العدد 1798 - الأربعاء 08 أغسطس 2007م الموافق 24 رجب 1428هـ

الهارمونية تنطق بـ «لا للتمييز»

خلال أمسية أقامتها «الشباب الديمقراطي»

لغة الشعوب، ولغة القلوب، داعبت الأحاسيس والنفوس في تلك الأمسية التي أقامتها جمعية الشباب الديمقراطي البحريني، في مهرجان الأمل، الذي أنعشت الموسيقى ومعزوفات الشباب فيه رسالة المهرجان في محاربة التمييز، والدفع بالمؤاخاة والتلاحم في أنحاء العالم كافة، ضمن رسالة إنسانية عالمية صاغتها أنامل وأوتار العازفين.

الأمسية التي أحيتها فرقة «موسيقيون مستقلون» وفرقة «النوتة 13» أبرزت إلى جانب الرسالة الإنسانية الكبرى التي حملها الشباب على عاتقهم، مواهب في العزف والغناء والتوزيع الموسيقي للآلات، اعتبرها الجمهور أنموذجا للعطاء، وأسلوبا متقدما في نقل الأفكار التي تعزز التلاحم والإخاء الأممي.

منسق الفعالية محمد العبيدلي اختار محاربة التمييز في الأمسية بدلا من محاربة الطائفية، التي كان من المفترض أن تكون هي رسالة المهرجان، إذ وجد أن الطائفية مقتصرة على منطقة معينة صغيرة من العالم، إلا أنها تمثل جزءا من ظاهرة التمييز المتفشية في العالم أجمع، مدللا بالقول «في البحرين نجد الطائفية، وفي أميركا نجد العنصرية بين البيض والسود، وفي المملكة العربية السعودية نجد القبلية، وجميعها تصنف ضمن التمييز، ولذلك كنا نريد أن تكون رسالتنا عالمية».

بالموسيقى التي يفهمها الجميع، ويستشعر إحساسها الكبير والصغير، الأبيض والأسود، الغني والفقير، المسلم والمسيحي واليهودي، قدمت الفرق رسالتها الداعية إلى نبذ التمييز، وهو ما عبر عنه العبيدلي بالقول «الفنانون والموسيقيون تكلموا بلغة واحدة، وعزفهم كان رائعا، وكان عزفهم بتوزيعهم الخاص، وبأسلوب هارموني كلاسيكي مميز، إذ اعتمدوا الهارمونية في العزف والأداء لينطقوا بـ لا للتمييز».

يضيف العبيدلي موضحا «الشباب من فرقة موسيقيون مستقلون قدموا أعمالا رائعة من تأليفهم، تضمنت أغنية بعنوان لا للتمييز، ومعزوفة محن فاضل، إلى متى بغداد وإسباندلوس التي تمزج بين الحضارة الأندلسية العربية القديمة، وإسبانيا الحديثة في محاورة بين العود والغيتار».

كما قدمت فرقة النوتة 13 مجموعة أعمال من تأليفهم، إلى جانب معزوفات عالمية مثل الغوايش وأنت عمري، الذين تميزوا بالأداء الرائع والمتقن، الذي أبدى الجمهور تجاهه كل الإعجاب والتجاوب.

وتمت إقامة مساحة عرض على هامش الحفل لمجموعة من التشكيليين، مثل زهير السعيد، الذي قدم الكثير من اللوحات التي تجسد آلاما من الواقع وبعض القضايا المجتمعية وفق فن التجريد، إلى جانب الفنانين علي عبدالله وياسر محمد من جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي، اللذين قدما أربعة أعمال فنية مجسمة، تحمل رسائل في معظمها موجهة إلى رجال الدين، داعية إياهم إلى التآخي ولم شمل الشعب ونبذ الطائفية.

عضو فرقة النوتة 13 عبدالله العاني في مستهل تعليقه على مشاركة فرقته في المهرجان، أكد على عدم وجود عاقل يقبل بفكرة التمييز، سواء كان تمييزا عرقيا، مذهبيا، لونيا أو دينيا، وهو ما دفع فرقته للمشاركة في المهرجان لما وصفه بأنه « رسالة نبيلة صادقة بلا للتمييز، وثم نقطة، لا تحمل تفاصيل أخرى عن نوعية التمييز، لذلك فهي تصبح رسالة عالمية».

النوتة 13 قدمت معزوفات متنوعة لمجموعة من المؤلفين الإسبان والعرب ومن دول أوروبا وأميركا، إلى جانب موسيقات من تأليفهم، ويكمن سر هذا التنويع بقول العاني إن «بالإمكان عزف مقطوعة لمحمد عبدالوهاب وفق أسلوب أميركي، إذ أننا لم نميز بين أسلوب فني وآخر، ولكننا سعينا للمؤاخاة بسن الثقافات؛ فكما كان الغرب يأخذون من العرب كتبهم ويترجمونها ويستفيدون منها، وكان العرب متسامحين ولم يميزوا العلم في بلاد العرب، فكذلك الموسيقى التي هي كأي فن آخر، لا يجب أن نميز فيها».

«النغمات الموسيقية 12 نغمة فقط» كذا يقول العاني، مضيفا «سبب تسميتنا لفرقتنا بالنوتة 13 هو لدحض التمييز بين النوتات أيضا، فنحن نأخذ الأغنية وفق أسلوب الجاز الغربي، وندخل عليه العود والكمنجة، وهذا في حد ذاته محاربة للتمييز، وإبراز لجمال التوليفة، إذ تعزف في الفرقة آلتي البيانو والغيتار الغربيتين، إلى جانب العود الشرقي والكمان، الذي يمثل آلة محايدة تعزف الغربي والشرقي، ولم نحصر معزوفات الآلات في الإطار العربي أو الغربي».

مريم عبدالحميد عضوة فريق موسيقيون مستقلون أكدت أن من خلال الموسيقى ومن كل المعزوفات التي قدموها أثبتوا للناس عدم وجود فرق بينهم، وذلك من خلال لمهم في قاعة واحدة، واستماعهم لإيقاعات موسيقية واحدة، تعزفها مجموعة متآخية تمثل مختلف الطوائف في أصول أعضائها.

العدد 1798 - الأربعاء 08 أغسطس 2007م الموافق 24 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً