العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ

بكل جدارة «ذئاب المحرق» استحقوا اللقب والنجمة كان قريبا من الذهب

متى سيتم فك الحصار وكسر الاحتكار؟

الذئب الأحمر» فريق المحرق ظهر على حقيقته وتمكن من تحقيق لقبه الثاني هذا الموسم عندما اختتم موسمه بخير ختام متمثلا بفوزه بلقب بطولة كأس ولي العهد بعد فوزه المستحق في المباراة النهائية للمسابقة على النجمة بهدف مهاجمه الواعد والموهوب عبدالله الدخيل، في مباراة كان فيها النجمة ندا قويا للمحرق وتمكن من جر المباراة إلى الأشواط الإضافية بعد أن فرض عليه التعادل السلبي في الوقت الأصلي.

وعلى رغم وصول المباراة إلى الأشواط الإضافية فإن ذلك لا يقلل من أهمية الفوز بالبطولة للمحرق والذي قدم واحدة من أقوى وأفضل مبارياته على الإطلاق هذا الموسم وخصوصا في شوط المباراة الأول الذي أضاع فيه أكثر من 6 فرص كانت سانحة للتسجيل ومنها ركلة جزاء مهدرة من قدم المتألق هذا الموسم محمود عبدالرحمن، إلا أن ذلك يعني ويؤكد أن المباراة كانت صعبة وقوية على الفريقين.

توقعات صعبة

لو سأل أي متابع لتدريبات المحرق في الأيام الأخيرة التي سبقت اللقاء لأكد أن الفوز سيكون حليفه بلا شك وخصوصا هو يرى الحماس الكبير في نفوس اللاعبين وكذلك الوقفة الإدارية والجماهيرية من الجميع، وفي المقابل لم تختلف الصورة في الطرف الآخر، فالوقفة كانت كبيرة في صفوف النجمة فكان هناك «كمبيوتر فخرو» و»محاضرات الجنرال طه» بالإضافة إلى وقفة معنوية من الإدارة، إذا كان من الطبيعي أن يذهب الكثيرون إلى أن مهمة الفريقين لن تكون سهلة في المباراة وستغلفها القوة والصعوبة عطفا على ما شاهدناه في تدريبات الفريقين التي سبقت المباراة.

هجوم خطير ودفاعات هشة!!!

ولكن ما الذي حدث في المباراة؟ المحرق كعادته اندفع وبقوة للهجوم في بداية المباراة وهو ما حدث فعلا ولكن النجمة شاهدناه متقوقعا في مناطقه الدفاعية ويبدو أن مدربه خالد الحربان راهن كثيرا على صلابة وقوة خطوطه الدفاعية وخصوصا أنه يمتلك أفضل حراس المرمى الموجودين في ساحتنا الكروية في الوقت الجاري وهو عبدالرحمن عبدالكريم ولكن يبدو أن الحربان صدم بواقع دفاعاته «الهشة» والتي نفذ منها «ذئاب المحرق» كثيرا لمرمى عبدالرحمن والذي جلب الأمان لفريقه وشباكه وأبعد أكثر من 5 كرات مؤكدة كانت سانحة للتسجيل من أقدام عمر وجون بالإضافة الى ركلة جزاء من محمود عبدالرحمن، في المقابل كان مدرب المحرق سلمان شريدة يعتمد في حلوله الهجومية على أكثر من منفذ أولها بطبيعة الحال استرداد الكرة سريعا من خلال الضغط المباشر على حامل الكرة وفي جميع أرجاء الملعب وبعدها الاحتفاظ بالكرة ومحاولة إيجاد منفذ للوصول إلى المرمى سواء عن طريق الأطراف عمر في الجهة اليمنى ومعه حمد السبع أو محمود وعايش في الجهة اليسرى، بالإضافة إلى التسديد من بعيد، وقد نجح بذلك في تشكيل تهديد فعلي على مرمى النجمة غير انه لم يتمكن من هز شباك مرماه بسبب يقظة وجدارة الحارس عبدالرحمن في أكثر الأحيان وبسبب عدم التوفيق وغياب التركيز أحيانا أخرى.

شوط آخر مختلف

وربما كان خروج النجمة بالتعادل السلبي في الشوط الأول زاد من طموحاته ورفع من معنويات لاعبيه لذلك عاد أكثر قوة إلي الشوط الثاني وأكثر انفتاحا بعد أن عالج الحربان جميع أخطاء الفريق وتمكن من ترميم «الشوارع المفتوحة» ليؤصد ويغلق الباب الذي كان مفتوحا على مصراعيه وطبق مقولة «الباب الذي يأتي منه الريح سده واستريح» وفعلا أغلق النجمة جميع الممرات التي كانت تؤدي لمرماه ونجح في تحجيم القوة الهجومية للمحرق والذي لم تكن له تلك الصولات والجولات الهجومية والتي كانت تميزه في الشوط الأول، ولهذا شاهدنا شوطا سلبيا بمعنى الكلمة ومختلفا تماما عن الشوط الأول، فالحذر والخوف سيطر على تحركات لاعبي الفريقين ما نتج عنه غياب الفاعلية الهجومية على رغم وجود بعض المحاولات الفردية والتي لم يكتب لها النجاح.

إضافة قوية للمحرق

ومع دخول المباراة دقائقها الأخيرة وبعدها الأشواط الإضافية دفع شريدة بالشابين عبدالله الدخيل وإبراهيم المقلة وظهر وكأن المحرق قد استعاد شهيته وعافيته الهجومية وبدأ باسترجاع قواه ما جعل الأمر أكثر صعوبة على النجمة والذي ظل صامدا في دفاعاته، وأصبح وسطه اقرب إلي خط الدفاع هذه المرة وهو أمر كان لابد منه مع الاعتماد علي الكرات المرتدة الطويلة في الأمام إلا أن ما كان يعوزه في ذلك هو السرعة والتي افتقدها في هذه المباراة، حتى مع دخول هداف الفريق البرازيلي داسيلفا ظلت الخطورة غائبة عن هجمات الفريق وخصوصا أنه «داسيلفا» لم يكن جاهزا للمباراة بنسبة 100 في المئة ولم يكن بإمكانه أن يؤدي المطلوب منه في وقت كان فيه زميله سالم موسى يعاني كثيرا وكان كثير الاحتفاظ بالكرة الأمر الذي افقده الكثير من خطورته.

الضربة القاتلة

في الأشواط الإضافية يمكننا القول ان المنطق فرض نفسه على واقع المباراة وأعطى المحرق حقه عندما نجح عبدالله الدخيل في التخلص من الرقابة اللصيقة المفروضة عليه من دفاعات النجمة ودار حول نفسه وسدد كرة قوية ارتطمت بأحد اللاعبين وتغير مسارها واتجاهها قليلا لتستقر في الزاوية اليمنى لمرمى عبدالرحمن عبدالكريم «هدف لا يسأل عنه أحد» هذا الهدف فجر شلال فرح كبير في المدرجات الحمراء بعد أن أحسوا بقرب البطولة منهم والتي فعلا حققها «عيال الذيب» لتنطلق مسيرات الفرح من الملعب إلى الجزيرة الحمراء.

إلى متى تنكسر القاعدة؟

سبع بطولات لكأس ولي العهد أقيمت حتى الآن ولم تخرج هذه البطولات من فريقي الرفاع «4 مرات» والمحرق «3 مرات»، ولم يتمكن أي ناد محلي حتى الآن من كسر القاعدة وشق صفوف الفريقين وتحقيق هذه البطولة الغالية، والأغرب حقا أن المباراة النهائية شهدت غياب الفريقين لمرة واحدة فقط لكل فريق، الأولى كانت للمحرق الذي غاب عنها موسما واحدا فقط هو موسم 2004/2005 عندما تمكن الأهلي من إقصائه والوصول إلى المباراة النهائية مع الرفاع إلا أنه فشل في تحقيق اللقب، أما المرة الثانية فكانت هذا الموسم عندما نجح النجمة في إقصاء الرفاع لأول مرة عن المباراة النهائية ولكنه فشل أيضا في تحقيق البطولة أمام المحرق.

والسؤال إلى متى يتمكن ناد آخر من تحقيق لقب هذه البطولة، وإلى متى ستبقى هذه البطولة حكرا على الناديين العتيدين المحرق والرفاع؟

أخيرا علينا أن نهنئ المحرق إدارة ولاعبين وجهازا فنيا وإداريا وجماهير بهذه البطولة الغالية والتي أكدت من جديد قوته ومكانته الرفيعة في بطولاتنا وكرتنا المحلية، في حين يجب أن نوجه التحية لفريق النجمة على ما بذله وقدمه في هذه البطولة وتقديمه مستوى أثبت من خلاله صعود مستواه ليؤكد أنه الفريق القادم بقوة للمنافسة وانه سيكون قادرا علي الظهور بمستوى أفضل مع أفضلية للتعويض من خلال المباراة النهائية لكأس الملك والتي تنتظره في مواجهة مرتقبة مع ثعالب الحالة.

العدد 1730 - الجمعة 01 يونيو 2007م الموافق 15 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً