أعلنت لجنة تحقيق بلغارية انها بدأت التحقيق في المزاعم التي أدلت بها الممرضات والطبيب البلغار، موضحة أنهم أكدوا لها الجمعة في صوفيا أنهم تعرضوا للتعذيب في ليبيا حيث قضوا أكثر من ثماني سنوات في السجن اثر إدانتهم بحقن أطفال ليبيين بفيروس الايدز.

وفتحت اللجنة مطلع العام تحقيقا في بلغاريا بعد كشف أهالي الممرضات معلومات عن تعرضهن للتعذيب، وكانت الممرضات والطبيب من أصل فلسطيني حينها في السجن في ليبيا.

وأكد الستة جميعا بعد عودتهم إلى بلغاريا في مقابلات مع وسائل الإعلام تعرضهم للتعذيب على أيدي عناصر الشرطة في ليبيا ولاسيما الصعق بالكهرباء لانتزاع اعترافات منهم تؤكد الاتهامات الموجهة إليهم بحقن مئات الأطفال بالايدز في مستشفى بنغازي شرق طرابلس. من جانب آخر أكدت مؤسسة القذافي التي يشرف عليها نجل الزعيم الليبي معمر القذافي سيف الإسلام الجمعة أنها كشفت منذ عدة سنوات حالات تعذيب تعرضت لها الممرضات والطبيب البلغار خلال استجوابهم في ليبيا. وفي حديث أدلى به الأربعاء لقناة «الجزيرة» أكد سيف الإسلام أن الموقوفين الستة تعرضوا للتعذيب. لكن بشأن تصريحات الطبيب الفلسطيني الأصل عن التعذيب الذي تعرضوا له قال نجل القذافي إن «هناك كذبا كثيرا في ما قاله»، مضيفا «لكن ذلك لا يعني انه لم يحصل تعذيب. وقع تعذيب بالكهرباء وتخويف. أي تهديد بالتعرض لعائلته». والطبيب الفلسطيني الذي منح الجنسية البلغارية اشرف جمعة الحجوج هو الذي أسهب في وصف عمليات التعذيب التي تعرض لها خلال استجوابه من الشرطة الليبية العام 1999. وصرح الطبيب للصحافيين بعد أن أفرجت عنه ليبيا ووصل إلى صوفيا في 24 يوليو/ تموز «تعرضنا للتعذيب طويلا بالكهرباء وضربونا وحرمونا من النوم وخدرونا. وطوال عشرة أشهر كانت عائلتي لا تعرف إن كنت حيا أو ميتا. كنا معتقلين في مركز لتدريب الكلاب».

وأكد انه طوال سنة تعرض إلى الاغتصاب وأرغم على النوم جاثيا على ركبتيه ويداه مكبلتان وراء ظهره. فإذا سقط رأسه متثاقلا تعرض لركلة في الوجه. وأكدت الممرضتان ناسيا نينوفا وكريستينا فلاتشيفا - على غرار الحجوج - أنهما تعرضتا لسوء المعاملة والصعق الكهربائي لكنهما رفضتا إعطاء المزيد من التفاصيل قبل الإدلاء بشهادة أمام هيئات التحقيق البلغارية.

وأعلن الحجوج أخيرا للصحف الهولندية انه ينوي ملاحقة الزعيم معمر القذافي بتهمة احتجاز رهائن.