العدد 1798 - الأربعاء 08 أغسطس 2007م الموافق 24 رجب 1428هـ

البحث عن النسق وتمكين «العالم الروائي» في القصة

إبراهيم غلوم في «عالم روائي في القصة القصيرة»

يعود الأكاديمي البحريني إبراهيم غلوم بكتابه الجديد «عالم روائي في القصة القصيرة» ليسبر عوالم القصة القصيرة في الخليج. الاكاديمي الذي يعتقد أن لا نتيجة حاسمة قد أُجدت أو أُقرت في خضم السجال الفصلي للأجناس الإبداعية يذهب إلى أن الحداثة وما بعدها أدى إلى فلتان النظرية الأدبية إذ أصبح من الممكن «ان نقرأ السرد شعريا أو نقرأ القصيدة سرديا»!

ينتصر غلوم لسيسيولوجيا الثقافة وسيسيولوجيا النظرية السردية بوصفهما مفتاح ما قد يكون صعبا على النقاد. ويعتقد أن النسق الثقافي بوصفه - التصور الكلي والثابت للمجموع المترابط من الأفكار والصور والمفاهيم - هو ما يمثل «العمود الفقري» للنص الأدبي حتى وإن اختلفت المرجعيات الجمالية، أو الشكلية فيه.

النسق بحسب غلوم «يزيح الفواصل التي وضعتها نظرية الاجناس، ويجعل للمبدع خطابا متصلا يرجع إليه من دون وعي أو تخطيط».

الكتاب الذي يصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وبالتعاون مع أسرة الأدباء والكتاب - البحرين في 291 صفحة من القطع المتوسط يستعرض «النسق الثقافي» بوصفه الثيمة القادرة والثابتة لتحديد ماهية ومركزية المنتوج الأدبي.

مقاربة سيسيولوجيا الثقافة

ومن خلال ذلك الخط «النسقي» يسبر إبراهيم غلوم في القاص محمد الماجد بوصفه الكاتب الذي ينتحر ببطء، تحضر أيضا قصص سلمى مطر سيف بصعود دائم لإمرأة من ميثولوجيا ومن مفردات الأساطير المبعثرة في الوعي تقف وراءها بطلات مجللات بالسحر والقدرة العجيبة على الاختفاء واستلاب الرجال، بل إخصاء فحولتهم بانوثة أقوى وبحضور أشم وأنبل وأسمى وأكثر تعاليا». ويصف غلوم سلمى بالمنعزلة المنطوية حد الإختفاء وراء هذه البطلات.

يقول إبراهيم غلوم «في فصول هذا الكتاب تسيطر القراءة المتصلة للتجربة بشكل يرسخ القول بأن أكثر التجارب قصصية وإبداعية تلك التي تتصل نصوصها ضمن تصور نسقي، محكم يكابد المبدع تحكمه وهيمنته، وقد أتاحت لي هذه القراءة التأويلية وخصوصا في حالة الكاتب البحريني محمد الماجد والكاتبة الإماراتية سلمى مطر سيف، والكاتب الكويتي فهد الدويري أن أعيد النظر في الكثير من المسلمات او الأفكار التي أحكمت التصور العام في قراءة هذه التجارب وكأني أعدت اكتشاف نصوص هؤلاء الكتاب من وسط ركام من التلقي الذي ساهمت في تكريسه على مدى سنوات».

الانتصار لتمكين الرواية في قراءة غلوم هدفه أن تكون اكتشافات النص واستجلاءات وظائفه الجمالية أكثر عمقا وإيغالا في المعرفة. اما النتائج فلا يدعي الكاتب انها «نهائية».

يؤكد الكاتب أن دراساته أوضحت وبشكل عملي أن «ما يفجر الإمكانات السردية والروائية لتجارب القصة القصيرة هو وضعها في شبكة عريضة من النصوص والمفردات الثقافية، وبصورة تلغي نهائيا الوهم السائد بأن القصة القصيرة في تجربة كاتب ما نص مستقل، وأنها - أي القصة القصيرة وحدها - تمتلك خصوصية منعزلة، وصوتا منفردا.

هكذا يحرر إبراهيم غلوم القصة القصيرة ويعيد إنتاجها، ويعيد فهمها، وحتى مستويات تلقيها في الزمكان، وعلى رغم أنه لا يرى القصة القصيرة في «عالم مستقل من دون العالم الذي يؤسس له النسق في تجربة عريضة غير معزولة أو منفردة» إلا أنه من جهة أخرى وبأدوات تمكين عالمها من عالم الرواية يخرج بما هو «جديد» وبما هو أكثر معنى مما كانت عليه أساليب التلقي الثقافي للقصة فيما سبق.

العدد 1798 - الأربعاء 08 أغسطس 2007م الموافق 24 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً