العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ

العاهل السعودي: غياب مبدأ التسامح أفرز ظاهرة الإرهاب

انطلقت أمس (الأربعاء) في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أعمال المؤتمر الدولي لحوار الأديان بمبادرة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبمشاركة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في كلمته أمام الاجتماع أن الأديان التي أراد بها الله إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم، وأن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب فإما أن يعيشا معا في سلام وصفاء وإما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية.

وأضاف العاهل السعودي أن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم. وقال إنه آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعا وما نختلف عليه سيفصل فيه الرب يوم الحساب.

وأوضح أن كل مأساة يشهدها العالم اليوم ناتجة عن التخلي عن مبدأ عظيم من المبادئ التي نادت بها كل الأديان والثقافات فمشكلات العالم كلها لا تعني سوى تنكر البشر لمبدأ العدالة.

وشدد الملك عبدالله على القول إن الإرهاب والإجرام أعداء الله وأعداء كل دين وحضارة وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح والضياع الذي يلف حياة كثير من الشباب، كما أن المخدرات والجريمة لم تنتشر إلا بعد انهيار روابط الأسرة التي أرادها الله ثابتة قوية.

وسيلقي 17 رئيس دولة أو حكومة بينهم قادة عدد من الدول العربية و»إسرائيل» وبريطانيا والولايات المتحدة كلمات خلال المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى اليوم (الخميس).

وفي خطابه الافتتاحي انتقد رئيس الجمعية العامة ميغيل ديسكوتو وهو قس كاثوليكي سانديني من نيكاراغوا من دعاة لاهوت التحرير وكذلك عضو في المجمع المسكوني للكنائس، بشدة المجتمعات الغربية.

وأدان ديسكوتو «الانحطاط الأخلاقي للمجتمعات التي أعلنت أنها الأكثر تقدما»، مؤكدا أن «التضامن يجب أن يكون أساس أي نشاط بشري» وأن «الأخلاق الحميدة يجب أن تكون ركيزة حياتنا».

وقال: «على رغم أن المسئولية الاجتماعية هي أساس كل الديانات والمفاهيم الفلسفية سمحنا بأن تسيطر علينا الأنانية أو الفردية والقيم الرئيسية للثقافة السائدة».

لكن ديسكوتو لم يذكر ما تعتبره دول غربية عدة، غياب حرية العقيدة والحرية الاجتماعية في معظم الدول الإسلامية.

وأثار المؤتمر جدلا حتى قبل بدء أعماله بعد أن دعت منظمات غير حكومية السعودية إلى إظهار تسامح أكبر في المملكة قبل أن تدافع عن هذا المبدأ من على منبر الأمم المتحدة.

وقالت سارة لي ويتسون المسئولة عن منظمة «هيومن رايتس ووتش» لمنطقة الشرق الأوسط عشية انعقاد المؤتمر: «ليس هناك حرية لممارسة الشعائر الدينية في السعودية لكن المملكة تطلب من العالم أن يستمع إلى رسالة التسامح الديني التي تبعثها».

وأضافت «على الحوار أن يشمل الحديث عن الدول التي يكون فيها التسامح الديني شبه معدوم وتشمل هذه الدول السعودية».

وشهد العاهل السعودي مساء الثلثاء مأدبة عشاء دعا لها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تكريما للزعماء المشاركين في القمة حضرها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. وأفاد تقرير لقناة «العربية» أن العاهل السعودي جلس على طاولة منفصلة عن بيريز.

في وقت سابق، أكد مسئولون سعوديون أنه لا توجد خطط لعقد لقاءات مباشرة بين الملك عبدالله والرئيس الإسرائيلي.

وكان مون وصف وجود الملك عبدالله وبيريز في القاعة ذاتها بالأمر المشجع والإيجابي، وأعرب عن أمله أن يشجع ذلك على مزيد من تفاهم في المستقبل.

العدد 2260 - الأربعاء 12 نوفمبر 2008م الموافق 13 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً