العدد 1759 - السبت 30 يونيو 2007م الموافق 14 جمادى الآخرة 1428هـ

المشكلات تحاصر بوش في الماضي والمستقبل

كينبنكبورت - مات سبيتالنيك 

30 يونيو 2007

عادة ما يقول الرئيس الأميركي جورج بوش إنه سيمضي بخطى متسارعة حتى نهاية ولايته الثانية ولكن في حال تعرضه لضربات قوية كتلك التي تلقاها الأسبوع الماضي فإنه سيعرج حتى خط النهاية.

ومع انهيار خطته لإصلاح قانون الهجرة ومعارضة جمهوريين لاستراتيجيته في العراق وتعمق تحقيقات الكونغرس داخل خزانات إدارته فإن مشكلات بوش تتفاقم سريعا قبل 19 شهرا من تركه منصبه.

إنها أبرز المؤشرات على تراجع نفوذ الرئيس الذي انخفضت شعبيته دون 30 في المئة وهي أقل نسبة لأي رئيس منذ عقود.

وقالت استاذ العلوم السياسية في كلية جتيسبرغ في بنسلفانيا شيرلي إن وارشو: «ليست المشكلة أن بوش اضحى بطة عرجاء ولكن بطة عرجاء بلا شعبية تقريبا. فات أوان تغيير الوضع منذ فترة بعيدة».

وتصاعدت وتيرة الأنباء السيئة لتزيد من قتامة خريطة السياسة الخارجية... استمرار أعمال العنف بلا هوادة في العراق على رغم التعزيزات العسكرية الأميركية وسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في الآونة الأخيرة واستمرار التحدي النووي الإيراني.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا للحد الذي دفع بوش لأن يخطو خطوة غير معتادة بدعوته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنتجع والده في كينبنكبورت بولاية مين في مطلع هذا الأسبوع في محاولة لتهدئة مايتردد عن تجدد الحرب الباردة. ومن الواضح أن بوتين يدرك مدى ضعف بوش سياسيا.

ويلمح الخبير الروسي في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية اندرو كوتشينز أنها ربما المرة الأولى التي يدعو فيها رئيس أميركي زعيم أجنبي «لمنزل والده».

وتساءل «هل يحتاج فلاد وجورج لنوع من الرقابة من الكبار؟»

وإذا كان راود بوش الأمل في تمضية وقته انتظارا لوصول بوتين في تدارس خطواته فيما تبقى له من وقت في البيت الأبيض فقد منحه أعضاء الكونغرس الكثير ليشغل تفكيره. فقد قضت جهوده لإصلاح قوانين الهجرة وهي محور أجندته المحلية نحبها في مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي.

وربما كانت مسودة قانون الهجرة الفرصة الأخيرة لبوش لنيل موافقة الكونغرس الذي يقوده الديمقراطيون على تشريع محلي مهم. ويدل مصيرها من جديد على المصاعب التي تواجه الرئيس في حشد تأييد أعضاء حزبه خلف القضايا المهمة. ومع احتدام سباق الرئاسة للعام 2008 يتزايد ضجر الجمهوريين من الحرب التي أضرت بصدقية الإدارة الأميركية في الداخل والخارج.

وفي الأسبوع الماضي قال السناتور ريتشادر لوجار أن استراتيجية بوش ليست مجدية وأن من الضروري بدء سحب القوات الأميركية.

ودعا السناتور جورج فوينوفيتش إلى خطة «متدرجة لفض الاشتباك عسكريا» من العراق.

هون البيت الأبيض من شأن الانقسامات داخل صفوف الجمهوريين ما يزيد من احتمال مزيد من الانشقاقات حين يصدر قادة الجيش تقريرهم عما أحرز من تقدم والذي يترقبه كثيرون في سبتمبر/ أيلول. ودعا بوش للتحلي بالصبر.

ولكن يبدو أن أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين عازمون على تحديه ليس فقط فيما يتعلق بالحرب المرفوضة ولكن بسلطة واسعة للتحقيق مع إدارته.

وأصدرت لجان في الكونغرس مذكرات للاطلاع على وثائق البيت الأبيض في إطار التحقيق في برنامج التجسس الداخلي الذي أقره بوش في إطار مبادرات مكافحة الإرهاب والتحقيق الخاص بما إذا كان هناك علاقة بين فصل عدد من المدعين الأميركيين وسياسات حزبية.

كما أن الإدارة تجد نفسها في وضع المدافع عن النفس في مواجهة الانتقادات لمعاملتها لإرهابيين أجانب مشتبه بهم محتجزين في سجن خليج غوانتنامو ما شوه سمعة الولايات المتحدة دوليا. ويوم الجمعة وافقت المحكمة العليا نظر استئناف من سجناء بشأن حقوق قانونية معينة.

ويقول محللون إن بوش سيواجه صعوبة أكبر في الحفاظ على مكانته مع احتدام الحملة الانتخابية وتحول الاهتمام لخليفته المحتمل.

فيما يصارع بوش لإنقاذ ولايته الأخيرة تراجعت شعبيته. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة «نيوزويك» الأسبوع الماضي أن نسبة تأييده بلغت 26 في المئة في الشهر الجاري. والرئيس الوحيد الذي سجل شعبية أقل من بوش قبل 35 عاما كان ريتشارد نيكسون وكانت نسبه مؤيديه 23 في المئة إبان فضيحة وترغيت.

العدد 1759 - السبت 30 يونيو 2007م الموافق 14 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً