العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

إن كان القطاع يستحي

لو أن قطاع الثقافة «يستحي»، لما خيّر موظفيه الجدد بين الإنتقال لوزارة الإعلام أو التفريغ. ولو كان القطاع يستحي، لما كان المسرحي البحريني عبدالله السعداوي لا يزال ينتظر أوراق تفريغه حتى اليوم. هذا، إن كان ثمة رغبة/ نية/ أوراق أرسلت لتفريغ السعداوي، أصلا.

الخلافات التي لم ولن تنتهي في القطاع، تشير إلى أن عروض «التفريغ» أصبحت تكال للموظفين المغضوب عليهم. وتأتي عروض التفريغ لأسماء هي للتو قد بدأت، والبعض منها، لما ينتج شيئا يذكر. وتبقى مستويات الانتاجية «المنخفضة»، وتعيينات «المجاملات» السبب الرئيسي في تكدس «الموظفين» فاقدي الأهلية، والذين يمثلون عبئا على القطاع، بحسب ما يتسرب من القطاع الذي هو في الأساس لا مؤسسة ثقافة أو مثقفين، بل مؤسسة «فتنة» و»نميمة».

أصبحت إدارة القطاع تنوء بهؤلاء الموظفين حتى بدأت في تقديم عروضها «المثيرة» بالتفريغ، على أنه تفريغ لا علاقة له بالإنتاج أو الإبداع الإستثنائي بل هو الطريق نحو «الفكاك» منهم، حتى يرتاح قلب أم موسى.

لن تكون المرة الأخيرة التي أكتب فيها عن تفريغ عبدالله السعداوي قبالة تفريغ «اليانعين»، وطالما بقت أمور هذا الرجل معطلة، سنبقى نتحدث، نعترض، ونراقب سلسلة الاخفاقات المطولة للقطاع من عام لآخر.

أن يهمل السعداوي على رغم عديد المطالبات التي خرجت من النخبة في البحرين، هو ما يعني بالضرورة أن بوصلة الثقافة تسير في الطريق الخاطئ. وهو ما يعني أيضا، أن الثقافة بوصفها «برستيج» ومشروعا من المشروعات الشخصية تنتصر حتى اليوم على الثقافة بوصفها عالما مفتوحا من الإبداع والعطاء.

لماذا لا يفرغ السعداوي؟ نعرف الإجابة جيدا، وننوء عن الإفصاح عنها في كل مرة. السعداوي لم يفرغ، لأنه مثقف «نظيف»، لا يجيد التملق عند الأبواب، ولا يجيد مدح العتبات، ولا التزلف عند من يمتلك المال والنفوذ.

هذه الأمور مجتمعة، هي قوة السعداوي عند الناس، وهي ضعفه أمام طلب التفريغ. وهذه هي الحكاية، لمن أرادها.

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً