نجح فريق جراحة وزراعة الكلى بمستشفى سعد التخصصي بالخبر في إجراء عملية زراعة كُلى لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات ويزن 20 كيلوغراما، بعد أن تبرعت والدته بإحدى كليتيها له، إذ تكللت تلك الزراعة بنجاح كبير على رغم المخاطر التي كانت تحيط بحالة الطفل كون سنه الصغيرة وقلة وزنه. وكشف الفريق الطبي اللثام عن برتوكول علاجي جديد تم ابتكاره بمستشفى سعد ليطبق على حالة الطفل، مشيرا إلى أنه تم استخدام جرعات علاجية كمثبطات المناعة غير متداولة على الصعيد الطبي العالمي للتوافق مع صحة الطفل الهزيل، إضافة إلى إعطاء الطفل أدوية هرمونية لمساعدته على النمو، مؤكدا أن هذا البروتوكول يتطلب رعاية ومتابعة فائقة على مدى الأربع والعشرين ساعة. وكان الطفل (بندر) 10 سنوات يمني الجنسية يعاني من فشل كلوي، وفور إعلان جمعية سعد الخيرية بتوفير علاج 500 حالة فشل كلوي بالمجان، تقدمت والدة وخال الطفل إلى إدارة الجمعية التي أحالت الطفل إلى المستشفى. وعن أسباب إصابة الطفل على رغم سنه الصغيرة بالفشل الكلوي أوضح رئيس الفريق المعالج ورئيس قسم أمراض الكلى بمستشفى سعد التخصصي عيسى كواليت أن السبب يعود إلى إصابة الطفل بمرض تكيس كلوي وراثي ما نتج عنه فشل في عمل الكليتين، مبينا أن الطفل كان قبل العملية يعاني من ضعف شديد، وحالته الصحية العامة سيئة جدا. وأشار كواليت إلى أن ثمة تحديات واجهت عملية الزراعة، لعل أبرزها وزن الطفل الذي بلغ عشرين كيلوغراما، إضافة إلى أن الكلية التي تبرعت بها أمه لها كان حجمها كبيرا بالمقارنة بحجم الطفل، ما استلزم استئصال إحدى كليتي المريض الفاشلة. وعن خطوات عملية زراعة الكلى أشار عيسى كواليت إلى أنه تم الاطلاع على الفحوصات والتحاليل التي أجراها الطفل ببلده عن طرق قسم تنسيق زراعة الأعضاء، بعدها تم حضور الطفل بصحبة والدته وخاله، وبعمل التحاليل والفحوصات اللازمة تبين توافق أنسجة الأم مع المريض. واستدرك كواليت «وبعد إعادة الفحوصات مرة أخرى تقرر إجراء عملية استئصال الكلية من الأم عن طريق المنظار الجراحي بفتحة أقل كثيرا عن المعتاد، ومن ثم بدأت مرحلة زراعة الكلية للطفل». وأفاد رئيس قسم أمراض الكلى بمستشفى سعد التخصصي بأن الأم المتبرعة زارت ابنها المريض في اليوم الثاني للجراحة، وقد غادرت المستشفى في اليوم الثالث، من دون أي تأثير جانبي عليها، مشددا أن التقنية الحديث التي استخدمت في العملية تتيح للمتبرع أن يزاول حياته بصورة طبيعية.
وأكد منسق زراعة الأعضاء بمستشفى سعد سيف الدين الحوراني ضرورة التواصل بين المريض والفريق الطبي المعالج سواء قبل أو بعد العملية، مبينا أن هذا الدور يقوم به قسم تنسيق زراعة الأعضاء، لما له من أهمية كبرى ولاسيما ممن يجرون العملية ويعيشون بعيدا عن الفريق الطبي الذي أجرى العملية، حيث تحتاج عملية زراعة الأعضاء إلى متابعة دقيقة.
العدد 1732 - الأحد 03 يونيو 2007م الموافق 17 جمادى الأولى 1428هـ