العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

قالت الصحف

دروس صعبة في سبيل أهداف سهلة

اهتمت الصحف البريطانية بموضوع العراق من زوايا متعددة، منطلقة من الدروس الصعبة التي تتلقاها الولايات المتحدة هناك، إلى ارتفاع نسبة الانتحار بين الجنود الأميركيين فأوضاع المترجمين، ولكنها أيضا أعطت عناية كبيرة للتحركات والتصريحات الروسية في الفترة الأخيرة.

دروس صعبة

قالت صحيفة «ديلي تلغراف» إن شهر أغسطس/ آب الجاري الذي كان الأميركيون يتوقعون أن تتحول فيه الأمور إلى الأفضل في العراق بعد أربع سنوات من الدماء والفوضى السياسية جاء على عكس ما كانوا يتوقعون.

ورأت الصحيفة أن مقتل المئات من الطائفة اليزيدية على يد القاعدة، إضافة إلى الشلل المتواصل في الحكومة العراقية بسبب مقاطعة السنة المعتدلين لها، جعل الأمل الذي كان يراود واشنطن في سحب قواتها من العراق يتضاءل أكثر فأكثر.

وأشارت إلى أن القاعدة ما دامت قادرة على الضرب بالشكل الذي وقع مع اليزيديين، وما دامت بغداد لا تتوفر فيها بعض الخدمات الضرورية كالكهرباء، فإنه لا الديمقراطيون في واشنطن ولا براون في بريطانيا يمكن أن يتصوروا انسحابا كبيرا من العراق.

ونبهت إلى أن تقرير القائد الأميركي غين بتراوس الذي تنتظره واشنطن، والذي كان يرجى أن يقدم نتائج إيجابية عن حالة الأمن في العراق، قد لا يأتي بما هو مرجو بسبب الهجوم على اليزيديين.

وذهبت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة أثبتت أن زيادة الجنود التي قام بها الرئيس الأميركي في نهاية العام الماضي لم تكن كافية، وأن العجز عن إرسال العدد الكافي من الجنود والذي قدره القادة البريطانيون بنحو 400 ألف في البداية لم يعد اليوم ممكنا بسبب المناخ الشعبي في الولايات المتحدة المناهض لما يدور في العراق.

وتابعت أن النقص في عدد الجنود لم يكن العائق الوحيد أمام نجاعتهم وإنما توزعهم أيضا، لأن القادة يركزون جنودهم في بغداد ومناطق التمرد، ما يتيح للقاعدة التحرك بحرية أكبر في المناطق الأخرى.

أين نضع المترجمين؟

في سياق العراق أوردت صحيفة «تايمز» تقريرا نبهت فيه إلى وضع المترجمين العراقيين الذين عملوا ويعملون مع القوات المتعددة الجنسية والذين يتهمون بالتعاون مع الاحتلال.

وفي هذا الإطار نقل بين ماكنتاير معد التقرير عن شاب عراقي كان يعمل مترجما للقوات الدانماركية قوله «كيف يكون شعورك عندما يشار إليك بأنك خائن، وعندما يحدق بك الناس بنظرات مهددة، ويتجنبون الاقتراب منك في الطريق؟

كيف يكون شعورك عندما يبصق الناس بمجرد رؤيتك، وعندما تصلك الرسائل من تحت الباب في منتصف الليل تهدد بقتل الخونة؟ كيف يكون شعورك عندما تعيش في هذه الدوامة من العزلة والخوف؟»

وأضاف ماكنتاير أن هذا الشاب الذي نقله الدنماركيون معهم عند انسحابهم وغيره من العراقيين الذين تعاونوا معهم ينبغي أن يذكر الأوروبيين بما يعنيه التعاون مع العدو، وبالتالي عدم تجاهل أولئك المتعاونين.

وقال الكاتب إن قوات التحالف لم تشد بأولئك العراقيين الشجعان الذين رضوا بالتعاون معها على رغم الأخطار، معتبرين أنفسهم جزءا من قوات التحرير المدنية.

وأشاد بسحب الدنمارك للمتعاونين معها إلى مأمنهم، معتبرا أن ذلك ينبغي أن يكون فعل غيرها، ومؤكدا أن الطريقة الوحيدة التي نثبت بها للعراقيين العاديين أن المترجمين ليسوا أعداء بل أناسا وطنيين، هي حمايتهم ما دامت القوات في العراق، وتأمين الملجأ لهم عند الخروج منه.

انتحار الجنود

نسبت صحيفة «ديلي تلغراف» إلى تقرير عسكري أن الجنود الأميركيين الذين أقدموا على الانتحار في السنة الماضية بلغ عددهم أعلى نسبة منذ 26 سنة، وأن ربع المنتحرين أقدموا على الانتحار أثناء القتال في العراق أو في أفغانستان.

وقال التقرير إن هناك 99 حالة انتحار مؤكدة أثناء الخدمة خلال العام 2006، وهو عدد يفوق 88 حالة التي سجلت قبل ذلك، وهو الأعلى بعد 102 حالة التي سجلت العام 1991.

وأكد التقرير أن 28 من المنتحرين كانوا تحت الخدمة في العراق وأفغانستان، مشيرا إلى أن من أسباب الانتحار ما يتعلق بمشكلات الخدمة والعمليات، وما يرتبط بالفشل في بعض العلاقات، كما أن بعض المشكلات القانونية والمالية قد تقود إلى الانتحار.

وأكد البنتاغون في التقرير أن العودة إلى تكرار إرسال الجنود يزيد من احتمال إقدامهم على الانتحار، خصوصا أن فترة البقاء على الجبهات قد تم تمديدها من 12 إلى 15 شهرا.

وأورد التقرير أن نسبة 17.3 في المئة العام 2006 إضافة إلى حالتين لم يتم تأكيدهما مرتفعة جدا بالنسبة لـ12.8 في المئة المسجلة السنة التي قبلها، مضيفا أن 33 من الحالات الـ99 كانت في مناطق الحرب بما فيها العراق وأفغانستان.

وخلص إلى أن الجيش الأميركي الذي تعرض لانتقادات بالغة، ذكر أنه قام بمراجعة لبرامج التدريب، وزاد من وسائل منع الانتحار بإضافة نحو 25 من الأطباء النفسيين والمعالجين المحترفين إلى صفوفه

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً