العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

مصر... رمضان المقبل بلا بلح «نصرالله»!

توقع تجار البلح (التمر) في سوق «الساحل» شمال القاهرة أن تختفي في شهر رمضان المقبل عادة إطلاق أسماء المشاهير من السياسيين والفنانين على التمور، وذلك احتجاجا على قرار الحكومة المصرية نقل سوق التمور من سوق الساحل شمال القاهرة إلى سوق «العبور» في صحراء شرق العاصمة.

ومنذ أواخر شهر رجب الماضي تفرض قوات الأمن المصرية طوقا مشددا على سوق البلح في منطقة «الساحل» الشهيرة بحي «شبرا» لمنع أي سيارات قادمة من جنوب مصر وتحمل أجولة البلح من دخول السوق.

وقال تجار لـ «إسلام أون لاين.نت» إن التسميات المعتادة التي كان يطلقها تجار سوق الساحل - التي كانت تعد السوق الرئيسية للتمور في القاهرة - على أنواع البلح وفقا لأنواعها الفاخرة أو الأقل جودة، مثل: «بلح نصرالله» أو «بلح بن لادن» أو «بلح ليلى علوي» و»شهداء الأقصى» و»الزعيم» وغيرها ستختفي هذا العام، ولن تظهر أنواع تسمى بأشهر الممثلين أو الأفلام الحديثة مثل: «عندليب الدقي» و»كركر».

وتوقع تجار آخرون أن تطرح في سوق العبور أنواع تعبر عن غضب التجار من منع دخول البلح للسوق القديمة في الساحل ونقلها إجباريا بقوة الأمن للسوق الجديدة في العبور، وأن تطلق أسماء مثل: «بلح العادلي» - وزير الداخلية - على أردأ الأنواع بسبب دور الشرطة في منعهم من النشاط في السوق القديم، و»كده رضا» - فيلم كوميدي مصري - على أنواع أخرى كناية عن تسليمهم بالأمر الواقع.

التجار يحتجون

وصدر قرار حكومي منذ خمسة أعوام بنقل سوق البلح بالساحل لسوق العبور أسوة بنقل سوق الخضراوات في المنطقة ذاتها لسوق العبور، بيد أن التجار - خصوصا هؤلاء الذين يمتلكون محالا تجارية مرخصة تبيع البلح - رفعوا قضايا أمام المحاكم المصرية أوقفت نقل السوق، ولايزال بعضها ينظر أمام المحاكم، وقد أعطتهم محافظة القاهرة مهلة بضع سنوات للنقل، بيد أنه صدر قرار هذا العام بنقلهم ورفض مد المهلة.

وهدد بعض التجار بالاعتصام داخل محالهم متهمين الشرطة التي منعتهم من إدخال بضاعتهم للسوق هذا العام بتعطيل أعمالهم والإضرار بمصالحهم التجارية.

غير أن مسئولي الشرطة ومحافظة القاهرة يقولون إنه تم إعطاء التجار مهلة عدة سنوات للانتقال من دون جدوى، إذ كانوا يطلبون المد كل عام في حين أن المنطقة تتحول إلى ساحة مكتظة تشل المرور تماما في كل عام.

وغالبا ما تمتلئ منطقة الساحل بالمئات من التجار لبيع البلح، حيث يفترشون الشارع على جانبيه ويعطلون مرور السيارات ما يخنق المرور في هذه المنطقة المهمة والمزدحمة، حيث يأتي المئات من مواطني جنوب مصر لبيع البلح في الشارع، ويعتبرون شهر رمضان هو المناسبة الجيدة لهم للحصول على بعض المكاسب المادية.

بلح نصرالله يكسب!

وعادة ما يتنافس التجار كل عام في إطلاق أسماء أشهر الشخصيات السياسية والفنية على أنواع البلح المختلفة لجذب الزبائن، ففي رمضان الماضي أطلق التجار بسوق الساحل اسم «نصرالله» على أغلى أنواع البلح احتفاء بصمود حزب الله اللبناني بزعامة نصرالله أمام العدوان الإسرائيلي على لبنان الصيف الماضي، وأقبل مصريون على شراء هذا النوع على رغم ارتفاع سعره، معتبرين أنه يستحق ارتفاع سعره لأنه «الزعيم» و«مش خسارة فيه»، على حد قول بعضهم.

وفي رمضان 2003 الذي أعقب الغزو الأميركي للعراق، وضعوا اسم الرئيس الأميركي «بوش» و»شارون» على أردأ الأنواع، واسم «بن لادن» و»صدام» على أغلى الأنواع نكاية في الأميركان، كما أطلقوا اسم «شهداء الأقصى» على أفخر وأغلى أنواع بلح رمضان العام 2004، و2005 في توقيت متزامن مع دخول انتفاضة الأقصى عامها الخامس.

وفي أوقات سابقة كان التجار يضعون أسماء مطربات وممثلات مصريات اشتهرن بالغناء أو التمثيل مثل «ليلى علوي» واسم المغنية اللبنانية «نانسي عجرم» ومطربة الفيديو كليب المصرية «روبي»، بالإضافة لأسماء بعض الأفلام الكوميدية.

ويؤكد التجار أن كل أنواع البلح (نحو 22 صنفا) لها القيمة الغذائية نفسها وأنه لا فرق بين نوع وآخر إلا فيما يتعلق بالشكل الخارجي للبلح ومظهره واسمه الذي يميزه عن غيره.

ويبلغ تعداد شجر النخيل بمصر نحو 11 مليون نخلة تمثل 9 في المئة من تعداد النخيل على مستوى العالم، و14 في المئة من تعداد النخيل على مستوى العالم العربي، ويبلغ عدد أصناف النخيل على مستوى العالم كله 5 آلاف صنف، منها 2000 صنف بالعالم العربي؛ وتمتلك مصر 27 صنفا.

وتنتج مصر نصف مليون طن من التمور سنويا بنسبة 20 في المئة من إنتاج التمور على المستوى العالمي، ويمثل 27 في المئة من إنتاج التمور على المستوى العربي. لكنها تصدر 5.1 في المئة من هذا الناتج، بحسب أرقام رسمية

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً