العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ

مطر: حرب لبنان لم تنتهِ بوقف النار

في كتابها «يوميات بيروت المحاصرة»...

حرب المقاومة اللبنانية ضد العدوان الصهيوني لم تنتهِ مع وقف السلاح، بل كانت البداية حينها بالتصدي لمحاولات السياسيين وبعض الرؤساء والشخصيات دفن هذا الانتصار وتحجيمه حفاظا على ماء الوجه الذي أراقته انتصارات المقاومة التي عجزت الدول العربية عن تحقيق جزء منها.

الكاتبة خولة مطر عاصرت الحرب يوما بيوم، وسجّلت مشاهداتها ضمن مجموعة من المقالات التي كانت تنشر بمعدل 3 مقالات أسبوعيا، وتحوّلت إلى مقالات يومية مع اشتداد أزمة الحرب وشيوع الدمار والخراب في الأراضي اللبنانية، إلى جانب انتشار الجثث والأشلاء والضحايا في كل حدب وصوب.

خولة تقول في ذلك: «أخذت على عاتقي القيام بتغطية يومية للحرب؛ نظرا إلى وجودي في لبنان آن ذاك، واستمررت في نقل صورة عن الواقع الذي يعيشه لبنان حتى بعد انتهاء الحرب، إلا أني توقفت عن ذلك مع انتهاء تجربة الكتابة في هذا المجال».

مقالاتها - التي بلغ عددها 37 مقالا - تم تجميعها وطباعتها في كتاب حمل اسم «يوميات بيروت المحاصرة»، وكانت فكرة طباعته من وحي الناشر رياض الريس الذي وجد أن مادة المقالات متميزة ومناسبة للنشر، وعلّقت مطر على ذلك بالقول: «لم أكن أعتقد أن المادة مناسبة؛ نظرا إلى أنها كانت مميزة في وقتها بنقل واقع الحرب، إلا أن رياض الريس أكد صلاحيتها ودعم نشرها وطباعتها».

أكثر مقالاتها حملت وصفا لمعاناة الناس المُهَجَّرِين والجرحى والجثث وهو ما سوّغته بالقول: «كنت أحاول نقل معاناة هؤلاء الناس ووصف المعنى الحقيقي للحرب في الضرر الذي يلحق بالأبرياء»، كما أنها أخذت على عاتقها وصف حالات الدمار والمباني التي تهدمت وتقطّع أوصال البلد، إذ علّقت مطر على ذلك: «الحياة كانت أمرا مرعبا، والدمار أثّر على نفسيات الأطفال».

لم تغب التحليلات السياسية عن مقالاتها، إذ كان لخولة موقفها الثابت مما حصل في لبنان، وهو ما وجدته أنه «بداية لمخطط واسع لتقسيم المنطقة، بدايته من بوابة لبنان، وينتهي بالعالم العربي ككل، كما لا يفوتنا أن نرى ما يحصل في العراق وفلسطين، وهو أمر - وإن طالت مدته - يدل على أن الحالة نفسها ستنتقل إلى منطقة الخليج مع انتشار بذور التقسيمات الطائفية والمذهبية وتحفيز الكراهية بين أفراد المجتمع».

أبرز النقاط التي واجهتها خلال كتاباتها هي الموقف العربي من المقاومة اللبنانية، إذ استشفّت مطر - على حد قولها - أن هناك مؤامرة؛ بما فعله الرؤساء العرب، وأنه بمجرد انتهاء الحرب ستُشن على المقاومة حرب أخرى، وخصوصا مع انتصارها.

«في آخر مقال كتبته عن الحرب، وفي آخر فِقرة وآخر سطر، كتبت أن الحرب وإطلاق النار انتهت، ولكن الحرب الحقيقية تبدأ مع نهاية هذه الحرب» كذا تقول مطر، معقبة بالقول: «حرام ما يحصل في لبنان وللمقاومة التي تصدت للجيش الإسرائيلي» لتأكد ضرورة ردع محاولات النيل من انتصار المقاومة.

العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً