أتت فكرة تأسيس الحكومة القارية الإفريقية بجانب النزاعات التي تشهدها القارة السمراء على رأس أولويات القمة التاسعة للاتحاد الإفريقي، والتي تستضيفها العاصمة الغانية أكرا بداية من اليوم (الأحد) وعلى مدار يومين بمشاركة قادة وممثلي الدول الأعضاء.

وتأتي القمة بعد مرور خمس سنوات على تأسيس الاتحاد الذي يعتبر الوريث الشرعي لمنظمة الوحدة الإفريقية، إذ وضع فكرة الاتحاد الأوروبي كنموذج قابل للمحاكاة في إفريقيا وهو ما ينعكس جديا على أجندة القمة الحالية التي ستتصدرها فكرة إنشاء ما يعرف باسم «الولايات المتحدة الإفريقية».

وكان الرئيس المالي السابق ألفا عمر كوناري والذي يشغل حاليا منصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أفصح منذ يومين عن تحمسه للفكرة، قائلا «الولايات المتحدة الإفريقية ليست حلما، ولن يسامحنا التاريخ إذا ما لم نتخذ خطوة جدية لتحقيقه».

وكما هو متوقع، انضم الرئيس الليبي معمر القذافي لتيار المؤيدين للفكرة إذ صرح من العاصمة الإيفوارية أبيدجان قبل توجهه إلى أكرا بأن الحلم يشمل تشكيل جيش موحد من مليوني جندي إفريقي لحماية القارة، بجانب عملة موحدة وجواز سفر موحد.

وعلى النقيض، ترى عدد من حكومات القارة الإفريقية من بينها مصر وكينيا وأوغندا أنه من المبكر تبني فكرة الحكومة الموحدة التي مازالت في رأيهم غير ناضجة بعد.

وفي هذا السياق يرى مدير معهد التنمية الإفريقية في نيويورك كوامي أكونور أنه من غير المقبول أن يطرح الحديث عن الولايات المتحدة الإفريقية من دون وجود نهضة حقيقية في كل دولة من دول القارة على حدة. وشدد أكونور على ضرورة تحقيق دول القارة تقدما ملحوظا في رفع مستويات الشفافية والديمقراطية والتي تتعارض مع بقاء عدد من أقدم رؤساء العالم على رأس هرم السلطة في بلادهم الإفريقية.