العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ

«الصواري للأفلام» فضـاء متميــز للعـــرض

خلال افتتاح المهرجان الرويعي:

في أجواء احتفالية بافتتاح مهرجان الصواري الدولي للأفلام اتسمت بالبساطة والهدوء، تسلل رئيس مسرح الصواري خالد الرويعي على خشبة العرض، وألقى كلمة مرتجلة، أوضح من خلالها مسيرة المهرجان والمجهود الذي بذله فريق الإعداد له، وما واجهتهم من مشكلات مرتبطة بالإجراءات الرسمية.

الرويعي ذكر عبر كلمته بمناسبة الافتتاح يوم الأحد الماضي أن وزارة الإعلام اشترطت أن تمر جميع الأفلام التي سيتم عرضها خلال المهرجان بالوزارة كي يتم الاطلاع عليها والتأكد من صلاحيتها للعرض، وهو ما تسبب في تأخير الحصول على ترخيص استخدام القاعة التي تستضيف المهرجان في إليانس فرانسيز.

كما أكد الرويعي أن الرقابة على الأعمال الإبداعية هي من الأمور التي تعيق المجال الإبداعي إذا ما تجاوزت الحد المعقول، معربا عن أن المهرجان لا يمثل سوى فضاء لعرض الأفلام التي تفرزها مواهب الشاب البحريني.

على رغم القيود التي فرضتها وزارة الإعلام، إلا أن اللجنة القائمة على المهرجان حرصت على معاينة جميع الأعمال المعروضة، وتم قبول 67 عملا، تفاوتت في مستوياتها وأساليب التمثيل والإخراج، ومستوى الإضاءة والصوت في كل فيلم عن الآخر، إلا أن مدير المهرجان محمود الصفار أكد أن الدافع من وراء هذا الكم من الأفلام باختلاف مستوياتها هو التحفيز على الإنجاز ومحاولة دعم مواهب الأفراد وتشجيعها من خلال عرضها في مهرجان رسمي بحضور عدد من المثقفين والمهتمين في مجال الأفلام القصيرة والتمثيل وإنتاج الأفلام والمسلسلات.

أحد الحاضرين كان قد أعد فيلما مسبقا، إلا أنه تردد في تقديمه خوفا من عدم قبوله، ولكنه أعرب عن أسفه لذلك، إذ أكد أن المهرجان يحقق أهدافه بإعطاء الحافز للأشخاص الذين يعرضون أعمالهم كي يواصلوا الابداع في هذا المجال، معبرا بالقول «الكثير من المواهب البحرينية موجودة وفي كل المجالات، إلا أنها تحتاج إلى الفرصة للظهور والإمكانات المادية كي تتطور وتنتج بشكل أكثر إحترافية».

ما ذكره كان جليا في مستويات الأفلام، وخصوصا ما تم عرضه في اليوم الثاني، إذ لم يتم في اليوم الأول سوى عرض فيلمين هما «خافقان» من إنتاج مسرح الصواري بإخراج محمد جناحي، والفيلم الإيراني «صوت القمر» للمخرج فرحاناز شريفي الحاصل على جائزة الفيلم الأول في مهرجان كييش للأفلام الوثائقية، جائزة افضل فيلم وثائقي في مهرجان بران للأفلام، إضافة إلى جائزة أفضل بحث وثائقي في مهرجان ياداغير.

عروض اليوم الثاني برز فيها التفاوت في الخبرات ومستوى التمويل المالي لكل منها، كما تنوعت البلدان التي أتت منها الأفلام، على رغم تركيز إدارة المهرجان على الأعمال البحرينية، إلا أنها نسقت لعرض 15 فيلما من أصل 34 فيلما أجنبيا استقبله المهرجان.

المشاركات تركزت في ذلك اليوم مابين الأعمال البحرينية، الإماراتية، الأردنية، إلى جانب عمل واحد من الكويت، وقد بدأت العروض بفيلم «خوف» الإماراتي، الذي يمثل حكاية جريمة يقوم فيها شخصان بقتل صديقهما، وللتخلص من الشاهد الوحيد يتحركون لقتله، فيقتص منهم ويموت الأخير بحادث سيارة فور خروجه من موقع الجريمة. أسلوب الإخراج كان متميزا في هذا الفيلم، إلى جانب تمكن المخرج من إضافة بعض المؤثرات البصرية.

الفيلم الكويتي «متى؟؟» هدف من خلاله المخرج إلى التأثير في أسلوب التفكير تجاه صراع العرب مع العدو الصهيوني، إذ مثل شخصا يخرج من بلده إلى بلد آخر، فيفاجأ بمظاهر الغزو الثقافي للبلدان العربية الإسلامية، متمثلة في ارتياد الشباب المسلم العربي للحانات واللهو بطريقة تشغلهم عن قضاياهم.

تدور الحوادث لتأخذ الشاب للقاء شخص عربي مع ابنه، يدور بينهما حوار ينتهي بنصيحة الرجل للشاب بالخروج من البلد، لأنها لم تعد عربية، مشيرا إلى عصابة موجودة في المنطقة، والتي تقوم بقتله في النهاية.

رمزية الفيلم تظهر بعد دفن الرجل المقتول إذ يأخذ الشاب الإبن ويتوجه خارج البلاد، ليعترض طريقه سياج شائك معقود فيه علم «إسرائيل».

«رجل في فنجان» كان أحد العروض الاردنية التي تم تقديمها يوم الإثنين، وعلى رغم قصر مدته التي لم تتعد الخمس دقائق، إلا أن أسلوب إخراجه وتمثيله كان متميزا، يعرض الخيانة الزوجية لسيدة مع العامل الذي يقوم بتوصيل اسطوانات الغاز، وفلك الفيلم يدور حول رؤية السيدة بعد أن صحت من النوم لفناجين القهوة الفاضية على الطاولة، ما يجعلها تسترجع ذكريات ما حصل، ويقودها ذلك إلى حال من الصراع النفسي، ويختتم الفيلم بمشهد الزوج يطلب فنجان قهوة بعد عودته من الخارج، يظهر الفيلم الزوجة وهي تخفي سكينا خلف ظهرها، مبيتة النية في قتل الزوج.

وكان فيلم «زمن آخر» البحريني إحدى التجارب المتواضعة التي شارك بها مجموعة من الشباب، والتي اختزلت عددا كبيرا من القضايا البحرينية المهمة، مثل قضايا الغلاء وتسريح العمال، والفسادين المالي والإداري واستغلال المناصب، إلى جانب ضيق العيش والخيانات الزوجية، التي تتصور في قصة شخص يمر بكل تلك المراحل، ابتداء من رفعه عريضة يطالب بها زيادة رواتب العمال، وفصله، وبحثه عن عمل فلا يجد من يقبل به.

في جانب آخر من الفيلم، يصور المخرج خيانة الزوجة لزوجها، نتيجة لضيق الحال التي يعيشها. الزوج تعرض لضغوط الحياة، وجرب الكثير من الأشغال فلم يوفق فيها، وفي النهاية، تتم إعادة توظيفه في الشركته السابقة نفسها من خلال توسط إحدى الشخصيات في ذلك، وهو ما يوظف من خلاله المخرج ظاهرة الواسطة والمحسوبية في المجتمع.

ويقام على هامش المهرجان جلسات «شهادة تجربة» لفيلم «حكاية بحرينية» خلال الفترة من 22 حتى 24 من مايو/أيار الجاري، من الساعة 6:30 حتى 8:00 مساء، يبدأ بعدها عرض الأفلام في تمام الساعة 8:30، ويختتم المهرجان بتاريخ 26 مايو.

العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً