العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ

نظام التعرفة المرروية في دبي

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

نواصل حديثنا الذي بدأناه قبل يومين بشأن موضوع المواصلات في المدن العربية. يتركز النقاش في هذه الحلقة على برنامج (سالك) أو نظام التعرفة المرورية في إمارة دبي والذي دخل حيز التنفيذ في بداية شهر يوليو/ تموز الجاري. فقد دشنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي مشروع (سالك) والذي يتطلب فرض رسم قدره 4 دراهم (أي أكثر من 400 فلس) في حال عبور أية سيارة وفي أي وقت لتقاطع القرهود و بوابة البرشاء. يؤدي المدخلان الرئيسيان إلى شارع الشيخ زايد والذي بدوره يعد حجر الزاوية في النشاط التجاري للإمارة حيث مدينة الإعلام ومركز دبي المالي العالمي ومناطق متخصصة أخرى.

الإيرادات المتوقعة

المطلوب من سائق كل سيارة يرغب في العبور بعربته من أي من البوابتين شراء بطاقة بقيمة 100 درهم ومن ثم لصقها على الزجاج الأمامي للسيارة. يتم خصم 50 درهما في المرة الأولى للبطاقة الجديدة كرسم اشتراك. ويقوم جهاز إلكتروني باقتطاع مبلغ قدره 4 دراهم عند مرور السيارة من تقاطع القرهود أو بوابة البرشاء. طبعا من الممكن إعادة ملء البطاقة بأي مبلغ آخر.

تتوقع هيئة الطرق والمواصلات أن يدر مشروع (سالك) دخلا سنويا قدره 600 مليون درهم (أي أكثر من 62 مليون دينار). ويعتقد بأن الجهات الرسمية ستستخدم الإيرادات لغرض تعزيز الحركة المرورية في الإمارة. استنادا للإحصاءات الرسمية هناك 640 ألف سيارة مسجلة في دبي عدى السيارات القادمة من إمارة الشارقة.

شكاوى السواق

بعد مرورعدة أسابيع على دخول المشروع حيز التنفيذ تركزت الشكاوى من قيمة التعرفة (4 دراهم عند مرور السيارة من جسر القرهود أو بوابة البرشاء). وفي كل الأحوال سيتم احتساب 24 درهما كسقف أعلى على السيارة الواحدة في اليوم الواحد بغض النظر عن عدد مرات العبور من البوابتين. ومن الممكن أن تصل الفاتورة السنوية لأي شخص 8760 درهما (أو نحو 900 دينار سنويا). تضيف التعرفة إلى معضلة غلاء المعيشة أصلا في الإمارة.

كما يشكو البعض من فرض التعرفة في كل الأوقات وليس فقط في ساعات الذروة وعلى مدار الأسبوع. بمعنى آخر, يرى البعض, وهم على حق, بوجود نوع من الضبابية فيما يخص الهدف من المشروع. بدورها تزعم السلطات بأن تحقيق دخل إضافي للحكومة ليس هدفا بحد ذاته بل أن المشروع يأمل في الحد من الاختناق المروري. وكما كان متوقعا تسبب المشروع في إيجاد ازدحام مروري في الشوارع المجانية الأمر الذي أضر البعض الآخر.

دبي ومشكلة الانتقال

كما شرحنا في مقال يوم الاثنين الماضي أن دبي تعتبر أسوأ مدينة عربية في معيار الانتقال. فحسب دراسة لشركة (غالف تالنت) تعد مدينة دبي الأسوأ بين جميع المدن العربية فيما يخض الانتقال من المنزل إلى العمل ومن ثم العودة إلى المنزل. حسب الدراسة والتي استندت إلى أراء 5 آلاف مهني في منطقة الشرق الأوسط, تستغرق رحلة العامل في دبي من منزله إلى مكان عمله ومن ثم العودة نحو ساعة و45 دقيقة. عموما يتوقع أن تنجح دبي في القضاء على مشكلة الاختناقات المروية في العام 2010 عند التنفيذ الكامل لمشروع (مترو دبي) ونقل ربع مليون مسافر في اليوم. ختاما ما يميز دبي عن غيرها هو إصرار السلطات فيها على دراسة بدائل حل مشكلة الاختناقات المرورية.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً