين: الأولى جمعية لدول مجلس التعاون الخليجي، وللأسف كان البعض يبحث عن تحقيق مصالحه الخاصة قبل المصلحة العامة ومصلحة العمل. اما الجمعية الأخرى فقال انه تولى تأسيسها منذ 7 سنوات وهي جمعية الشرق الأوسط للاعلان.

وأشار الى ان الهدف من تأسيسه الجمعية ليس انشاء تكتل من أجل رفع الاسعار، وانما بهدف تطوير مهنة الاعلان والمحافظة على اساليب العمل التي ترتقي بالمهنة. منوها الى ان الاقتصاد يقوم على الاعلانات ولايمكن أن يستمر العمل في هذا المجال من دونه، ولا يمكن للاقتصاد أن يتطور بعيدا عنه.

وذكر بمرارة ان الجمعيتين انتهتا ولم يعد لهما نشاط نظرا الى تفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. واشار الى انه في البحرين تستحوذ الصحف على الحصة الأكبر من الانفاق الاعلاني. في حين يستحوذ التلفزيون على الحصة الأكبر في بقية دول الشرق الأوسط. منوها الى ان السبب في ذلك يعود الى ان المحطات التي تعمل في البحرين فضائية ولذلك نجد ان حصة التلفزيون من الاعلانات بسيطة مقارنة بالصحف. وهذا الوضع سيستمر في البحرين والسعودية والإمارات والكويت. موضحا ان الصحف المحلية في البحرين تتطور باستمرار، وانه لا يمكنها أن تستمر على مردود البيع بل على الاعلان.

وقال ان المنافسة كبيرة بين الصحف للحصول على الاعلان ولذلك تلجأ بعض الصحف الضعيفه والتي لا تشهد اقبالا كبيرا من القراء عليها الى خفض أسعار الاعلانات من أجل الحصول عليه تماما مثلما تعمل شركات الاعلانات الضعيفة.

وذكر انه من الصعوبة إصلاح هذا الوضع وهو وضع في كل العالم وخصوصا في الدول العربية.

واشار الى ان الصحف التي ستتميز في هذا الوضع هي من تسعى الى تطوير الاخبار عبر التحليل والتطوير بحيث تختلف عما تتداوله وتتناوله الاذاعة أو التلفزيون أو في بقية الصحف الأخرى.

وذكر ان الإنفاق الاعلاني في البلدان العربية بلغ ثلاثة مليارات دولار على رغم العدد الكبير لسكانه، في حين بلغ الصرف الاعلاني في «اسرائيل» لوحدها ثلاثة مليارات دولار، وفي صحيفة «نيويورك تايمز» مليارين ونصف المليار دولار.

وذكر ان اسباب ذلك قديمة جدا منها ان الاعلان مثل الديمقراطية يحتاج الى وقت حتى تتعود الناس عليه وتقتنع به، اذ لا يمكن فرض الإعلان بل من الضروري ان يولد الاعلان كالطفل ويكبر شيئا فشيئا لأنه في نهاية الأمر استثمار للمستقبل، واستثمار بعيد المدى لا يمكن الاحساس به مثلما الاحساس بملامسة مبنى، وهذا الوضع يتركز أكثر لدينا في البلدان العربية.

واوضح انه مع قدومه للبحرين في العام 1973 كانت توجد صحيفة واحدة وكان التلفزيون في بدايته، وكان في دبي راديو فقط ولم يكن للميديا وجود، والآن اصبح للميديا مكان مهم الا أن التفكير مازال قديما.

مشيرا الى ان الانفاق الاعلاني بلغ في البلدان العربية في العام 1996 نحو ملياري دولار والان وبعد عشر سنوات وحسب الدراسات بلغ 5.6 مليار دولار.

وقال ان سوق اوروبا ينمو بنسبة 3 في المئة في حين ينمو قطاع الاعلان في الدول العربية بمقدار 27 في المئة، ولكن الحقائق تشير الى ان الإنفاق على الشخص لازال ضعيفا، ويعتبر ادنى صرف اعلاني في العالم. واشار الى ان الوسائل التي تصل الى المستهلك ارتفع عددها بشكل كبير اذ ان عدد محطات التلفزة العربية في التسعينات وصل الى 16 محطة، في حين يبلغ عددها الان 238 محطة، إلا أن تلك المحطات تحتاج الى اشتراك لمشاهدتها، بالإضافة الى وجود أكثر من 700 مجلة، ودخلت فيها وسائل جديدة مثل الانترنت، واجهزة الموبايل، ووسائل الميديا المختلفة وهي في زيادة مستمرة ولا يمكن معرفة اعدادها مثل وجود اعلانات على مقاعد الانتظار في محطات القطارت والتاكسي والحدائق والشوارع وغيرها.

وردا على سؤال حول البحرنه في شركته قال اتمنى اليوم قبل غد ان يتحقق ذلك وهو حلم عملت كثيرا لتحقيقه، ولكن نظرا الى صعوبة العمل والجهد الذي يحتاجه، والمنافسة في العمل المنافسين لنا هم المصارف والوزارات بساعات عمل أقل وراتب أكبر، لذا نعمل على توظيف الكفاءات البحرينية وندربها ونطورها لسنوات. ولكن سرعان ما تنتقل الى جهات أخرى.

العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً